كشف القيادي في حركة «حماس» محمود الزهار أمس عن نية الحركة تأسيس دولة إسلامية في غزة بعد إنشاء دولة فلسطينية، وعدم مهاجمة اسرائيل في الوقت الراهن، واستخدام تكتيك التفجيرات ضد عناصر «فتح» في الضفة الغربية.

وقال الزهار في تصريحات لمجلة «دير شبيغل» الألمانية إن «التكتيك الجديد يقضي بعدم مهاجمة الإسرائيليين»، ملمحاً إلى أن (كتائب القسام) التابعة لحركة (حماس) ستستخدم في الضفة الغربية مع حركة (فتح) أساليب التفجير والهجمات نفسها التي يعتمدها ضد قوات الاحتلال. ورداً على مدى صحة ادعاءات الغرب بأن «حماس» تريد تأسيس دولة إسلامية في غزة، قال «بالطبع. نريد أن نفعل ذلك ولكن بدعم كامل من الشعب».

ورد وزير الخارجية الفلسطيني السابق خلال حكومة اسماعيل هنية الأولى على ما إذا كان عدم مهاجمة جناح حماس العسكري إسرائيل في الوقت الراهن يمثل تكتيكاً جديداً، قال «نعم. في هذه اللحظة لا يمكننا أن نتعامل مع عدوين في الوقت نفسه»، في إشارة لكل من إسرائيل وحركة «فتح». وفي هذا الإطار، أجاب الزهار عن ما ستكون عليه العلاقة المستقبلية بين حماس وإسرائيل، فقال «نحن مستعدون للتحدث مع أي كان بخصوص كل شيء. بالطبع يجب أن نتحدث مع الإسرائيليين بحكم الأمر الواقع على سبيل المثال عن التجارة. ويجب أن نتحدث معهم بشأن مسائل عبور الحدود كانتقال المرضى ذوي الحالات الحرجة، وتأمين سبل الوقاية من مرض انفلونزا الطيور، وكيف يمكننا أن نتفادى المآسي البيئية».

وأوضح «لن نناقش المسائل السياسية لأن الإسرائيليين لا يملكون أجندة سياسية معنا. الأجندة السياسية لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) تتكون من تبادل القبلات كل أسبوعين، ولكن بأيد خالية الوفاض. سنتحادث فقط بشأن الأشياء الأساسية».

وعن كيفية حماية أتباع «حماس» أنفسهم من أي قتال جديد في الضفة الغربية مع «فتح» التي تسيطر هناك، رد الزهار بالقول «دعني أسألك: كيف دافعنا عن أنفسنا حتى الآن ضد الاحتلال الإسرائيلي؟». وفي هذا المجال رد الصحافي متسائلاً «بالمتفجرات وشن الهجمات؟»، فشدد الزهار «بالضبط. ولكن أنت من قلت ذلك، لا أنا».

وفي هذا الإطار، أشار الزهار إلى أن «الأسلحة متوفرة في الأراضي المحتلة»، موضحاً أنه «قبل سنتين، كانت كلفة الرصاصة الواحدة في غزة تبلغ 50,3 يورو، أما الآن فهي 35 سنتاً. أموال المساعدات الأميركية حولت إلى السلاح. شكراً أميركا».

ورأى الزهار أنه على «فتح» عند تلقيها الأموال المخصصة للسلطة الفلسطينية والتي سيفرج عنها الغرب وإسرائيل أن تمرر بعضها إلى غزة وإلا ستخسر غزة إلى الأبد. ولكنه أوضح أن «(حماس) تملك بدائل إذا أردنا يمكننا الحصول على خمسة ملايين دولار أميركي شهرياً على شكل تبرعات من مصر». وأضاف «تلقينا في الماضي المال من البلدان الأجنبية: 82 مليون دولار من الكويت و50 مليوناً من ليبيا. وأنا شخصياً جلبت مرة 20 مليون دولار في حقيبة من إيران إلى قطاع غزة. لا، بالفعل مرتين، في المرة الثانية كانوا 22 مليوناً».

ورأى الزهار في رد على سؤال بشأن ما هو التحسن الذي سيشعر به سكان غزة نتيجة سيطرة «حماس» على القطاع، أن «الشيء الجيد أننا نستطيع الآن جمع المعلومات عن أعدائنا والمخبرين التابعين لقوى أجنبية. سنبحث عن جواسيس إسرائيل».

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)