أبدأ بوضع اسم (حماس) أولاً فنحن لا نغمطها حقّها في (تحرير) والسيادة على قطاع غزّة، والدليل أنّ مجاهديها سجدوا على عتبات المكاتب والمقّار التي فتحت بيمن من الله،والأعلام الخضراء رفرفت عليها ، وما هذا بالنصر القليل!
وأثنّي بفتح التي هبطت في بورصة التنظيمات الفلسطينيّة إلى المرتبة الثانية_ هي لاتقّر بهذا التقهقر وترى أنه طارئ ، ولا تحاسب نفسها على ما حدث لها ويحدث _ بعد أن تفككت الأجهزة الأمنيّة التي غصّت بألوف المتفرغين المساكين الذين سعوا ( للتوظّف ) في صفوفها لكسب لقمة العيش في زمن سلطة ( أوسلو) المظفرّة !.

وأضع ملحوظة لا مندوحة من التذكير بها: قادة أجهزة الأمن أس الفساد هيمنوا على فتح،وارتبطوا بكّل عدو للشعب الفلسطيني،وعاثوا فساداً حتى كفّروا الناس،وأثروا من دم شعبنا وخبزه، ثمّ هربوا قبل معركة الحسم في شوارع،وعلى أبراج ..غزّة . يعني هم لعبوا بدّم أبناء شعبنا وبجبن أقاموا غرف عملياتهم في شيراتونات ( القاهرة) لزوم راحة البال ، وادخار الحياة لمعارك أكثر جدوى.

و..جاءت حماس ، والفصول كلّها ، حتى فصل الخميس والجمعة يومي 14 و15 حزيران، يعرفها القرّاء الكرام ...
الفصل الجديد ينفتح على أيام أشّد حلكة وسواداً من الأقنعة التي يخفي( المتقاتلون) رؤوسهم،ووجوهم..فيها ، وهو السواد الذي يخفي رؤوس ووجوه مقاتلي الفصيلين!.

هنيّة يتشبّث برئاسة الوزارة،وعبّاس يقيل الوزارة ويشكّل حكومة طوارئ،وبدلاً من دولة واحدة ها نحن بالدّم الفلسطيني الفلسطيني نفوز بدولتين دفعة واحدة : دولة فلسطين الجنوبيّة ، ودولة فلسطين الشماليّة.
( قرأت في كتب التاريخ أن دولة اليهود انقسمت دولتين، واقتتلت الدولتان حتى انهارتا معاً) .
واحد فتحاوي اتصل بما تبقّى من تلفزيون فلسطين ورجا أبامازن أن يفسح المجال لعشرات ألوف الفتحاويين ل..يزحفوا إلى غزّة لاستعادتها !

(لا أعرف إن كان الزحف يحتاج لتصريح من (إسرائيل) للعبور إلى غزّة ، أم أن الزاحفين سيكتسحون قوّات الاحتلال في فلسطين ال48 التي تفصل بين القطاع والضفّة !.
قيادتا حماس و..فتح لا تتعلمان ، وهذا ما تأكدت منه نهائيّاً في يومي الجنون ، يومي الحريق ، والإعدامات، و..الجنون!
تجربة السلطة أسقطت شعبنا في اليأس و.. وتجربة التغيير الديمقراطي بصناديق الاقتراع توصل شعبنا إلى فقدان الأمل ...
الطرفان ، بالإذن من القرّاء ، ذكراني بواقعة في رواية ( الدكتور زيفاغو) للروسي بوريس باسترناك . فقد قبضت قوّات (البيض) القيصريين،على بطل الرواية و..أجبرته على التبرّز و..أكل برازه !
و..من بعد أفلتوه ، فانطلق ساعياً للنجاة،ولكن حظّه العاثر أوقعه في براثن قوّات (الحمر) الشيوعيين ف..أجبرته أن يتبرّز و..يأكل برازه !

أقلب هنا الترتيب : فتح _ بحكم الأولويّة في إطلاق رصاصة 65 _ وحماس التي ولدت في الانتفاضة الأولى_ فتح شاخت، وحماس مستعجلة جدا _ بفضلهما لم يتذوّق شعبنا حلاوة الانتصار، وبسبب صراعهما على السلطة.. يأكل خراء...
آسف : التحليل السياسي،والكتابة الأخلاقيّة ، والمناشدات كلّها ما عادت تزبط مع هؤلاء البشر، ولذا أدعو لتجاوزهما، ومعاقبتهما على ما الحقتاه بشعبنا ...