مقتل محافظ ثان في عشرة أيام في جنوب العراق
الصدر يشترط ألا تصير "مجرد وجه آخر للاحتلال"

دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس في بغداد الى ايجاد حل عراقي للوضع المتأزم في هذا البلد والى دور اكبر للامم المتحدة، الامر الذي رحب به الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر، اذا كان هدفه هو مساعدة العراقيين على اعادة بناء بلادهم. وواصل كوشنير محادثاته في اول زيارة يقوم بها مسؤول فرنسي كبير للعراق منذ الغزو الأميركي في آذار 2003 والذي عارضته فرنسا بشدة، موضحاً ان باريس ترغب في الاضطلاع بدور مفيد، على رغم تشديده ان الحل في أيدي العراقيين انفسهم.
وقال عقب لقائه الرئيس جلال طالباني "الاستماع الى العراقيين والتاكيد لهم على ان حل مشكلتهم ينبغي ان يكون عراقيا، الاستماع الى كل الاطياف والحفاظ على سيادة العراق ووحدته وسلامة اراضيه والديموقراطية فيه، كل هذا اساسي في نظر فرنسا".
كذلك التقى الوزير الفرنسي نائبي الرئيس العراقي طارق الهاشمي وعادل عبد المهدي ورئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني.
وقال ان "العنف الذي لا يمكنكم ان تتعودوه، نحن ايضا لا نتعوده. يبدو هذا العنف من بعيد فظيعا. ثمة ابرياء يقتلون كل يوم، اعتداءات عشوائية تضرب المواطنين ايا كانوا... وهذا غير مقبول".
ورأى انه "اذا تمكنت المجموعات الثلاث (الشيعية والسنية والكردية) وكذلك الاخرون من التوافق هنا، فهذا مهم جدا بالنسبة الى المنطقة والى باقي العالم... ونأمل ان يمر هذا الحل عبر مشاركة اكبر للامم المتحدة".
واقر بوجود تباعد بين الرؤيتين الأميركية والفرنسية للملف العراقي لكنه أكد ان " هذه الصفحة باتت خلفنا. دعونا ننظر الى المستقبل".
واعتبر طالباني ان هذه الزيارة التاريخية ستفتح الطريق امام تحسن العلاقات بين العراق وفرنسا.
وقال ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي خلف جاك شيراك "صديق للشعب العراقي".
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي استقبل كوشنير الاحد وحض فرنسا على "دعم جهود حكومته في تحقيق الامن والاستقرار من خلال علاقاتها الاقليمية وثقلها الدولي".

الصدر

وفي لندن، رحب الصدر في مقابلة مع صحيفة "الانديبندنت" بتوسع مهمة الأمم المتحدة، مبرزاً ضرورة ألا تصبح " مجرد وجه اخر للاحتلال الأميركي". وقال: "سأدعم الأمم المتحدة اذا جاءت وحلت محل المحتلين الأميركيين والبريطانيين".
وكان مجلس الامن قرر توسيع تفويض الأمم المتحدة ليشمل زيادة في عدد الموظفين للمرة الاولى منذ انسحاب المنظمة الدولية من العراق بعد التفجير الذي وقع في مكتبها ببغداد واسفر عن مقتل 22 شخصا قبل اربع سنوات.
واعتبر الصدر ايضا ان القوات البريطانية انهزمت في العراق وان مقاتلي المقاومة اجبروها على الانسحاب من جنوب البلاد. وقال: "البريطانيون اقروا بعجزهم ويعرفون انهم سيرحلون قريبا... انهم ينسحبون بسبب المقاومة التي يواجهونها والتي بدونها كانوا سيمكثون فترة اطول كثيرا من دون شك."
ويأتي كلام الصدر تكراراً لتصريحات زعماء بريطانيين يقولون ان الميليشيات الشيعية تكثف الهجمات لاعطاء انطباع انها تطرد القوات البريطانية.
وانسحبت القوات البريطانية حتى الان من ثلاث من المحافظات الاربع التي كانت تتولى تأمينها، في حين لا تزال تنتشر في قاعدة من قواعدها الثلاث في البصرة.

هجمات

وفي احدث اعمال العنف، قتل محافظ المثنى في انفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه في جنوب العراق، في تصعيد على ما يبدو للصراع على السلطة بين فصيلين شيعيين. وقال مسؤولون إن محافظ المثنى محمد علي الحساني كان في طريقه من بيته في مدينة الرميثة إلى السماوة عاصمة المحافظة حين انفجرت قنبلة قوية زرعت على جانب الطريق في موكبه المؤلف من تسع سيارات.
وكان قتل محافظ الديوانية خليل جليل حمزة ايضا في انفجار قنبلة في 11 أب. وكلاهما ينتمي الى " المجلس الاسلامي الاعلى" في العراق.
وهناك منافسة شديدة بين "المجلس الاسلامي الاعلى" بزعامة عبد العزيز الحكيم و"جيش المهدي" بزعامة الصدر اللذين يحتل كل منهما 30 مقعدا في الجمعية الوطنية.
الى ذلك، اعلنت مصادر امنية وطبية مقتل 13 شخصا واصابة آخرين في هجمات متفرقة بينها انفجار سيارة مفخخة في مدينة الصدر حيث نظم الاهالي انتفاضة ضد الجيش الأميركي الذي افاد ان قواته قتلت ثمانية "ارهابيين" واعتقلت 17 آخرين في عملية دهم استهدفت "جيش المهدي" في بغداد.

مصادر
وكالة الانباء الفرنسية (فرنسا)