طغى التشاؤم على أجوبة الإسرائيليين على توقعاتهم للعام الميلادي الجديد 2008 بعد أن أعرب 54 في المئة منهم عن عدم تفاؤله في شأن الأوضاع العامة في الدولة العبرية في العام الجديد في مقابل 46 في المئة قالوا إنهم متفائلون.

ووفقاً للاستطلاع التقليدي الذي يجريه معهد «داحف» للأبحاث مع نهاية كل عام لمصلحة صحيفة «يديعوت أحرونوت»، اعتبر 89 في المئة فرص تحقيق سلام مع الفلسطينيين خلال العام المقبل «ضئيلة» في مقابل 10 في المئة وصفوها بـ» العالية». كما استبعد 70 في المئة من الإسرائيليين استئناف مسار المفاوضات بين إسرائيل وسورية في مقابل 29 في المئة اعتبروا أمل حصول ذلك عالياً. واستبعد 69 في المئة من الإسرائيليين أن تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية لإيران على خلفية مشروعها النووي في مقابل 28 في المئة اعتبروا احتمال وقوع هجوم كهذا كبيراً.

وقال 88 في المئة إن فرصة إيجاد حل لقذائف «القسام» الفلسطينية ضئيلة في مقابل 12 في المئة اعتبروا الفرصة عالية. كما استبعد 54 في المئة إمكان الإفراج عن الجندي المخطوف في قطاع غزة غلعاد شاليت في مقابل 45 في المئة رأوا أن أمل حصول ذلك كبير. واعتبر 75 في المئة من المستطلعين احتمال الإفراج عن الجنديين الأسيرين لدى «حزب الله» خلال العام الجديد ضئيلاً في مقابل 23 في المئة قالوا إن الاحتمال كبير. وقال 54 في المئة إن احتمال إجراء انتخابات برلمانية مبكرة عام 2008 ضئيل في مقابل 43 في المئة وصفوا الاحتمال بالكبير.

وكالعادة، لم تخل نتائج الاستطلاع من التناقضات، إذ رغم التشاؤم العام إلا أن الإسرائيليين متفائلون على الصعيد الشخصي (85 في المئة في مقابل 14 في المئة قالوا إنهم متشائمون). ورغم قناعة غالبية الإسرائيليين بأن العام الجديد لن يشهد انتخابات عامة مبكرة، لكن غالبية من 44 في المئة تتوقع رؤية زعيم «ليكود» اليميني بنيامين نتانياهو على كرسي رئاسة الحكومة نهاية العام المقبل في مقابل 22 في المئة فقط توقعوا بقاء اولمرت في هذا المنصب.

وكتبت مراسلة الشؤون الحزبية في الصحيفة سيما كدمون في قراءتها لمجمل النتائج وأحداث العام 2007 أن العام المنتهي «كان عام لعق الجروح، عام ما بعد الصدمة. عاماً تغلغلت فيه نتائج الحرب الثانية على لبنان داخل الوعي العام. عاماً هزمت فيه خيبة الأمل الايمان فيما عملت المنظومة السياسية تحت سحابة ثقيلة هددت بأن تسوّد سماء إسرائيل في كل لحظة وتغرق ساكنيها، سحابة متمثلة بالتقرير النهائي للجنة فينوغراد (التي تحقق في إخفاقات الحرب على لبنان)».

وأضافت أنه خلافاً لكل التوقعات، فإن المنظومة السياسية شهدت استقراراً في العام المنتهي ونجح اولمرت في البقاء على كرسيه رغم التقرير الجزئي للجنة فينوغراد الذي حمّله مسؤولية فشل الحرب في لبنان. وتابعت أن نجاح اولمرت في تخطي العاصفة يعزز احتمال تخطيه العاصفة التي سترافق التقرير النهائي للجنة التحقيق خصوصاً بعد أن أعلن قبل أيام انه مهما تكن توصيات اللجنة فإنه لا يعتزم الاستقالة.

في غضون ذلك، افادت وثيقة لوزارة الخارجية الإسرائيلية أنها وضعت الملف السوري ضمن أهدافها للعام 2008، وتحديدا «صوغ خطة استراتيجية لإخراج سورية من المحور الراديكالي». ونقل عن كبار المسؤولين في وزارة الخارجية أنه لا توجد خطة واضحة حتى الآن لتحقيق هذا الهدف، إلا أنه توجد أفكار مختلفة تهدف إلى إبعاد سورية عن إيران و «حزب الله» وفصائل المقاومة الفلسطينية.

وكتبت صحيفة «هآرتس» أن هذا الهدف يندمج مع ما أسمته «الفحص الذي يجريه أولمرت عن طريق وسطاء مختلفون، من أجل فحص مدى جاهزية دمشق للبدء بمفاوضات سياسية مع إسرائيل». وكانت سورية نفت اول من امس المعلومات التي تحدثت عن قيام مبارك بنقل رسالة الى اسرائيل من نظيره السوري بشار الاسد خلال لقائه مع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الاربعاء. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر اعلامي مسؤول قوله «ان هذه المعلومات كاذبة ولا أساس لها من الصحة».

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)