حدث واتجاه...إقليمي

لماذا الرفض الأميركي للتحقيق باغتيال بوتو؟

أثار الرفض الأميركي لتشكيل لجنة تحقيق دولية في جريمة اغتيال السيدة بنازير بوتو أسئلة كثيرة في الصحافة ووسائل الإعلام دوليا وإقليميا وقد رصد المحللون العناصر التالية:

1 – وجود مؤشرات حول ان عملية الاغتيال كانت تتصل بما وصفه بعض المحللين والكتاب في الصحافة الأميركية والأوروبية بانه تفاهم بين بوتو والأميركيين على حصر وظيفة زعيمة حزب الشعب الباكستاني بعد عودتها بتعويم نظام الرئيس مشرف وامتناعها عن أي علاقة تنسيقية مع المعارضة الإسلامية التي يتزعمها نواز شريف وهو ما خرقته بوتو بعدما عايشت الوضع الداخلي الباكستاني ولمست صعودا كبيرا في شعبيتها وتقاربا ممكنا بينها وبين المعارضة الإسلامية في موازاة العبء السياسي والمعنوي الذي قد تحمله نتيجة التحالف مع مشرف ويقول أصحاب هذا الرأي ان الاشتباه بدور أميركي في الجريمة يستمد مشروعيته السياسية من منطق "حذف من يخرج عن قاعدة اللعبة" الذي تطبقه المخابرات الأميركية وهم يشبهون اغتيال بوتو باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري بعدما قرر التصويت مع كتلته لصالح التمديد للرئيس السابق اميل لحود خلافا لمشيئة الأميركيين والرئيس الفرنسي جاك شيراك.

2 – من الأكيد وفق ما تحمله بعض نقاشات الصحف الأميركية الكبرى ان المسؤولية الأميركية كبيرة سياسيا وبغض النظر عن التفاصيل التنفيذية انطلاقا من رعاية الولايات المتحدة لنظام الرئيس مشرف والذي يكثر الكلام عن احتمال تحرك فريق له داخل الأجهزة الأمنية بصورة أضعفت الحماية وسمحت بحدوث الاغتيال، كما ان كلاما كثيرا يتردد في مقالات لكتاب أميركيين معروفين عن درجة اختراق الجماعات المتطرفة والقاعدة والطالبان للأجهزة الأمنية الباكستانية منذ اعتماد الولايات المتحدة لباكستان كقاعدة في تصنيع هاتين القوتين لمواجهة الوجود السوفياتي في أفغانستان.

3 – الدافع الرئيسي لرفض التحقيق الدولي هو في أحسن الأحوال وبعيدا عن الشك أو الاشتباه بدور أميركي مباشر يعكس تصميما أميركيا على مواجهة الاضطرابات الباكستانية بإغلاق أي نافذة قد تؤدي إلى خلخلة نظام مشرف في ضوء تفاعلات المأزق الأفغاني وتداعياته الباكستانية المعقدة.

الصحف العالمية والعربية

*نشر عامير ربابورت محلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أمس، خبراً مفاده أنَّ الجيش الإسرائيلي أجرى خلال الأسبوع الثالث لعدوان تموز استطلاعاً في صفوف جنوده، كشفت نتائجه عن أنَّ غالبية الجنود النظاميّين والاحتياطيّين، "انهاروا" تحت العبء الجسدي في المعارك، بسبب اللياقة البدنية المتدنّية والمعطوبة. وتكشف النتائج عن أن أكثر من 70 في المئة من الجنود أفادوا بأنَّ مهمة الوصول إلى الهدف، مع رفع المعدّات والسلاح على ظهورهم، كانت "صعبة" أو "صعبة للغاية"، فيما قال 52 في المئة منهم إنّ هذا يسري أيضاً على مهمات إنقاذ الجنود أيضاً. ولفت 50 في المئة من الجنود المستطلَعين إلى أنّهم واجهوا صعوبة في نقل الجنود الجرحى، وأنَّ 44 في المئة رفعوا حمّالة الجرحى بصعوبة، أو لم ينجحوا أبداً، بينما أوضح 39 في المئة منهم أنّهم واجهوا صعوبة في تنفيذ هجوم، فيما أفاد 52 في المئة بأنّهم واجهوا صعوبة للغاية في أن يكونوا متنبّهين لما يجري. وإضافة إلى هذه المعطيات، تحدث عدد من الضبّاط والجنود عن الصعوبات الجمّة التي واجهوها خلال المعارك مع المقاومة. وقال عدد منهم: "عندما أُجبرنا على نقل جندي جريح بواسطة الحمّالة، لم نكن نعرف أنّنا لا نملك القوة الكافية". وأضافوا: "أحياناً كان نقل جريح لبضع مئات من الأمتار يستغرق ساعات".

