قال محلل عسكري بان إسرائيل تواصل تطوير قدراتها العسكرية التجسسية، وليس فقط أخرها إطلاق قمر التجسس أفق 7، وانما أيضا عمدت مؤخرا على تطوير طائرة الاستطلاع بدون طيار (Mk)، المعروفة باسم (عين الصقر) وذلك بتمويل أميركي.واشار العميد المتقاعد يوسف الشرقاوي في حديث لايلاف انه "منذ دخول طائرة الاستطلاع بدون طيار (Mk)، للخدمة في الجيش الإسرائيلي، والصناعات العسكرية الإسرائيلية تدخل عليها تعديلات متسارعة".

وقال الشرقاوي "في البداية كانت الطائرة عبارة عن كاميرات تصوير تصوّر القطاعات العسكرية المتمركزة، وخطوط دفاعها ومواصلاتها ومراكز القيادة ومرابض المدفعية ومساطب الدبابات والمراكز الإدارية. وكذلك تصوير القوات التي تقوم بالمسير لتعزيز القوات المتمركزة ودعمها لوجستياً، ثم زودت تلك الطائرة والتي تطلق من قواعد أرضية بأنظمة لتوجيهها والسيطرة عليها لا سلكياً مدة تحليقها التي تصل لاكثر من 24 ساعة، ويتم السيطرة عليها لاسلكياً بنظام الرؤية الليلية لتتمكن من مراقبة القوات المعادية ليلاً".

وعن طبيعة هذه الطائرة يقول الشرقاوي بأنها "مصنوعة من ألياف زجاجية متينة (فيبرجلاس) وتحلق على ارتفاعات عالية يصعب إسقاطها. وتحلق في الجو بقطاع طيران محدد للتمكن من السيطرة عليها من الأرض وسحبها إلى قاعدتها عند انتهاء مهمتها أو عند اللزوم، وما حدث مؤخرا هو تزويد هذه الطائرة، بأنظمة معينة لتكون عبارة عن طائرة (قناصة) ان جاز التعبير فهي زودت بكاميرات فيديو حديثة الصنع مربوطة بنظام سيطرة أرضية".

ويضيف "تم تزويد الطائرة بصواريخ من أجيال حديثة تعمل بنظام (سدد وانس) (SHOOT AND FORGET) أي أن نظام الرؤية يعكس أشعة على الهدف المراد قنصه فتنبعث أشعة من الهدف إلى نظام الرمي الصاروخي فتطلق الصواريخ تلقائياً على الهدف من خلال الأشعة المعكوسة من الهدف وهذا ما اكسب تلك المنظومة الدقة في إصابة الهدف. عند إغلاق دائرة الرمي بسرعة فائقة".

وينتمي الشرقاوي إلى مدرسة عسكرية تعتقد، انه مهما تم إدخال تطورات على الصناعات العسكرية، إلا أنها تعلي دائما من شان ما يسميه الشرقاوي الإبداع الإنساني.ويقول الشرقاوي عن ذلك "لا يجب أن يغيب عن بالنا انه مهما تطورت أنظمة الرمي المربوطة بالحاسوب أو بالسوبر حاسوب كما يعمل نظام عين الصقر الجديد، فإنه إبداع الإنسان، لأن الإنسان يبقى هو العامل الحاسم في نظام المراقبة والتشغيل، واعطاء الأمر لادارة النار والصيانة. والأكثر من هذا وذاك انه بدون معلومات أرضية من العملاء عن الأهداف الجاري البحث عنها يقف ذلك النظام مهما تطور مشلولاً وفاقدا للأهمية فالمتابعين على الأرض للأهداف المنوي قنصها هم أهم عامل في نجاح تلك المنظومة المعقدة".

ويدرك الشرقاوي بان تطوير نظام عين الصقر موجه لاستهداف مجموعات المقاومة الفلسطينية، واهداف اخرى في لبنان وبلدان عربية اخرى، ولديه قناعة بان هذه المجموعات قادرة على تقليل خسائرها بطرق قد تبدو بسيطة في مواجهة أنظمة عسكرية متطورة.

