أكد مسؤولون استخباراتيون أميركيون حاليون وسابقون، لموقع «روو ستوري» الإخباري الاميركي، ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية «سي آي أيه» تقود «حربا دعائية» ضد دول ومنظمات في الشرق الاوسط، بينها ايران وسوريا ولبنان و«حزب الله».
وذكرت المصادر الاستخباراتية ان ادارة الرئيس جورج بوش، بدورها، تشرف على عمليات بعيدا عن وزارة الدفاع ولا تخضع لمراقبة الكونغرس، تستهدف دعم جماعة ارهابية داخل ايران (مثل جماعة مجاهدي خلق)، علما بأن قناة «أيه بي سي» الاميركية ذكرت مؤخرا ان بوش منح الـ«سي آي ايه» سلطة القيام بعمليات «غير قتالية» ضد ايران.
وذكرت المصادر ان هناك «قرارين على الأقل» صدرا خلال السنوات الاخيرة وسمحا لـ«سي آي ايه» بشن «حرب اعلامية سرية ومفتوحة» ضد المصالح الايرانية، بعضها يطال نفوذ وأصول ايران «داخل الولايات المتحدة وفرنسا».
وأشارت المصادر الى ان الجماعات والأشخاص والمنظمات التي تستهدفها العمليات الاستخباراتية، ليست ارهابية ولا تستخدم العنف في عملها. ووصف مسؤول استخباراتي سابق هذه التحركات بالقول انها عبارة عن «عمليات دعائية.. ليست جديدة أو عدوانية»، لافتا الى انها تتم منذ فترة وتعتمد على تمويل وإشراف الكونغرس.
وبحسب المسؤولين الاستخباراتيين، فان القرارات الرئاسية لا تنحصر بايران. واوضح هؤلاء ان هناك دولا عديدة في الشرق الاوسط، بينها لبنان وسوريا، الى جانب جماعات مثل «حزب الله»، يتم استهدافها من خلال ما تصفه المصادر بـ«الجهود الدعائية السوداء».
وتضيف المصادر ان نشاطات الـ«سي آي ايه» تستهدف ايران من خلال رسائل «مؤيدة للديموقراطية»، وان وكالة الاستخبارات تدعم بشكل علني جماعات «مؤيدة للديموقراطية».
وتشدد المصادر على ان تفاصيل برنامج العمليات تخضع للسرية التامة. وقال مسؤول استخباراتي ان عمل هذا البرنامج يتخطى الشرق الاوسط، ويهدف الى التعرف الى «الحلفاء المحتملين»، واستخدام جماعات معروفة لنقل المعلومات.
وذكر الموقع الاخباري ان البنتاغون بدوره، يقود عمليات عدائية «سوداء»، وافق عليها مجلس الأمن القومي ومكتب نائب الرئيس ديك تشيني. وقد أشارت المصادر الاستخباراتية الى ان عمليات وزارة الدفاع ضد ايران أكثر خطورة ومجازفة من عمليات وكالة الاستخبارات المركزية. وذكرت ان هذه النشاطات بدأت عقب الحرب على العراق، وانها تخضع للتعريف العسكري ولا تتطلب تفويضا من الكونغرس مثل نشاطات وكالة الاستخبارات.
وقال مسؤول استخباراتي سابق ان وكالة الاستخبارات حازت أيضا موافقة لاستهداف المصالح الاقتصادية الايرانية و«الضغط» عليها عبر نشاطات «غير عدائية». كما ذكرت مصادر استخباراتية أجنبية ان الضغط الاقتصادي يستهدف قطاع النفط بشكل خاص وحث المؤسسات المالية وشركات النفط والمصالح الاستثماراتية الدولية على مغادرة ايران والتخلي عن عقودها الحالية هناك.
وفيما رفض المتحدث باسم وكالة الاستخبارات المركزية بول جيميغليانو التعليق على تقرير الـ«ايه بي سي» ومعلومات المسؤولين الاستخباراتيين، قال ان الـ«سي آي ايه» لا تناقش «مسائل مماثلة، صحيحة كانت أم مغلوطة»، مشيرا الى ان «النشاطات الاستخباراتية السرية تخضع لإشراف قوي من قبل الكونغرس».

مصادر
السفير (لبنان)