*توقعت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن يتم الانتهاء من خطوة تليين المعايير الخاصة بالأسرى "الملطخة أيديهم بالدماء" خلال أسبوعين، بعد ذلك، من المفترض أن تسلّم إسرائيل "حماس" لائحة بأسماء الأسرى المستعدة لإطلاق سراحهم. وبحسب الصحيفة فان رئيس "الشاباك" يوفال ديسكين طلب مهلة أسبوع، للانتهاء من مهمة فرز أسماء المعتقلين الفلسطينيين الذين يستوفون معايير الإفراج الإسرائيلية، وذلك بعدما أعلن مبعوث أولمرت الخاص لشؤون الأسرى، عوفر ديكل، في منتديات عديدة أنه إذا لم تليّن المعايير، فلن يتمكن من مواصلة مهمته. وكان قد نُقل عن ديكل قوله، في منتدى مغلق، "مشكلتي ليست العرب، بل اليهود".

*رأت صحيفة الوطن السعودية في افتتاحيتها ان المثل القائل "أسمع كلامك أصدقك، وأرى أفعالك أتعجب"، ينطبق تماماً على ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بأن إسرائيل قد لا تجد خياراً أمامها سوى الموافقة على تقسيم القدس في إطار اتفاق سلام مع الفلسطينيين في المستقبل، وذلك في الوقت الذي تعتزم فيه حكومته بناء 440 مسكنا وفندقا في حيين استيطانيين بالقدس الشرقية المحتلة مما يعني تغيير الأوضاع على الأرض. وأشارت الصحيفة إلى أن أولمرت يناقض نفسه في التصريحات ذاتها عندما أكد أن إسرائيل تعتزم الإبقاء على مستوطنة "معاليه أدوميم" بالضفة الغربية المحتلة باعتبارها جزءا لا يتجزأ من القدس في إطار أي اتفاق سلام. وتساءلت أين هو هذا السلام الذي يتحدث عنه أولمرت وما هي طبيعته؟

*تساءلت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها كيف يمكن للكيان الصهيوني أن يكيد لمصر، وأن يتحدث مجرمو الحرب فيه كيفما كان عنها، انتقاداً وتحريضاً وتأليباً للعالم، وخصوصاً للأمريكيين، ضدها، وهي سياسة درج عليها هؤلاء منذ زمن، قبل كامب ديفيد وبعد كامب ديفيد. أما أن يقف وزير خارجية مصر ويدافع عن بلده فهو أمر لا يرضي العدو، لأن المطلوب أن يقول "الإسرائيليون" ما يشاؤون وألا يتفوه أحد، كائناً من كان في مصر أو في غيرها، بكلمة ضدهم، ولهذا تحوّل الوزير أحمد أبوالغيط، في نظرهم، إلى "متطرف" و"غير موضوعي" مع "توصية" بتقليص التعامل معه. واعتبرت الصحيفة أنه اذا كان حديث وزير خارجية مصر بالحق دفاعاً عن بلاده "تطرفاً" في نظر هذا العدو، فليكثر أبوالغيط خصوصاً، ومصر عموماً، من هذا "التطرف".

