اكد مسؤولون ومحللون سوريون ان الاستفتاء الرئاسي على ولاية ثانية للرئيس بشار الاسد يشكل رسالة مزدوجة داخلية وخارجية حول متانة النظام لكل من يفكر في محاولة زعزعته.
وقال د. خلف جراد مدير عام صحيفتي "تشرين" و"الثورة" الرسميتين ان "هذا الاستفتاء هو على تجربة عمرها سبع سنوات مرت خلالها سوريا باحلك الظروف" موضحا ان "هذا الاستفتاء يؤكد ان سياسة سوريا الداخلية والخارجية كانت صائبة ولا بد ان تستمر فيها".

واكد ان "الاستفتاء هو رسالة مزدوجة داخلية وخارجية".
فعلى الصعيد الخارجي "جرت محاولات لعزل سوريا من قبل الولايات المتحدة وبعض الدول التي لها علاقات مباشرة معها لكن هذه المحاولات فشلت" كما يقول د. جراد في اشارة الى عودة الحوار الاميركي السوري.
وقد شهدت الاعوام الاخيرة من ولاية الرئيس الاسد الذي استلم السلطة عام 2000 تدهورا للعلاقات مع الولايات المتحدة التي فرضت عام 2004 عقوبات اقتصادية على دمشق.

وتعرضت سوريا ايضا لضغوط دولية كثيفة اثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005 في بيروت وسحبت وحداتها العسكرية من لبنان تحت وطأة الضغوط الدولية واللبنانية في العام نفسه.
اما على الصعيد الداخلي فيقول ان الرئيس الاسد "يعني بالنسبة لسوريا الاستقرار والانفتاح" فيما يغرق الجار العراقي في الحرب الاهلية اثر سقوط نظام الرئيس صدام حسين.

ويشاطره المحلل عماد فوزي الشعيبي القريب من السلطات الرأي فيرى ان السوريين لن يصوتوا على ولاية ثانية للرئيس الاسد فحسب "بل على المحافظة على السيادة والاستقلال".
ويعتبر ان "سوريا اليوم اقوى مما كانت عليه عامي 2004 و2005 وتمسك بالملف اللبناني والملف العراقي وجزء من الملف الفلسطيني" مؤكدا انه "كلما صبر السوريون اكثر كلما ربحوا اكثر".
ولا يشكل قرب موعد التصويت في مجلس الامن الدولي على مشروع قرار انشاء محكمة ذات طابع دولي لمحاكمة قتلة الحريري مصدر قلق للشعيبي اذ يقول ان "المحكمة هي آلية ضغط على سوريا من قبل الولايات المتحدة لاستكمال الحوار من موقع اقوى".

ويؤكد ان الاميركيين اصبح عليهم "ان يستشيروا سوريا اليوم في اي شيء يمكن ان يحدث في لبنان".
ويرى ان التعبئة الكبيرة التي سبقت الاستفتاء هي ايضا "رسالة الى الخارج" ودليل واضح على شعبية النظام.
ويصوت السوريون الاحد في استفتاء على ولاية ثانية من سبعة اعوام للرئيس بشار الاسد، المرشح الوحيد في هذه العملية.
وبلغت الحملة الانتخابية ذروتها السبت عشية الاستفتاء حيث تجمع الناخبون في المضافات فيما ازدانت شوارع دمشق وساحاتها بصور عملاقة للرئيس السوري ولافتات التأييد له.
وكان مجلس الشعب السوري وافق بالاجماع على ترشيح الرئيس الاسد (41 عاما) بناء على قرار القيادة القطرية لحزب البعث.

من جانبها دعت المعارضة داخل سوريا وخارجها الى مقاطعة الاستفتاء الرئاسي بسبب غياب اي منافس للرئيس السوري لكن من غير المتوقع ان يكون لهذه الدعوة تاثير يذكر.
وقال المعارض ياسين الحاج صالح "ليس الغرض من الاستفتاء معرفة ما اذا كان المرشح سينجح ام لا ولا قياس مدى شعبيته لكنه ضرورة لتجديد شباب وعزيمة النظام ولالتفاف انصاره حوله".
واضاف "ربما يشكل ايضا رسالة للخارج حول التفاف الشعب السوري (حول النظام) وان اي محاولة لاضعاف النظام او قلبه ستكون مكلفة جدا وان البديل الوحيد هو الفراغ والفوضى".
وكان الاسد تولى الرئاسة في تموز/يوليو 2000 خلفا لوالده الراحل حافظ الاسد بعد فوزه عبر استفتاء ب29.97 في المئة من اصوات السوريين.
ويأتي استفتاء 27 ايار/مايو بعد شهر من الانتخابات التشريعية التي قاطعتها المعارضة وفاز فيها تحالف الاحزاب الحاكمة بقيادة البعث العربي الاشتراكي.

مصادر
وكالة الانباء الفرنسية (فرنسا)