جدد رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط اتهام سوريا بالوقوف وراء تنظيم “فتح الاسلام” في التفجير الامني في شمال لبنان بين الجيش اللبناني وعناصر هذا التنظيم، الذي وصفه بأنه “عصابة” “صدّرت الى لبنان من سوريا”، وان مخيم البارد اضحى أسيراً لها، ودعا المنظمات الفلسطينية الى رفع الغطاء عن هذا التنظيم الذي وصفه ب “الارهابي”، ويضر بالمصلحة الفلسطينية، وإلى التعاون مع الدولة اللبنانية في التحرك داخل المخيمات ضد “فتح الاسلام”، ونفى تعرض الجيش للمدنيين الفلسطينيين في مخيم نهر البارد.

واذ غلب على جنبلاط في مؤتمر صحافي عقده امس “هدوء” في مقاربته للقضايا الخلافية مع فريق المعارضة، كان جازماً في مسألة حسم ملف منظمة “فتح الاسلام” لجهة القضاء عليها، لمنع تحول لبنان الى “عراق ثانٍ”، وتوقع حصول تفجيرات جديدة.

ودعا، في المقابل، الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى “الوفاء بوعده” خلال اعمال طاولة الحوار السابقة بإخراج السلاح الفلسطيني من المخيمات، وقال ان بعض هذا السلاح غير فلسطيني، في اشارة الى سلاح تنظيم “فتح الاسلام” ومنظمات فلسطينية معارضة مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة التي اتهمها جنبلاط بأنها أمدت “فتح الاسلام” بمقاتلين منها، وذلك بعد يوم من اتهام القيادي في “القيادة العامة” أنور رجا، صراحة، عناصر من “تيار المستقبل” الذي يترأسه النائب سعد الحريري، بالدخول “كطابور خامس” وإطلاق النار على الجيش اللبناني ومخيم نهر البارد في الوقت نفسه.

وكشف جنبلاط عن اتصال أجراه برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، للتأكيد انه لا بد من الحفاظ على الجيش والدولة، وطلب منه، إبلاغ من اسماه “البعض”، في اشارة الى “حزب الله”، بأنه حمايته هو في الجيش. واعتبر الاحداث الامنية الجديدة امتداداً للتمديد للرئيس إميل لحود، ومن بعدها الاغتيالات التي حصلت، في العامين 2005 و ،2006 وصولاً الى اعتكاف وزراء حركة أمل و”حزب الله”، وليس انتهاء باعتصام المعارضة.

ووضع قول جنبلاط وزير الخارجية السوري وليد المعلم أول امس عن المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، بأنه بمثابة اعتراف ضمني عن مسؤولية سوريا عن التفجير الامني الحاصل، وطمأن “حزب الله” أن المحكمة لن تتناول فتح الملفات اللبنانية القديمة واستهداف قوات المارينز الأمريكية، وقال إنها محصورة فقط بالأحداث التي توالت منذ محاولة اغتيال الوزير عن كتلته النيابية مروان حمادة وحتى تفجير عين علق في فبراير/ شباط الماضي، وطمأن الحزب بأن سلاحه سوف يكون خاضعاً للحوار الداخلي اللبناني وحده، وألمح للمرة الاولى بأن “إسرائيل” أو تنظيم القاعدة قد يكونان متورطين في اغتيال رفيق الحريري، لكن الموقف السوري حينها “أوحى بعكس ذلك”، مؤكداً ان اتهامه النظام السوري باغتيال الحريري سياسي، ودعا الى انتظار قرار المحكمة.

وتوجه جنبلاط الى فريق المعارضة بسلسلة كبيرة من التساؤلات، ومنها إن كانت مع ضرب الصيغة اللبنانية والتنوع، ومع تشريع التنظيمات الارهابية، وضد مبدأ الدولة، ولفت الى ان مبدأ الدولة هو حالياً على كف عفريت”، فهل هذا لمصلحة المقاومة و”حزب الله”؟

وأبرق جنبلاط الى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية، مستنكراً الاعتداءات “الإسرائيلية” الوحشية تجاه الشعب الفلسطيني.

مصادر
الخليج (الإمارات العربية المتحدة)