*اعتبرت صحيفة البيان في افتتاحيتها ان المواجهات الدموية بين "فتح" و"حماس" في غزة، تبدو أنها تسير حثيثاً نحو اللاعودة، تحولها إلى لغة تعامل وحيدة بينهما، بات يهدد بالأفدح والأدهى. وتتسارع بصورة ملفتة في الآونة الأخيرة. وأشارت الصحيفة الى ان علامات الانقسام والتقسيم تتعمق وتترسخ، وهي تسير بخط بياني طردي مع تصاعد التأزيم السياسي وتزايد التباعد؛ بين الفصيلين. فبقدر ما تصلبت المواقف ورفض أصحابها التزحزح عنها، بقدر ما كانت تزداد التهابات الساحة وانفجاراتها.

*كتب عز الدين الدرويش مقالا نشرته صحيفة تشرين السورية اعتبر فيه انه لا يوجد أي مؤشرات توحي بأن إدارة بوش، وبمعنى أدقّ إدارة المحافظين الجدد، بصدد تغيير سياساتها في السنة الأخيرة من ولايتها الثانية والأخيرة، على الرغم مما تلقاه هذه السياسة من معارضة أميركية، ومن رفض عالمي يصل أحياناً إلى حدّ الكره لهذه الإدارة وممارساتها في آن معاً. وأشار الكاتب الى ان هذا الشعور تجاه سياسة الإدارة الأميركية أكثر ما يظهر في المنطقة العربية، لأنها الأكثر تضرراً من أي منطقة أخرى في العالم من هذه السياسة، بدليل ما وقع فيها من احتلال وقتل وتدمير على أيدي الأميركيين مباشرة كما في العراق، أو برضى منهم كما في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو بالوكالة عنهم كما في عدوان تموز 2006 على لبنان.

أخبار الفضائيات:

الفضائية السورية. جولة الأخبار المسائية.

أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان سوريا قررت وقف التعاون مع فرنسا بشأن الأزمة اللبنانية ردا على قرار باريس وقف الاتصالات الدبلوماسية حول لبنان، لافتاً إلى ان سوريا استمعت باستغراب إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مصر وهو يحمّل سوريا والمعارضة اللبنانية مسؤولية عدم التوصل إلى حل للازمة اللبنانية. واعتبر المعلّم ان مشروع الحل الشامل للازمة في لبنان هو في الاساس مشروع تقدمت به فرنسا ودعمته سوريا وسعت للحصول على موافقة المعارضة عليه.

حدث و اتجاه... لبناني

عشرة أيام للوساطات وبعدها مواجهة مع احتمالات التصعيد

تلاحقت التطورات والمواقف المتصلة بالحدث اللبناني يوم أمس لترسم اتجاها للتطورات يبدو مفتوحا على التصعيد والمواجهة بين الموالاة والمعارضة:

1 – إعلان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عن مهلة عشرة أيام للمفاوضات والمساعي التوفيقية بعدها ستكون للمعارضة خطة تحرك تصاعدية لإنقاذ البلاد على قاعدة تمسكها بالسلة السياسية المتكاملة وتحذيره للدول العربية من التورط في أي تدخلات لا تساعد على تحقيق الوفاق بين اللبنانيين في حين نوه بالموقف السوري الذي امتنع كليا عن ممارسة أي ضغط على المعارضة لإرغامها على قبول ما لا ينسجم مع برنامجها على الرغم من شدة الضغوط وكثافة الإغراءات التي قدمها الفرنسيون.

2 – كشف السيد نصرالله لوجود خطة شاملة وميدانية جاهزة للتنفيذ في مواجهة ما سمي بخيار النصف + واحد من غير أي حاجة لقرار او مراجعة وكذلك تحذيره لحكومة السنيورة من مخاطر التمادي في وضع اليد على الصلاحيات الرئاسية.

3- عودة النائب وليد جنبلاط إلى الخطاب التصعيدي الذي ميز مواقفه في المراحل السابقة من الأزمة وقيامه بشن حملة عنيفة ضد سوريا وإيران وحزب الله مؤكدا على رفض أي تسوية تقوم على الثلث الضامن الذي تطالب به المعارضة في حكومة الوحدة الوطنية وهو ما تماهى مع تصريح للنائب سعد الحريري يوم أمس.

