ذكرت النسخة العبرية لموقع صحيفة " هارتس " الإسرائيلية على موقعها على شبكة الانترنت صباح اليوم الجمعة أن كلاً من الإدارة الأمريكية والرئيس الفلسطيني محمود عباس قد اتفقا على خطة عمل محددة لإسقاط حكم حماس عن طريق ايجاد الظروف التي تدفع الجمهور الفلسطيني في قطاع غزة للثورة ضد الحركة. وأشارت الصحيفة الى أن خطة العمل، التي تم التوصل اليها بين الجانبين قبل اعلان ابو مازن عن قراره حل حكومة الوحدة واعلان حالة الطوارئ، تتضمن الخطوات الآتية:

1- حل حكومة الوحدة، واعلان حالة الطوارئ، لنزع الشرعية الدولية عن كل مؤسسات الحكم التي تسيطر عليها حماس حالياً في قطاع غزة.

2- فصل غزة عن الضفة الغربية والتعامل مع القطاع كمشكلة منفردة، وأن تقوم الإدارة الأمريكية وابو مازن بالتشاور مع اسرائيل والقوى الإقليمية والاتحاد الأوروبي لعلاج هذه المشكلة، ولا تستبعد الخطة أن يتم ارسال قوات دولية الى القطاع.

3- تقوم اسرائيل بالإفراج عن عوائد الضرائب، وتحويلها الى أبو مازن، الذي يقوم باستثمارها في زيادة " رفاهية " الفلسطينيين في الضفة الغربية، الى جانب محاولة الولايات المتحدة اقناع إسرائيل بتحسين ظروف الأهالي في الضفة الغربية وذلك من أجل أن يشعر الفلسطينيون في قطاع غزة بأن اوضاعهم لم تزداد إلا سوءاً في ظل سيطرة حركة حماس على القطاع، وذلك عن طريق مقارنة اواضاعهم مع اوضاع اخوانهم في الضفة، الأمر الذي يزيد من فرصة تململ الجمهور الفلسطيني في القطاع ضد حماس، وبالتالي التمرد عليها.

4- اتفق ابو مازن والإدارة الأمريكية على وجوب شن حملات اعتقال ضد نشطاء حركة حماس في الضفة الغربية، من أجل ضمان عدم نقل ما جرى في القطاع الى الضفة.

5- احياء المسار التفاوضي بين اسرائيل والحكومة التي سيعينها ابو مازن في اعقاب قراره حل حكومة الوحدة الوطنية.

واشارت الصحيفة الى أن ابو مازن حرص على اطلاع كل من مصر والاردن على القرارات التي اعلن عنها قبل اعلانها، مشيرة الى أن ابو مازن طالب الدولتين بتأييد قراراته وقطع أي اتصال مع حكومة حماس في القطاع.

ردة الفعل الاسرائيلية

من ناحية ثانية خرج كبار المسؤولين في اسرائيل عن طورهم وهم يشيدون بقرار ابو مازن بحل حكومة الوحدة الوطنية واعلان حالة الطوارئ. وقال وزير الحرب الاسرائيلي عمير بيريتس أن قرار ابو مازن ساهم في تقليص الآثار السلبية جداً لسيطرة حماس على القطاع، معتبراً أن هذه القرارات تمثل ايضاً مصلحة استراتيجية عليا لاسرائيل.

من ناحية ثانية اوضحت نقلت صحيفة " معاريف " في عددها الصادر اليوم الجمعة أنه في ظل قرار ابو مازن حل حكومة الوحدة الوطنية وتعيين حكومة طوارئ، فأن اسرائيل تدرس بايجابية امكانية الافراج عن مستحقات الضرائب التي تحتجزها وتحولها الى ابو مازن. في نفس الوقت اشارت الصحيفة الى ان هناك اختلاف كبير في الرأي في اوساط قادة الاجهزة الامنية حول فكرة ارسال قوات دولية الى القطاع. ونقلت الصحيفة عن مصدر امني كبير قوله أن هذه الفكرة غير عملية على اعتبار أنه لا يوجد هناك ثمة دولة يمكن ان توافق على ارسال جنودها الى القطاع، مشدداً على أن قطاع غزة هو اسوأ بكثير من جنوب لبنان حالياً.

