يقوم الجهاز السياسي- الأمني في إسرائيل، وباهتمام بالغ، بدراسة تقرير أعده معهد «رؤوت» حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني. ويحذر التقرير - الوثيقة من إمكانية توصل الولايات المتحدة وإيران إلى «صفقة شاملة» بشأن البرنامج النووي، تتيح لإيران المحافظة على جزء من قدراتها على تخصيب اليورانيوم.
وكتبت الوثيقة أنه على إسرائيل أن تبادر إلى طرح الموضوع في محادثاتها مع الولايات المتحدة، وذلك لكي تكون إسرائيل جزءاً من الحل.
وجاء في الوثيقة أن فرضية العمل التي تبلورت في إسرائيل هي أن المصلحتين الإسرائيلية والأميركية بهذا الصدد متطابقتان، وأن هناك تنسيقاً كاملاً، سياسياً وعسكرياً، بين الدولتين. وبموجب ذلك فإن أي تغيير سياسي أميركي يجب أن يكون بالتنسيق مع إسرائيل. ومع ذلك فإن معهد «رؤوت» يحذر من عدم وجود تطابق مطلق بين المصلحتين الإسرائيلية والأميركية، خاصة في هذه الأيام، وذلك لكون العراق على رأس سلم أولويات واشنطن.
واعتبرت الوثيقة أن عدم تنفيذ عملية عسكرية ضد إيران يشكل خطراً على إسرائيل، حيث جاء أن الوثيقة «تحذر من تضاؤل احتمال تنفيذ عملية عسكرية أميركية ضد إيران، في ظل تصاعد تأييد إجراء حوار مع إيران»، وفقاً لما جاء في الوثيقة.
ويشير محققو المعهد إلى أنه بين إمكانية الهجوم على إيران خلال ولاية بوش، وبين قرار تأجيل ذلك إلى الرئيس القادم، هناك إمكانية ثالثة وهي إجراء مفاوضات أميركية - إيرانية مباشرة، تعتبر إسرائيل في ظلها عبئاً، ومن الممكن أن يتم تحييدها.
وتابعت الوثيقة أن هذا التوجه من الممكن أن يقود إلى «مفاجأة إستراتيجية» في إسرائيل، مثلما حصل بشأن البرنامج النووي الليبي.
إلا أن السيناريو الأسوأ هو أن تؤدي المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران إلى الإبقاء على قدرات الأخيرة في تخصيب اليورانيوم، في إطار بحثي - مدني، تحت رقابة دولية، مقابل الموافقة على وقف تخصيب اليورانيوم في إطار البرنامج العسكري، وبذلك تحافظ إيران عملياً على قدراتها في مجال الذرة.
وفي سياق ذي صلة، تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة سوف تجريان هذا الأسبوع جولة محادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني، يترأس الجانب الأميركي فيه نائب وزيرة الخارجية الأميركية، نيكولاس بيرنز الذي يركز على معالجة البرنامج النووي الإيراني من قبل الإدارة الأميركية.