4 – إعلان سوريا وقف التعاون مع فرنسا بشأن المساعي التوفيقية بين الموالاة والمعارضة في لبنان وكشف الوزير وليد المعلم عن وجود وثائق خطية ومراسلات بين باريس ودمشق تؤكد انسحاب فرنسا من تسويق إطار الحل الذي تفاهمت عليه مع سوريا والرفض المستمر لبنود التوافق من جانب الموالاة الذي نقله إلى سوريا الجانب الفرنسي خلال المفاوضات.
في هذا المناخ تبدو الأحداث اللبنانية متجهة نحو التصعيد ويبدو ان باب الاحتمالات مفتوح على مصراعيه لا سيما في ضوء ما تناقلته وسائل الإعلام عن أجواء الموقفين المصري والسعودي في السعي إلى استصدار موقف من مجلس الجامعة الذي ينعقد الأحد القادم يدعو إلى الانتخاب الرئاسي فورا وسحب مطالب المعارضة وهو ما سيكون مادة لنقاش داخل مجلس الجامعة مما يشير إلى عدم وجود أرضية تسمح بمسعى عربي متفاهم عليه بعد تعثر المسعى الفرنسي ـ السوري.

الصحف اللبنانية:

*لا تزال الأزمة في لبنان عالقة بين مطلب المعارضة اللبنانية بالمشاركة الحقيقية في السلطة بما يوازي تمثيلها الشعبي الواسع من خلال حصولها على الثلث الضامن في الحكومة، وبين رفض السلطة وقواها على ذلك، وهذا ما عكسته المواقف التي أطلقها كل من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والنائب وليد جنبلاط عبر مقابلتين تلفزيونيتين منفصلتين تناولتهما الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم فقالت صحيفة الأخبار أن السيد نصرالله قد أمهل الوساطات عشرة أيّام، ليصار بعدها الى تحديد آلية عمل المعارضة لمواجهة الوضع الناشئ عن تعنت قوى السلطة، مشيرة الى أن جنبلاط قد جدد رفضه للثلث المعطّل محملا حزب الله "المسؤوليّة المعنويّة" عن الاغتيالات.

وقالت الصحيفة أن هدنة الأعياد قد انتهت سريعاً، وبدا العام الجديد مفتوحاً على كل الاحتمالات. ففيما أعلنت سوريا أمس بلسان وزير خارجيتها وليد المعلم وقف الاتصالات مع باريس في شأن لبنان ردّاً على موقف مماثل أعلنه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من القاهرة قبل أيام، استمرّ التصعيد بين الموالاة والمعارضة الذي يسابق جولة الرئيس الاميركي جورج بوش في المنطقة الأحد المقبل، المتزامنة مع اجتماع وزراء الخارجية العرب الاستثنائي في القاهرة. أما صحيفة الديار فتناولت الموقف السوري الذي أعلنه وزير الخارجية وليد المعلم بالأمس مشيرة الى أنه بعد انكشاف الإنحياز الفرنسي خلال التفاوض الفرنسي السوري حول الأزمة في لبنان، قررت ‏سوريا وقف التعاون مع فرنسا وذلك رداً ايضاً على الكلام الذي أطلقه الرئيس الفرنسي ‏نيكولا ساركوزي وقال فيه انه سيوقف الاتصالات مع دمشق لأنها لم تقدم سوريا افعالاً بشأن ‏الأزمة اللبنانية واكتفت بالأقوال.‏ ونقلت عن المعلم تأكيده ان دمشق قررت وقف التعاون السوري الفرنسي ‏بصدد حل الأزمة اللبنانية، وأعلن ان الجهود الفرنسية مع الموالاة باءت بالفشل حيث تلقى ‏رسائل فرنسية تؤكد عدم قدرة الفرنسيين على تسويق الاتفاق الذي دعمته دمشق مع فريق ‏الموالاة.‏

وأوضح الوزير السوري ان الإطار الذي جرى الاتفاق عليه هو ان يكون الحل لبنانيا وتوافقيا ويشمل ‏انتخاب رئيس توافقي وتشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع قانون جديد للانتخابات وتحييد الدور ‏الأميركي المعطل للوفاق الوطني في لبنان، مضيفا أن الجهود قد تعثرت في ما يتعلق بحكومة الوحدة الوطنية نظراً لإصرار الأكثرية ‏على ألا تكون نسبة تمثيل المعارضة في الحكومة معادلة لنسبة كتلتها في المجلس النيابي.

