اعتبر محللون ان توغل القوات التركية على نطاق واسع في شمال العراق يمثل كابوسا بالنسبة إلى الولايات المتحدة وقد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة التي تعد هادئة نسبيا. فقد ثارت مخاوف في واشنطن في ضوء التقارير عن تدفق خمسين ألفاً من القوات التركية على شمال العراق لمحاربة متمردي حزب العمال الكردستاني حيث يسعى مسؤولون جاهدين لمحاولة التعرف على ما يجري هناك.

وفيما ينفي مسؤولون من تركيا والولايات المتحدة والعراق وقوع غزو وقول مصدر عسكري ان القوات التركية قامت بغارة محدودة عبر المنطقة الجبلية الحدودية. قال محللون ان الواقعة تركز الأنظار على احتمال ان الهجمات الأخيرة في تركيا التي ألقيت بالمسؤولية عنها على متمردي حزب العمال الكردستاني قد تفجر انتقاما تركيا لا يستهان به ضد المتمردين ممن يستغلون العراق كملاذ آمن.

وأضاف المحللون ان الخطر يكمن في احتمال الزج بتركيا في أتون صراع أوسع نطاقا مع أكراد العراق حتى وان كانت أنقرة تسعى أصلاً إلى القيام بعملية على نطاق محدود كما ان دولا أخرى بالمنطقة منها إيران قد تشعر بالجرأة.

وقال المحلل بمؤسسة بروكنغز عمر تاسبينار «قد يفتح ذلك أبواب الجحيم لخوض مستنقع.. في العراق ليصبح مستنقعا اقليميا تخوض خلاله دول المنطقة حروبا على ارض العراق». وقال مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن جون الترمان «يكمن مأزق تام في شمال العراق ويخلق مشاكل لكل ما نسعى إلى القيام به في العراق.

انه يخلق مشاكل لعلاقتنا الدفاعية الوطيدة مع تركيا كما يخلق أيضاً وضعا أكثر فوضوية في منطقة من العالم نحن في أمس الحاجة لان تتسم بالقدر الأدنى من الفوضى». وقال محللون ان ثمة مشاعر شعبية متزايدة في تركيا تطالب حكومة أنقرة ببذل مزيد من الجهود لمحاربة متمردي حزب العمال الكردستاني في أعقاب سلسلة من الهجمات الا انهم قالوا انه يبدو انه لا توجد لدى تركيا نية قوية للقيام بعملية كبيرة عبر الحدود.

وقالت زينو باران وهي باحثة رفيعة في معهد هدسون للأبحاث في واشنطن «لا تريد أي من القيادتين المدنية والعسكرية في حقيقة الأمر القيام بأي عملية تعارضها الحكومة الأميركية بقوة. كما انهم لقنوا درسا من خبرة إسرائيل مع جماعة حزب الله في جنوب لبنان لذا فإنهم لا يريدون ان يكونوا في وضع الحصار في القتال أو أن يخوضوا صراعا بلا نهاية».

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)