اعتبر رئيس الكيان شيمون بيريز أمس، أن حالة الانقسام الفلسطينية فرصة “محظور إهدارها”، في وقت كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى أمس النقاب عن وثيقة مشتركة يقوم كل من الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء “الإسرائيلي” بإعدادها معاً لمؤتمر “السلام” المقرر عقده في الخريف المقبل والذي دعا إليه الرئيس الأمريكي جورج بوش.

ونقلت “د.ب.أ” عن المصادر قولها لوكالة أنباء “سما” الفلسطينية المستقلة، إن الوثيقة ستكون بمنزلة إعلان مشترك لقيام دولة فلسطينية وضمان أمن “إسرائيل”. ولم تستبعد المصادر قيام الدولة في الضفة مبدئياً نظراً لصعوبة شمولها قطاع غزة.

وأشارت المصادر إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ستطلع عباس واولمرت خلال جولتها المرتقبة على قائمة المشاركين في المؤتمر، لافتة إلى أن المؤتمر في حال عقده سيتخذ قرارات اقتصادية، وربما تكون هي النتائج العملية الوحيدة التي يتعهد فيها المشاركون بتقديم مساعدات للسلطة والبدء الفوري بإقامة عشرات المناطق الصناعية في الضفة واستثناء القطاع من المشاريع الاقتصادية نظراً لسيطرة حماس عليه بالكامل.

واعتبر بيريز حالة الانقسام الفلسطينية فرصة لمرة واحدة للتقدم نحو “السلام” ومن المحظور إهدارها. وألمح إلى وجود مفاوضات سرية مع السلطة، موضحا أن اتفاقية أوسلو لم تكن لتولد لو لم تكن مفاوضاتها سرية. وأضاف “أفترض أن هناك مفاوضات سرية. هذه هي الطريق الصحيحة، فهل عرف أحد ما كان يدور بين التهامي (نائب رئيس الوزراء برئاسة الجمهورية المصرية في حينه) وبين موشي ديان قبل زيارة السادات للقدس؟”.

وقال بيريز في حديث مطول لموقع “هآرتس”، أمس، إنه لا يقبل الزعم بأن الرئيس محمود عباس ضعيف، مشيرا إلى أن الانفصال عن غزة عزز قوته ورئيس حكومته سلام فياض. وأضاف “هناك شريك يمكن محادثته، ولكن ينبغي الحذر من ألا تتحول المفاوضات إلى نقاش مستفيض، مفضّلا أن يكون عباس “أسداً بلبوس جدي، وليس جدياً يزأر كالأسد”. وعما إذا كان لديه حل لقضية حق العودة، قال بيريز، إن “إسرائيل” لن تنتحر من أجل الفلسطينيين، ولن تفتح “أبوابها” أمام ملايين اللاجئين.

وشدد على أنه لا يؤيد الاصطدام مع المستوطنين في حال وجود أي خطة إخلاء أو نقلهم للكتل الاستيطانية.

وأفاد تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة في فلسطين لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن المستعمرات في الضفة تؤثر بشكل جوهري وكبير في الوضع العام في الضفة وبخاصة في المناطق الريفية. وأكد التقرير الذي جاء تحت عنوان “التأثير الإنساني للبنية التحتية “الإسرائيلية” في الضفة الغربية”، أن المستعمرات تتسبب في فصل الفلسطينيين عن أراضيهم الزراعية وتقيد تحركاتهم وتحد من إمكان وصولهم إلى الأسواق وحصولهم على الموارد المائية، مما يهدد بهجرات واسعة وبخاصة في مناطق الأغوار.

وأفاد التقرير بأن استهلاك الفرد الفلسطيني بالضفة من المياه لا يقارن مع استهلاك المستوطنين، وهو دون المقاييس الموضوعة من منظمة الصحة العالمية.

مصادر
الخليج (الإمارات العربية المتحدة)