وأشارت الصحيفة الى أن اسرائيل قد تعلن عن قطاع غزة ككيان عدو، ومن غير المستبعد أن يتم قطع الكهرباء والماء عنه، سيما في ظل اطلاق الصواريخ على اسرائيل من القطاع.

إسرائيل تراهن على العرب في " خنق " حماس

قالت إسرائيل أنها تراهن بقوة على تعاون الدول العربية، ورئاسة السلطة الفلسطينية معها في عدم السماح لحركة حماس بترجمة إنجازاتها العسكرية في مواجهة اجهزة الامن التابعة لأبو مازن الى مكاسب سياسية، معتبراً أن التطورات الأخيرة تحمل في طياتها تحولات أقليمية بالغة الخطورة على إسرائيل. وقال الجنرال عاموس جلعاد مدير الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلي والمسؤول عن بلورة السياسة الإسرائيلية تجاه الضفة الغربية وقطاع غزة أن إسرائيل تحتاج أكثر من أي وقت مضى لمساعدة الدول العربية، وتحديداً مصر في مواصلة خنق حركة حماس، سيما بعد انجازها السيطرة على كامل قطاع غزة، معتبراً أنه في حال لم يتم نزع الشرعية عن وجود حركة حماس في الحكم، فأن هذا سيكون له تداعيات سلبية جداً على إسرائيل. وفي مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية ظهر امس ، عدد جلعاد مطالب إسرائيل من مصر والدول العربية بشأن احكام الخناق على حركة حماس، معتبراً أن مصر والدول العربية " المعتدلة " مطالبة بنزع أي شرعية عربية أو دولية عن حكومة الوحدة الوطنية وعدم إجراء أي اتصالات معها، معتبراً أن الحصار العربي لحكومة الوحدة الوطنية هو متطلب أساسي وحيوي لنجاح الحصار على الحكومة الفلسطينية. وحذر جلعاد من أنه في حال لم تقدم الدول العربية على هذه الخطوة، فأن الكثير من دول العالم ستعترف بوجود حماس في الحكم وستستأنف ضخ المساعدات للفلسطينيين. وأشار جلعاد الى أنه من الأهمية بمكان أن يشعر المواطن الفلسطيني أنه يخسر فقط في حال احكمت حركة حماس سيطرتها على القطاع. وشدد جلعاد على أن مصر بإمكانها أن تلعب دور هام في حفظ الأمن الإسرائيلي في حال كافحت بقوة وبحزم عمليات تهريب السلاح والوسائل القتالية، التي زعم أنها تتواصل من خلال انفاق يتم حفرها وتصل بين القطاع ومصر. وأشار جلعاد الى أن عيون إسرائيل متجهة بقوة الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، متمنياً أن يقدم ابو مازن على اتخاذ القرارات " الصحيحة "، ويعلن عن حل حكومة الوحدة واعلان حالة الطوارئ. واضاف جلعاد " لم يكن ابو مازن مهماً وذو صلة لإسرائيل كما هي عليه الحال حالياً، فأبو مازن هو وحده بإمكانية تقليص الآثار السلبية لسيطرة حماس على قطاع غ زة ". وشدد جلعاد أنه على الرغم من أنه لم يعد لأبو مازن الكثير ما يفعله في غزة من ناحية عسكرية وأمنية، إلا أن قراراته كرئيس للسلطة ولمنظمة التحرير تكتسب أهمية قصوى، على اعتبار أن بيده القدرة لنزع الشرعية عن حق حماس في ممارسة العمل السياسي والتأثير في ما يحدث في المنطقة.

من ناحيته قال وزير البنى التحتية الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر أن على اسرائيل ان تتحوط للوضع الدرامتيكي الجديد بكل حذر. وشدد بن اليعازر على وجوب بذل اسرائيل كل جهد ممكن من أجل اقناع الدول العربية في حربها ضد حركة حماس. الى ذلك اشار عوديد جرانوت معلق الشؤون العربية في القناة الاولى للتلفزيون الاسرائيلي ظهر اليوم الى أن قرار ابو مازن بحل حكومة الوحدة يمثل مصلحة اسرائيلية لأنه يعني اسدال الستار على اتفاق مكة.