كشف مصدر ديبلوماسي غربي لـ «الحياة» أن محادثات الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري، تركزت حول «كيفية زيادة الضغط على سورية لتكف عن التدخل والاغتيال في لبنان». وأكد المصدر «أن الإدارة الأميركية تنوي بذل كل الجهود لدى الأمم المتحدة للتعجيل في إنشاء المحكمة الدولية»، مشيراً الى أن الجانب الأميركي ركز في محادثاته مع الجانب الأوروبي «على ضرورة وحدة الأسرة الدولية في توجيهها رسالة قوية الى سورية مفادها أنها لن تتحمل المزيد من الاغتيالات التي تحدث في لبنان».
وتابع المصدر أن المشكلة الحالية في لبنان أوسع بكثير من حماية مئة نائب ليصوّتوا على الرئيس الجديد، إذ لن تجدي تعبئة قوات الأمم المتحدة كلها لحمايتهم «طالما بقيت سورية على موقفها المعرقل». وزاد «أن الإدارة الأميركية وحلفاءها الفرنسيين والأوروبيين كلهم متفقون على توجيه رسالة قوية لسورية توضح لها نتائج استمرارها في تسليح العناصر التي تقوّض الاستقرار في لبنان وإعطاء هذه العناصر الوسائل للقيام باغتيالات لحسابها».
وأكد المصدر أن الإدارة الأميركية والأسرة الدولية عازمتان على توجيه هذه الرسائل الى سورية وعلى المزيد من الضغط عليها، «لكن المشكلة أن النظام السوري مناور وليس من السهل الحصول على النتائج المرجوة حتى الآن». إلا أنه لفت الى عزم الولايات المتحدة على بذل كل الجهود للمزيد من الضغط على سورية. وقال إن زيارة وزراء الدول الأوروبية الثلاث الفرنسي برنار كوشنير والإيطالي ماسيمو داليما والإسباني ميغيل انخيل موراتينوس للبنان ما زالت غير مقررة نهائياً حتى الآن ولو أنها أعلنت من بيروت في 19 و20 الجاري.
وقال المصدر إن لدى الجانب الإيطالي بعض التردد، «فالوزير داليما ورئيس الحكومة رومانو برودي يعتبران أنه ينبغي التفكير جيداً بهدف مثل هذه الزيارة والرسالة التي ستوجه وبرنامجها، في حين أن موراتينوس عازم على القيام بها كما هو عازم على زيارة دمشق بسرعة، فهو الوزير الأوروبي الذي يدافع باستمرار عن الرئيس السوري».
ووصفت مصادر عدة موقف موراتينوس من النظام السوري بأنه «ساذج لأنه كثيراً ما يصدق وعوداً لم تنفذها سورية». أما الوزير كوشنير فهو أيضاً، على غرار الوزير الإيطالي، يدرس هدف ورسائل الزيارة. لكن مصادر فرنسية أكدت أن الزيارة ستتم في النهاية. ومن المتوقع أن يصل كل وزير مع فريق عمله على حدة الى بيروت، ثم يتوجه الجميع على الطائرة نفسها الى الناقورة لتفقد القوات الدولية.
الى ذلك من المتوقع أن يستقبل كوشنير النائب الحريري مساء الخميس المقبل في الخارجية الفرنسية.
