أبدى وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير رغبته في زيارة طهران، وذلك في اتصال هاتفي أجراه بسكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، مؤكداً دعمه المفاوضات الجارية بين الإيرانيين والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، لتوضيح جوانب غامضة من البرنامج النووي الإيراني.

في الوقت ذاته، تصدر الملف النووي محادثات كوشنير مع نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس في واشنطن، حيث بحثا في الخطوات المحتمل طرحها على مجلس الأمن الأسبوع المقبل في شأن تشديد العقوبات الاقتصادية على طهران، ومنع أي انقسام بين الأوروبيين في هذا الشأن. وفي محاضرة له في واشنطن، حذر الوزير الفرنسي من طموح «بعض الأذكياء في طهران الى استعادة الإمارة الفارسية» واللعب على «قوس الأزمات في الشرق الأوسط».

وأكدت مصادر أميركية لـ «الحياة» أن واشنطن ما زالت تأمل بـ «نجاح الخيار الثالث» (العقوبات) وردع طهران بالطرق الديبلوماسية على رغم دفع الخط المتشدد (في الإدارة) في اتجاه الخيار العسكري. وقالت المصادر أن الرئيس جورج بوش ما زال ينتظر ما ستؤول إليه جهود رايس ومساعدها نيكولاس بيرنز لحل الأزمة مع ايران بالطرق الديبلوماسية. وأوضحت أن رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس ومدير الاستخبارات الوطنية مايكل ماكونل، حذروا بوش من عواقب الخيار العسكري في هذه المرحلة، في ظل ضعف المعلومات الاستخباراتية الأميركية حول إيران، وتحكم طهران بشبكات «إرهابية» قد تحرّكها في حال تلقيها أي ضربة، وما قد ينتج عن ذلك من تقارب بين روسيا والصين وإيران، على نحو يؤذي مصالح واشنطن في المنطقة.

في غضون ذلك، قال السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة زلماي خليل زاد ان بلاده تتوقع ان يفرض مجلس الأمن خلال الأسابيع المقبلة، عقوبات جديدة على إيران، على رغم اعتراضات روسيا والصين.

وبثت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ان كوشنير أجرى اتصالاً بلاريجاني، أعرب فيه عن رغبته في زيارة طهران، وعبّر للاريجاني عن «أسفه لنشر تصريحات له في صورة مغلوطة عبر وسائل الإعلام» في شأن توقعه حرباً على إيران. وأشارت الوكالة الى ان كوشنير قال للاريجاني إن هدفه كان «الحد من الخطوات الآيلة للحرب»، وأبدى «دعمه الخطوات البنّاءة في محادثات لاريجاني ومحمد البرادعي» لتسوية الأزمة، عبر تفاهمات بين طهران ووكالة الطاقة.

في الوقت ذاته، اعتبر مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية الجنرال يحيى رحيم صفوي القائد السابق لقوات «الحرس الثوري» ان أميركا وأوروبا «مجبرتان على الاعتراف بحقوق إيران»، مؤكداً ان «النصر سيكون لنا». ورأى ان الضغوط الأميركية على بلاده «حوّلت إيران قوة سياسية ذات نفوذ كبير في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي»، مشدداً على أن «القوات المسلحة والشعب (في إيران) على استعداد للدفاع عن أمن البلاد واستقلالها ومصالحها».

على صعيد آخر، حضت رئيسة مجلس مدينة نيويورك كريستين كوين، جامعة كولومبيا على إلغاء دعوتها الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الى إلقاء كلمة أثناء زيارته نيويورك الأسبوع المقبل، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، باعتباره «ينكر المحارق النازية».

وقال مرشح الرئاسة الأميركية الجمهوري فريد تومسون انه لو كان رئيساً للولايات المتحدة لما سمح لأحمدي نجاد بدخول الولايات المتحدة فيما انتقد زميله المرشح الجمهوري جون ماكين «كولومبيا» بسبب الكلمة المزمعة للرئيس الإيراني.

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)