ارتكبت “إسرائيل” أمس جريمة حرب بإعدامها ثلاثة فلسطينيين بعد اعتقالهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، أحدهم تم إعدامه أمام ناظري وزير الإعلام الفلسطيني د. مصطفى البرغوثي، واستشهد ثلاثة في انفجار عمل، في حين لم يسلم الموتى من قرارات الملاحقة “الإسرائيلية” إذ أمر ما يسمى وزير الأمن الداخلي الصهيوني آفي ديختر بوقف دفن الموتى المسلمين في مقبرة الرحمة الإسلامية التاريخية في القدس المحتلة، في وقت أعلن فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه سيلتقي الأسبوع المقبل رئيس الوزراء “الإسرائيلي” ايهود أولمرت الذي أكد مواصلة العدوان وجدد رفضه لأية هدنة.

وأفادت مصادر فلسطينية بأن المقاومين عبد الكريم شعث (21 عاما) ومحمد احمد معمر (22 عاما) من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس استشهدا كما أصيبت سوزان العمور (30 عاما) أمس بنيران جيش الاحتلال قرب معبر صوفا في رفح جنوب القطاع. وأوضح المصدر ان الجيش “الإسرائيلي” اعتقل الشابين وكبل أيديهما وعذبهما ثم أطلق عليهما النار من مسافة قريبة. وواصلت “إسرائيل” أمس غاراتها الجوية العدوانية على القطاع.

واستشهد ثلاثة فلسطينيين أمس وأصيب اثنان آخران بجروح خطيرة في انفجار وقع في مخيم النصيرات وسط القطاع. وقال مصدر أمني فلسطيني ليونايتد برس انترناشونال إن اثنين من مقاومي الذراع المسلحة لحركة الجهاد الإسلامي وأحد المارة استشهدوا وأصيب اثنان آخران إثر انفجار هائل وقع في المخيم. وأضاف أن المعلومات الأولية تشير إلى أن المجموعة كانت تقوم بإعداد عبوات ناسفة.

وفي الضفة الغربية أعدمت قوة “إسرائيلية” خاصة المقاوم عامر عبدالحليم أبو ظاهر (28 عاما) من كتائب شهداء الأقصى أثناء عملية توغل في وسط مدينة رام الله. وأصيب 7 فلسطينيين آخرين أثناء تنفيذ الجريمة.

وأكد وزير الإعلام مصطفى البرغوثي في حديث خاص ل (الخليج) أنه كان شاهد عيان على الجريمة، موضحا انه رأى أفراداً من وحدات الاحتلال الخاصة وهم يطلقون النار على الشهيد. وأضاف “حينما سمعت أولى الرصاصات كنت أشارك في اجتماع فوقفت على نافذة مكتبي حيث شاهدت الجنود يطلقون النار على المدنيين.. أصيب أحدهم بقدمه وسقط أرضا بجانب سيارتي الشخصية ثم اقتربوا منه وقاموا بإطلاق قرابة 24 رصاصة نحوه”. وتابع “بعد ذلك وقعت اشتباكات بين المدنيين الذي رشقوا أفراد الوحدة بالحجارة وبين قوات من جيش الاحتلال التي وصلت إلى المكان بسرعة وقاموا بفتح النار على المواطنين ما أدى إلى إصابة العديد منهم”. ووفقا للمصادر الطبية في مستشفى رام الله الحكومي فإن ستة فلسطينيين أصيبوا بجروح.

وفي جنين شمال الضفة استشهد المقاوم من كتائب الأقصى محمد مرعي بنيران وحدة خاصة من جيش الاحتلال أثناء عملية توغل في المدينة، وفقا لما نقلته “فرانس برس” عن مصدر أمني فلسطيني.

واعتقل جيش الاحتلال، أمس، 18 فلسطينيا في مناطق مختلفة من الضفة بينهم الناطق باسم الكتلة البرلمانية لحركة فتح جمال الطيراوي الذي تم اعتقاله مع أربعة من مرافقيه في مخيم بلاطة قرب نابلس.

وفي تطور عدواني لا يستثني حتى الموتى، أمر وزير ما يسمى الأمن الداخلي الصهيوني آفي ديختر بوقف دفن الموتى المسلمين في مقبرة الرحمة المحاذية للسور الشرقي للمسجد الأقصى في القدس المحتلة، بدعوى أن المنطقة تحتوي آثارا من الهيكل المزعوم.

في غضون ذلك اقترح الرئيس عباس أمس عقد هدنة جديدة مع “إسرائيل” وقال في مؤتمر صحافي مع رئيس البرلمان الأوروبي هانز جيرت بوترنج، إنه سيلتقي أولمرت في السابع من يونيو المقبل. لكن أولمرت أعلن في تصريحات أمام الكنيست رفضه للتوصل إلى أي نوع من التسوية أو التهدئة، مؤكدا مواصلة العدوان على غزة. ومن المفارقات أن أولمرت قال إنه يعتزم “توجيه كلمة لشعب غزة”، وفي الوقت ذاته أكد أن ليس لديه أية نية لوقف العدوان أو التوصل إلى أي هدنة.

مصادر
الخليج (الإمارات العربية المتحدة)