يقول المفكر حسن عجمي في مقدمة كتابه (السوبر أصولية) "نحن من يصنع التراث فالتراث (غير موجود) بشكل مستقل عنا. لذا لا يخلقنا بل نحن نخلقه باستمرار من خلال دراسته، بكلام آخر .. التراث غير موجود نحن من يقرر وجوده وكيفية وجوده أو عدم وجوده".

اذا .. يمكن لتراثنا أن يكون مثلنا متخلفا او متقدما حسب حالتنا الحضارية والمدنية، ولكن ما هو معيار تقدمنا او تخلفنا ؟؟؟ هنا الطامة الكبرى ..فهل نحن متخلفون أم متقدمون (ربما مجرد السؤال هنا يشي بالاجابة)؟

ولكن اذا كنا متخلفين اليس هذا حكم دائم بالاعدام لأن المتخلف ينتج تخلفا وبالتالي سوف ندور في نفس الحلقة المفرغة التي قررناها في الاجابه على سؤال المعيار ، اذا من أين نبدأ لكسر حلقة انتاج التخلف ؟ أمن التكنولوجيا أم من علم الاجتماع غير المعترف به اجتماعيا، أم من العلم للعلم، أم من الفن أم ...؟

يبدو انه علينا ان نفكر وهذه مسألة شائكة هي الاخرى ، خصوصا اننا نفكر طويلا طويلا ..

يبدو أنه علينا ايضا أن نضحي وهي مسألة شائكة جدا هي الاخرى .

امامنا كل معطيات العالم وتجاربه ، وكل نجاحاته وفشله ، فعلى أي شيىء نتكىء ؟

لما يزل التراث حجر مربوط الى اعناقنا ، وفجأة نكتشف أننا من ربطه هناك.. أليس من طريقة لنتحرر من رقبته ؟

نصنعه كي يقوم بصنعنا على صورته ، ثم نكرر صناعته فيكرر صنعنا وهكذا دواليك وهكذا نتناهى الى المالانهاية السالبة دون أي احساس بالانكماش ، لا بل بفخر بأننا قادرون على تكرار افعالنا حتى ولو كانت اخطاء .