رحبت سوريا بمبادرة «الإنقاذ» التي طرحها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أمس الأول، والتي دعا فيها إلى إرجاء تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الى ما بعد إجراء انتخابات الرئاسة بنصاب الثلثين، ومن ثم عقد جلسات حوار وطني جديدة، وأكد مصدر سوري لـ الوطن ان هذه المبادرة قادرة في حال الالتزام بها وتطبيقها على إنقاذ لبنان واخراجه من مأزقه الراهن، والذي يتحمل فريق الأكثرية المرتهن للولايات المتحدة الأميركية مسؤوليته، مشيرا الى ان الإسراع في تطبيق هذه الخطوات الوقائية، هو الحل الأمثل لهذه الأزمة. ونفى المصدر وجود أي تدخل سوري في موضوع الاستحقاق الرئاسي اللبناني، متهما الإدارة الأميركية بأنها متورطة مباشرة في أقصى درجات التدخل، عبر سفيرها ومندوبها السامي في بيروت جيفري فيلتمان.

وبشأن ما قاله الوزير اللبناني السابق سليمان فرنجية من ان سوريا قدمت مساعدات عسكرية ولوجيستيكية الى الجيش اللبناني، خلال تصديه لعناصر «فتح الإسلام» في مخيم نهر البارد أكثر مما قدمته الإدارة الأميركية لهذا الجيش، بالرغم من المبالغات التي أوردتها وسائل الإعلام، أوضح المصدر السوري ان الجيش اللبناني، أصبح هو المؤسسة الوطنية الأخيرة التي تجمع بين جميع اللبنانيين، مؤكدا ان الجيش يحظى باحترام وتقدير كل الأطراف اللبنانية، بالرغم من ان «البعض» يحاول الزج به في معارك لا تخدم مصالح الشعب اللبناني في شيء! وجدد المصدر موقف دمشق الداعم والمؤيد للمبادرة الفرنسية وللتحرك الذي يقوم به الرئيس نيكولا ساركوزي كل الأزمة اللبنانية، لافتا الى ان ما تقوم به باريس لا يلقى القبول من قبل الإدارة الأميركية، بل الاعتراض والتحفظ، مؤكدا ان الولايات المتحدة تسعى لاستخدام لبنان كورقة أخيرة للضغط والمساومة في المنطقة.

وفي سياق متصل، دعت جريدة «تشرين» الحكومية، في مقال افتتاحي لرئيس تحريرها امس الدول العربية الى عدم تقديم طوق النجاة للإدارة الأميركية الحالية، التي تغرق في وحول العراق وأفغانستان ولبنان، مبدية استغرابها الشديد كيف يتبرع بعض العرب لإنقاذ هذه الإدارة، وقد لفظها الأميركيون.

مصادر
الوطن (قطر)