اختتمت هنا امس جلسة المباحثات الرسمية السورية العراقية برئاسة المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء ونظيره العراقي نوري المالكي. وأكد عطري أن الروح الاخوية التي سادت المباحثات واللقاءات ساهمت في مناقشة القضايا والموضوعات التي تهم البلدين في الميادين الاقتصادية والتجارية والتنموية والاوضاع الامنية بمنتهى المسؤولية والشفافية المطلقة لافتا الى أن وجهات النظر كانت متفقة حول آليات تطوير حلقات التعاون المشترك والارتقاء بها ومعالجة العوائق والصعوبات التى تعترض بعض جوانبها. وقال « لقد حرصنا من خلال مباحثاتنا الاخوية أن ننطلق الى افاق رحبة من شأنها أن تعمق ماهو قائم بيننا وتؤدى الى إبرام اتفاقيات جديدة فى مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية وغيرها مضيفا اننا بذلك نكون قد أضفنا الى ما سبق خطوات عملية ذات نتائج ايجابية تلبي تطلعات وآمال شعبينا». وأضاف لقد كانت زيارة المالكي لدمشق هامة بدلالاتها ورمزيتها ناجحة ومثمرة بنتائج أعمالها ونحن واثقون أن ما تم الاتفاق عليه اليوم من أهداف يتطلب منا اتخاذ جميع التدابير اللازمة والاجراءات العملية الضرورية لتفعيل وتطبيق ما تم الاتفاق عليه. وأعرب المهندس عطري عن أمله بأن يستعيد العراق عافيته ليواصل دوره الحضاري المشرق ومسيرة اعماره وبنائه وازدهاره.

وبدوره أعرب المالكي عن شكره وتقديره لما لمسه من تجاوب وتعاون سوري على صعيد تعزيز علاقات التعاون بين البلدين وتطويرها بما يحقق مصالحهما المشتركة فى المجالات المشتركة00داعيا الى توسيع افاق التعاون بين البلدين في الميادين الاقتصادية والتنموية والتجارية والطاقة وتعزيز التواصل الثقافي والاجتماعي والتعليمي بين المؤسسات الثقافية والتعليمية00 مؤكدا على ضرورة اللقاءات الثنائية بين مختلف المستويات بهدف تفعيل الاتفاقيات السابقة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه من اجراءات عملية ومباشرة. ورحب رئيس الوزراء العراقي بمشاركة الشركات السورية في عملية اعادة اعمار العراق وبنائه والمساهمة في تنفيذ المشاريع التنموية والخدمية التي يحتاجها في القطاعات المختلفة. وقد عقد السيدان عطري و المالكي مؤتمرا صحفيا اكدا فيه عمق العلاقات التي تربط بين البلدين والتيي تستند الى اواصر القربى والانتماء والتاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة.

واشارا الى النتائج الهامة التي خرجت بها الاجتماعات والمباحثات على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية لافتين الى ان هذه النتائج عبرت عن الرغبة المشتركة للبلدين والشعبين في تطوير التعاون وتوطيد العلاقات وزيادة التنسيق المشترك بما يؤدي الى فرض الامن والاستقرار في العراق والمنطقة.

واكد عطري و المالكي رغبة البلدين في تفعيل اللجنة العليا السورية العراقية المشتركة وتشكيل لجنة فنية لدراسة الاتفاقيات المبرمة سابقا بين البلدين وايجاد الالية المناسبة لتطويرها وتنفيذها. واعرب المهندس عطري عن استعداد سورية لتقديم كل اشكال الدعم التي يحتاجها الشعب العراقي للمساهمة في اعادة بناء العراق وتحقيق امنه واستقراره لافتا الى ان انسحاب الاحتلال الاجنبي من العراق سيعزز فرص المصالحة الوطنية بين ابناء الشعب العراقي واطيافه الاجتماعية والسياسية. بدوره نوه المالكي بمواقف سورية بقيادة الرئيس بشار الاسد الداعمة لجهود المصالحة العراقية وحرص سيادته على تحقيق الامن والاستقرار في العراق والحفاظ على وحدة ارضه وشعبه.