قالت مصادر سورية رفيعة المستوى لـ «الحياة» أمس إن دمشق تنتظر نتائج الاتصالات النهائية في شأن وضع قضية الجولان المحتل على جدول أعمال المؤتمر الدولي للسلام، وإمكان اتفاق الدول العربية على «موقف موحد» خلال الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة اليوم. لكنها أفادت أن «الإشارات المتوافرة حتى الآن عن المؤتمر سلبية».

وأكدت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» أن القائم بالأعمال الأميركي مايكل كوربون سلم صباح أمس رسالة الدعوة من وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس إلى مدير إدارة المراسم في الخارجية السورية عبداللطيف دباغ باعتباره قناة الاتصال الوحيدة بين السفارة الأميركية والحكومة السورية. وقالت إن رسالة الدعوة وجهت إلى سورية بصفتها عضواً في لجنة تفعيل مبادرة السلام العربية.

ولفتت إلى أن الرسالة التي لم تكن موقعة وليست مطبوعة على ورق رسمي، تتحدث عن أن المؤتمر «سيركز» على المسار الفلسطيني مع ذكر لـ «المبادرة العربية والقرارات الدولية 242 و338»، بهدف «تحقيق السلام الشامل» مع سرد للدول المشاركة بما في ذلك «الأطراف الفاعلة». وأشارت إلى أن رسالة الدعوة ذكرت عبارة «السلام الشامل» مرتين.

وعُلم أن جدلاً ثار في شأن الرسالة. وفي حين أشار الجانب الأميركي على لسان نائب وزيرة الخارجية ديفيد ولش إلى أن مؤتمر أنابوليس سيتضمن «جلسة للسلام الشامل مدتها 90 دقيقة» بحيث يمكن للجانب السوري أن يثير قضية الجولان، فإن دمشق لا تزال ملتزمة موقفها من أنها لن تشارك «ما لم تكن قضية الجولان على أجندة المؤتمر».

وتؤكد المعلومات المتوافرة أن القرار السوري اتخذ بـ «عدم المشاركة»، باعتبار أن قضية الجولان لن تكون مدرجة في جدول أعمال المؤتمر، بحسب نتائج الاتصالات حتى مساء أمس. لكن المسؤولين السوريين يتحفظون عن إعلان موقف رسمي في انتظار المؤتمر الوزاري العربي وحصول اتصالات مفاجئة، «على أمل الخروج بموقف موحد»، بهدف عدم استباق اجتماع القاهرة. وأشارت المصادر إلى أن بين الاحتمالات المطروحة أن تعيد رايس توجيه رسالة دعوة رسمية إلى دمشق أو أن تجري اتصالات سياسية في اللحظة الأخيرة.

إلى ذلك، أفادت دراسة تحليلية رسمية أن هناك ثلاثة احتمالات تقف وراء عودة المسؤولين الإسرائيليين للحديث عن إحياء مفاوضات المسار السوري، بينها العودة إلى «لعبة المسارات» بعد ظهور عقبات إضافية تهدد بفشل مؤتمر أنابوليس.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قال في اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست (البرلمان) الإسرائيلي إنه يريد «سلاماً مع سورية، وانني مستعد لمفاوضات من دون شروط مسبقة»، بعد قول وزير الدفاع إيهود باراك إنه يؤيد «مبادرة سلام إسرائيلية شاملة تدفع بالمفاوضات مع سورية إلى الأمام».

وأفادت الدراسة أن هناك ثلاثة تفسيرات: «الأول، أن تكون البوصلة السياسية الإسرائيلية تمر بحال ارتباك بسبب ذلك العدد الكبير من التداخلات في عملية اتخاذ القرار بين الرأي العام الإسرائيلي والمؤسسات الدينية والعسكرية والأمنية المنقسمة بين الموساد الذي يرى أن سورية تسعى إلى المفاوضات فقط، وبين الاستخبارات العسكرية وشاباك الذي يعتقد أن سورية تريد سلاماً».

وتابعت أن الاحتمال الثاني أن يكون هناك «توجه حقيقي (للسلام) أفرزته مواقف وتحليلات قديمة على المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل عقب حرب لبنان مفادها أن الخيار الأفضل هو السلام مع سورية لأن الحرب ستكون مكلفة من دون أن تفرز أي نتيجة سياسية أو عسكرية تسعى القيادة الإسرائيلية إليها».

وزادت الدراسة أن «الاحتمال الأخير الذي ترجحه الظروف الحالية وتوقيت انعقاد مؤتمر أنابوليس، هو أن تكون هناك رغبة في المناورة على مختلف الخطوط أو ما يعرف بلعبة المسارات».

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)