لسنا مدافعين عن زعيم وخبير الدبلوماسية السورية ونائب رئيس الجمهورية السورية فاروق الشرع وخطابه الاخير حينما أجاب بصراحة معهودة عن العلاقات السورية - السعودية والفتور الذي يعتريها، لكن القيادة في مملكة آل سعود لم تستوعب كلام السيد الشرع ومطالبة الأخير بإعادة المياه الى مجاريها بين البلدين الشقيقين لكن الماكينة الاعلامية السعودية وجوقة الطبل والزمر بين بيروت والرياض قد ذهبت تكيل الاتهامات الى سوريا عن باطل وبلا مبرر وكأن الغاية من ذلك هي التشويش على دمشق وإعادة خلق جو من الفتنة الغريبة بحق سوريا التي كسرت العزلة الظالمة وغير المبررة بعد حادثة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وعليه فإن الحملة الاعلامية المسعورة من جانب السعودية على سوريا ليست وليدة اليوم إنما هي ذات أبعاد سياسية لخلق جو من البلبلة بعدما وصل التحقيق في قضية اغتيال الحريري الى مراحله الاخيرة وزيارة المحقق الدولي سيرج براميريتس الى المملكة السعودية وفحص التربة أثار نوعا من القلق والهلع في صفوف العائلة الحاكمة بعدما فتحت له دمشق أبوابها وساعدته في تأدية مهمته على أكمل وجه وهذا ما حمل النظام السعودي على الاستنفار السياسي والاعلامي وكيل التهم العشوائية الى سوريا وهذا ما كانت تخشى منه الرياض التي حاولت بكل ما أوتيت من قوة لتجيير التحقيق وتسييسه.

ان فعلة المنظومة الاعلامية السعودية والمصادر الرسمية في الرياض تسرعت في اعلان ازمة ثقة مع سوريا في الوقت الذي تستعد فيه دمشق لاستضافة القمة العربية الدورية مطلع العام القادم والغياب غير المبرر للوفد السعودي عن أعمال دول الجوار للعراق وكأن السعوديين قد حزموا أمرهم واختاروا المواجهة مع سوريا مواجهة غير مستحبة وغير مقبولة البتة في وقت تشهد فيه المنطقة العربية حملة تسلح خليجي تقوده أميركا لتوجيه رسالة واضحة الى إيران النووية التي اختارت التحالف مع سوريا بعدما وصل حلفاء السعودية الى طريق مسدود في محاولاتهم لتشويه العلاقات مع دمشق.

مصادر
الوطن (قطر)