حفلة تطبيل وتزمير سبقت زيارة نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية شاؤول موفاز الى واشنطن والغريب ان هذا الرجل كان يقرع طبول «المحادثات السرية» مع دمشق ولان الامور بالتأكيد لم تجر ولن تجرى بهذه الطريقة فقد عرف الجميع ان موفاز مجرم عملية الجدار الواقي ليس مجرما فحسب بل هو كذاب كبير حتى قبل ان يعلن المتحدث باسم البيت الابيض شون ماكورماك ان استئناف مسار المفاوضات العلني وليس السري مع دمشق اخذ حيزا بسيطا من محادثات موفاز-رايس قبل ا ن يجدد البيت الابيض املاءاته التي تقول ان الوقت لم يحن بعد لفتح مسار المفاوضات السوري-الإسرائيلي.

بعد كذبة موفاز خرج علينا كذاب صغير آخر شهير اسمه بنيامين نتانياهو الذي ادعى أن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد قال له خلال محادثات سرية غير مباشرة معه ما بين عامي 1998 و 1999 إنه مستعد للإبقاء على جزء من مرتفعات الجولان تحت السيطرة الإسرائيلية. وادعى إن الناس لا يعرفون أن الأسد تخلى عن جبل الشيخ الواقع في مرتفعات الجولان و أنه قال للأسد إن لديه شرطا مسبقا وهو الاحتفاظ بجبل الشيخ لأن هناك خطرا من إيران فوافق الأسد على ذلك.

نتانياهو لا يعرف ربما أن الاسد لم يتحدث مع الإسرائيليين لا مواجهة ولا من خلال وسيط سوى الرؤساء الاميركيين الذين كان يلتقيهم في جنيف وليس في واشنطن كغيره من الزعماء وانه رفض عرض الرئيس الاميركي بل كلينتون لاسباب أقل بكثير من التخلي عن مرصد جبل الشيخ للتجسس على ايران كما ان الرجل يريدنا ان نصدق ان مرصد جبل الشيخ اهم استراتيجيا للتجسس على ايران البعيدة من خمسة اقمار تجسسية إسرائيلية عسكرية وعشرات الاقمار الاميركية العاملة في خدمة إسرائيل.

كذب نتانياهو وموفاز كشفه ربما ما نقلته صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي اولمرت وجه رسائل سرية إلى الرئيس السوري بشار الأسد عبر وسطاء اتراك والمان أكد فيها أن بلاده مستعدة لدفع ثمن مقابل السلام وذلك بعد أن أعطى الرئيس الأميركي جورج بوش لاولمرت الضوء الأخضر لإجراء مفاوضات سلام إسرائيلية - سورية، رافضا القيام بدور الوسيط. رواية يديعوت احرونوت تبدو اكثر واقعية من الروايات السابقة وتنقل الصحيفة ما يوحي بالفغل بالفحوى الحقيقي الذي يمكن ان تدور حوله مفاوضات سورية-إسرائيلية حيث يقول اولمرت في إحدى هذه الرسائل على ما ذكرت الصحيفة، «أنا أدرك أن أي اتفاقية سلام مع سوريا ستجبرني على إعادة هضبة الجولان إلى السيادة السورية وأنا مستعد لتحمل مسؤولياتي من أجل إقامة السلام بيننا» وأضاف اولمرت «أطلب منكم أن تقولوا لي ما إذا كانت سوريا مستعدة، مقابل الانسحاب الإسرائيلي من الجولان، لتحقيق الالتزامات التالية: التخلي تدريجيا عن تحالفها مع إيران وحزب الله والمنظمات الإرهابية الفلسطينية ووقف دعمها للارهاب».

وحسب الصحيفة فإن اولمرت لم يتلق ردا من الاسد وهذا منطقي لان الاسد لو تلقى هذا النوع من الرسائل فلن يرد مباشرة بل سيعلن المسؤولون السوريون كما حدث اليوم استعداد سوريا بالبدء بمفاوضات سلام وفقا للاسس العلنية المعروفة ولن تنزلق دمشق الى لعبة المفاوضات والمراسلات السرية لانها غير مضطرة لذلك وتعرف ان المستفيد الاكبر من لعبة عدم الشفافية في المفاوضات هو الطرف الإسرائيلي.

مصادر
الوطن (قطر)