قمة الفرصة الأخيرة بين بوش وبوتين

عقد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جورج بوش لقاء قمة في بلدة كينيبنكبورت الأميركية امس اجمع المراقبون على اعتباره الفرصة الأخيرة للحيلولة دون السقوط في هاوية حرب باردة جديدة.
وعلى الرغم من الجهود الشخصية التي بذلها الرئيسان بوتين وبوش خلال السنوات الماضية للحفاظ على مستوى مقبول من التفاهم في العلاقات الروسية الأميركية فان العوامل الموضوعية، وهي كثيرة، فرضت حتمية تفاقم الخلافات بسبب تضارب المصالح والسياسات. ويسعى الرئيس الأميركي الى اقناع نظيره الروسي بمشروع الدرع الصاروخي في أميركا وباستقلال كوسوفو، وسيحاول الحصول على مساندة بوتين لفرض عقوبات أوسع على إيران.
وتبدو العلاقات بين البلدين في ادنى مستوياتها منذ نهاية الحرب الباردة، ففي التاسع من مايو ألمح بوتين في خطاب القاه في الساحة الحمراء الى ان الولايات المتحدة تنتهج سياسة مماثلة لسياسة الرايخ الثالث. وفي الخامس من يونيو انتقد بوش بشدة وضع الديموقراطية في روسيا، حيث ’اخرجت الاصلاحات الموعودة عن سكتها’.
امتداد النفوذ
لكن الأصعب هضمه بالنسبة لبوتين القلق أصلا من رؤية الحلف الأطلسي والنفوذ الأميركي يمتدان حتى أبواب روسيا، هو مشروع الدرع المضادة للصواريخ في أوروبا. وفي هذا الخصوص يؤكد بوش انه يعتزم من خلال اقامة رادار في جمهورية تشيكيا ونصب صواريخ اعتراضية في بولندا حماية حلفائه من تهديد دول مارقة مثل ايران. وقد اقترح بوتين من جهته في الثامن من يونيو كبديل فكرة الاستخدام المشترك لمحطة رادار تستغلها روسيا في اذربيجان. لكن في غياب أي جواب رسمي من واشنطن ’لا بد من توقع ان يكون بوش قد اعطى توضيحات في هذا الصدد’ في كينيبنكبورت.
وبخصوص الملف النووي الإيراني، أكدت مصادر مطلعة ان الرئيس بوش سعى خلال المحادثات للحصول على مساندة الرئيس الروسي لفرض عقوبات أوسع على إيران.
وأكد مسؤول أميركي بارز ان هناك ’تقاربا متزايدا في وجهات النظر الأميركية ـ الروسية’، في ما يتعلق بالمخاوف من برنامج ايران النووي. مضيفا انه ستجري مناقشة قرار جديد للأمم المتحدة ضد إيران.
ورأى محللون ان دعوة بوتين الى كينيبنكبورت، التي ترجع الى قرن مضى تمثل المرة الأولى التي يستضيف فيها بوش زعيما أجنبيا هناك، مما يسلط الضوء على مدى جدية الرئيس الأميركي في اصلاح العلاقة بين البلدين.