حملت الساعات الأولى ليوم الثلاثاء "الحادي عشر من سبتمبر" الموت والدم والانهيار لجيش العدو الصهيوني . فقد ضربت الصواريخ المتفجرة ـ " قدس " التي طورتها "سرايا القدس " الذراع المسلح لحركة الجهاد الاسلامي، و" ناصر" التي عملت " ألوية الناصر صلاح الدين" التابعة للجان المقاومة الشعبية، على زيادة فعاليتها مؤخراً ـ قاعدة " زكيم "العسكرية، الواقعة بالقرب من مدينة " المجدل "المحتلة، وحققت اصابات مباشرة أدت إلى اصابة 67 مجند ومجندة . وقد جاءت دقة الاصابة، لتتشير الى تطور ملحوظ في تحديد الهدف ، من خلال الاستخدام الدقيق للخرائط والبوصلة ، وهذا ماأكده " أبو حمزة " أحد قادة السرايا .

لقد أعادت عملية " فجر الانتصار" مجدداً، التأكيد على جملة حقائق، منها :

ان السلاح الفلسطيني يجب أن يتوجه إلى صدور المحتلين وقواعده ومعسكراته العدوانية، التي مازالت تشكل المخزون البشري لجنوده الذين ينشرون الموت فوق الأراضي الفلسطينية .

اثبتت الخسائر الفادحة التي لحقت بجيش الاحتلال و " هيبته " فعالية هذه الصواريخ، التي دأب البعض من "المهرولين" على وصفها بـ "العبثية" وبكونها "ألعاباً نارية"! بهدف الاستخفاف بقدرة السلاح المقاتل على المواجهة، وتحميله " المصائب "، وليس لكيان العدو ومجازره، في محاولة لتبرئته.

ان الصراعات العبثية على " سلطة "وهمية، تتنازعها "حكومتان"! في رام الله وغزة، لاتعدو كونها – بشكل أو بآخر- عملية اطالة لعمر الاحتلال. ولهذا فإن إعادة بناء الموقف الوطني "السياسي/ المجتمعي/ الاداري " على قاعدة التوحد في خندق المقاومة والمواجهة، هو الطريق الوحيد لانتشال شعبنا من الكارثة التي وضعوه بها.

عبثية اللقاءات المتكررة بين قادة العدو الصهيوني ورموز سلطة رام الله ، التي تعيد انتاج لغة العجز و" الدونية " عبر المناشدة بـ(عودة مبعدي كنيسة المهد إلى الضفة من المنافي التي دُفعوا اليها، تعديل مسار جدار الفصل والضم، إطلاق بعض الأسرى...) وبسماع الوعود المتكررة والممجوجة، عبر جلسات تخدير منهجية، يوظفها " أولمرت " في كسب الوقت .

جاءت العملية النوعية، في أجواء التحضير لعدوان عسكري تقوم على الاستعداد له قوات الاحتلال . اذ أكدت مصادر عسكرية صهيونية، لموقع صحيفة " يديعون احرنوت"، بأن الجيش يفكر في تطبيق الخطة المسماة "جباية الثمن " في قطاع غزة، التي أعدتها وزارة الحرب قبل أسابيع ، والتي تشتمل على عدة خطوات :

القيام بعمليات اغتيال ضد من يطلق ويصنع الصواريخ دون التمييز بين المستوى العسكري والسياسي للفصائل الفلسطينية .

زيادة عمق التوغلات البرية، وزيادة القصف الجوي، ونصب كمائن للخلايا التي تطلق الصواريخ.

اطلاق قذائف المدفعية الثقيلة تجاه المناطق التي تطلق منها الصواريخ.

عقاب جماعي لسكان غزة يتمثل في قطع التيار الكهربائي.

ان الخطوات التي تضمنتها الخطة الحربية العدوانية الجديدة، والتي تم الاستعداد لتطبيقها قبل عملية "فجرالانتصار"، تؤكد أن سياسة الاغتيالات والعقاب الجماعي مازالت في مقدمة أجندة العمل الصهيونية. ولهذا فان الاستعداد لمواجهة العدوان الجديد، يتطلب من القوى الوطنية والفصائل المسلحة، تشكيل قيادة ميدانية موحدة تعمل على تنفيذ برنامج المواجهة المجتمعي والسياسي والقتالي . فالصراع الحقيقي مازال مع المحتل، والسلاح الوطني سيبقى موجهاً ضده .