كيف نعرف أن آب على الأبواب؟ عندما نثرثر بيننا وبين أنفسنا حول الحرب الفظيعة القادمة في الصيف ، ففي وسائل الاعلام وصالونات ايام الجمعة ولجنة الخارجية والأمن ينتشر الخبر الذي تقشعر له الأبدان بأن الحرب ستندلع في الصيف.
"ملايين المواطنين والبنى التحتية الوطنية ستتضرر من جراء الهجمات الصاروخية" ، كتبت "يديعوت احرونوت" في عنوان رئيسي على عرض الصفحة ، "فهل تتوجه سوريا نحو الحرب؟" ، وتسأل صحيفة "معاريف" في عنوان رئيسي وتواصل البحث في المسألة في الصفحة الثانية والثالثة ، هذا الخبر الساخن يقدم للقارىء كأحجية: "هل ستحدث الحرب أم لن تحدث؟" ، يسأل العنوان على عرض الصفحتين الثانية والثالثة في "معاريف" ، كما أن الصحفيين يريدون علامات وإشارات تدلل على الحرب وكأننا في أحجية عيد الفصح وعجائبه ، من ناحية اليسار: "هناك اسباب للامتناع عن الحرب" ، ومن اليمين: "علامات تدل على الحرب" ، وأخيرا ينهون بالتحليل: "هجوم أم دفاع؟".
الأمر الناقص في هذه الأحجية هو استمارة الجوائز التي ستوزع على الفائزين ، كما أن مواطني الدولة يتساءلون عندما يسمعون التسريبات الصادرة عن أطراف عسكرية ، هل يتوجب عليهم التزود بجوازات سفر اجنبية كما اقترح ابراهام بورغ والهجرة من البلاد؟.
هناك روايتان أو ثلاث روايات حول الحرب التي ستندلع في الصيف وهي آتية من مصادر أمنية ، حسب الرواية الاولى ستكون هناك هجمة مشتركة من حزب الله وسوريا وايران ، وفي الرواية المعدلة يضيفون لهذه الثلاثية حماس.
أما الرواية الاخرى فتفيد بأن حزب الله سيهاجم وسوريا تساعده بالصواريخ طويلة المدى ، وحسب رواية اخرى سوريا التي تتزود بالاسلحة من رأسها حتى أخمص قدميها ، ستشن عملية خاطفة في هضبة الجولان من دون الخروج في حرب هجومية واسعة.
والرواية الأخيرة تتحدث عن هجمة صاروخية بالصواريخ الثقيلة والحديثة ضد كل العمق الاسرائيلي ، كنوع من تسوية الحساب عن الضربة التي تلقتها سوريا في حربي حزيران ويوم الغفران.
رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" ، الجنرال عاموس يادلين ، يقول بأن سوريا تُبدي جاهزية للحرب أكثر من أي وقت آخر ، لكن هذا الأمر لا يعني أنها معنية بالخروج للحرب ، فصحيح أنها تستعد للحرب إلا أن وجهها ليس نحو الحرب في الفترة القريبة ، ورئيس هيئة الاركان في المقابل يستعد لامكانية حدوث تدهور في الجبهة الشمالية ، وسيناريو اندلاع الحرب في الشمال في الصيف هو امكانية معقولة جدا بنظره.
فهل ستحدث الحرب أم لا؟ ، الأمر المؤكد هو أن قادتنا العسكريين يستطيعون القول في هذه المرة انهم توقعوا كل شيء ، توقعوا ما سيحدث وما لن يحدث ، والمناورة الواسعة النطاق التي أجراها الجيش السوري بجانب الحدود أثارت هلع القادة ، إلا أن المناورة التي أجراها الجيش الاسرائيلي في النقب ضد هجمة سورية محتملة يمكنها بنفس الدرجة أن تثير خوف بشار الأسد.
وسائل الاعلام نشرت في هذا التوقيت الحساس صورة كبيرة تظهر فيها طائرات سلاح الجو وهي في طلعة مثيرة للاعجاب تحت عنوان "يتدربون على طلعات طويلة المدى" ، وكأنهم يقولون "اللبيب من الاشارة يفهم" ، وكأن طائرات "ف - "16 و"ف - "15 طويلة المدى قد اشتُريت من اجل القيام بمثل هذه الحركات العجيبة البهلوانية في يوم الاستقلال ، فهل فكر أحد ما هنا كيف سيُفسر الأسد هذه الصور والكلمات؟.
على قادة اسرائيل أن يركزوا على اقتراحات الأسد السلمية ، وأن يتوقفوا عن بلبلة رؤوسنا بحملة تغطية المؤخرات التي يحاولون حماية أنفسهم فيها خلال شهر آب المقبل.

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)