وعن ذلك يقول الشرقاوي "يمكن تقليل خسائرنا كفلسطينيين، وخاصة خسائرنا في القيادات والكادرات والمقاتلين وذلك بأن نعمل أولا على إعماء عمل تلك الطائرات، أو التشويش عليها. فهذا النظام تماما يعتمد بصورة مبسطه كالصقر عندما يرى فريسته والانقضاض عليها فإذا منع ذاك الصقر من رؤية فريسته للانقضاض عليها. عن طريق حجب رؤيته وإعمائه عنها حتما ستكون الفريسة في مأمن من الخطر والتمكن من الحركة".

ويضيف "ان إدخال نظام القنص المتطور إلى الخدمة بواسطة الطائرة المسماة سوبر(MK) أو نظام عين الصقر المعدل، يلزم ان يتحلى المقاومون بنظام أمني دقيق وصارم ومتابعة دقيقة ومتواصلة لعملاء العدو. وعدم استخدام وسائل الاتصالات وخاصة اللاسلكية وأنظمة الهاتف النقال بكل أنظمته ولو كانت مغلقة لأن نظام البحث لدى الطائرة يستطيع تحديد موقع حامل الهاتف النقال، وكذلك عدم استخدام وسائل النقل مهما كان لازما لأن الأشعة المعكوسة من تلك الوسائل تشكل دقة متناهية لنجاح عملية القنص".

ويقول "قد يقلل المتتبع لنجاح نظام عين الصقر المعدل في قصف الأهداف الأرضية من أهمية إعماء هذا النظام، نظام الرؤية والسيطرة والمتابعة، كما تتمتع به تلك الطائرة الإ انه يجب ان لا يغيب عنا، وهذا ما كشفته الأيام وما سوف تكشفه مستقبلا، ما حدث في حالات معينة، عندما عمد الجيش العراقي أثناء خروجه من الكويت، بإعماء الطائرات الأميركية بواسطة الدخان الكثيف من الخنادق نتيجة حرق النفط الخام في الخنادق المعدة لذلك مسبقاً، وهذا مكنه من تلافى الكثير بل الكثير جدا من الخسائر وامن قطعه العسكرية ومكنها من الانسحاب من عمق الصحراء إلى بغداد ومنع كذلك الطائرات الأميركية من تدمير العديد من مراكز القيادة".

ويقول بان العراقيين استفادوا من ابتكارات روسية بهذا الشان، ويؤكد بأنه يمكن "إعماء الطائرة بالدخان الكثيف المتواصل عند دخولها للعمل لأنها تدخل العمل في نطاق قطاع محدد ومحدود، حيث يقسم مسرح العمليات إلى مربعات صغيرة جدا ومرقمه لتسهيل عمل تحليق الطائرة فوق المربع المطلوب واصطياد الهدف فيه".

وبالنسبة لما يمكن ان يفعله أفراد مجموعات المقاومة الذي يتحركون على الأرض لتجنب عيون الصقر المتطورة هذه يقول الشرقاوي " في مثل هذه الحالات من المفيد تغطية الزواريب ومسارب تحرك المقاومين ما أمكن بشوادر واكياس الخيش لحجب الرؤية بين الطائرة والهدف لما تتمتع تلك الطائرة من قدرة عالية على الرؤية والمتابعة".

وفي كل الأحوال يعتقد الشرقاوي بان "إبداع الإنسان بلا حدود فبإمكان الإنسان ان يؤثر ويشوش على انظمة المراقبة وادارة النار الحديثة مهما تميزت الطائرات الحربية الحديثة بنظام رؤية ليلي أو نهاري في الأحوال الجوية العادية وغير العادية".ويضيف "ليس مستحيلاً إعماء وإزعاج هذه المنظومة، فالحاجة أم الاختراع. وكما قال القائد الفيتنامي المتواضع والمنتصر الجنرال جياب: تعلمنا فن الحرب من الحرب".

مصادر
ايلاف