أخبار المرئي في لبنان:

*ركزت مقدمات نشرات التلفزة اللبنانية على الموقف الذي أعلنه وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان سوريا أوقفت اتصالاتها مع فرنسا بشأن الملف اللبناني، فقالت قناة المنار ان المعلم كشف بالوقائع والوثائق كيف كان دور بلاده مسهّلا، وكذلك المعارضة الوطنية التي أبدت مرونة لتسهيل التوصل إلى حل، في حين أن الطرف الآخر كرر ممارساته في انتزاع لُقمة الحل من فم اللبنانيين كما فعل مع أكثر من مبادرة عربية، وهو ما اعترف به النائب سعد الحريري اليوم في رده على المعلم. إضافة إلى أن دمشق كانت واضحة مع باريس برفضها ممارسة أي ضغوط على المعارضة، مؤكدة أن الأخيرة هي من يحتفظ بورقة التسوية ويوافق عليها أو يرفضها. واعتبرت قناة الجديد ان ضربة المعلم ذهبت بعيداً في نفض اليد السورية من الشياطين اللبنانية. فمن المرات النادرة التي تقرر فيها الدبلوماسية السورية اللعب عالمكشوف وعلى الهواء مباشرة بأوراق مستورة في الملف اللبناني، فتُعلن حالة الطلاق السياسي مع فرنسا وتكريس العماد ميشال عون مرجعية للتفاوض باسم المعارضة، وهو إعلان تمسكت الأكثرية بخيوطه لتقول انه بمثابة العزل لرئيس مجلس النواب نبيه بري، ورأت عبر زعيمها سعد الحريري أن رئيس الدبلوماسية السورية كان يفاوض الإدارة الفرنسية باسم قوى الثامن من آذار، وان ورقة الحلّ والربط كانت في جيبه لا في جيب أي طرف لبناني آخر.

ورأت الشبكة الوطنية للإرسال NBN ان أزمة الاستحقاق الرئاسي تبقى على حالها من التعقيدات من دون بروز أي مؤشرات على تحقيق أي اختراقات ايجابية في ظل استمرار فريق الأكثرية النيابية برفض منطق الشراكة ورفض التحاور مع العماد ميشال عون المكلف من المعارضة، وبالتالي تبقى الأمور معلقة وسط ارتفاع حدة الخطاب السياسي بحيث بدا أن العام 2008 وفي أول أيام نشاطه السياسي انطلق من حيث انتهى العام 2007. واعتبرت قناة OTV (قريبة من التيار الوطني الحر) انه وسط تلك المتاهة من المواقف المتباينة والمتقاطعة مسألة واحدة باتت محسومة وهي أن ثمة مركزاً واحداً لبنانياً قادر على الحل في حال توافر مقتضيات الحل المتوازن الصحيح والسوي، وهو قادر على الرفض إذا ما استمرت محاولات الاستقواء بالخارج بدل التفاهم مع الداخل، انه ميشال عون، قالها حتى وليد المعلّم. ورغم كل التشويهات والاستغلالات المرتقبة لهذه المقولة، تظل تحمل الحقيقة والحلّ: "احكوا مع ميشال عون".

وقالت المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC انه إذا كانت كرة المعالجات قد استقرت أخيرا بين باريس ودمشق فان إعلان وزير الخارجية السورية وليد المعلم اليوم أن دمشق قررت وقف التعاون السوري الفرنسي لحل الأزمة اللبنانية، يعني أن كل الأبواب باتت مقفلة ولم يعد هناك سوى باب واحد حتى الآن هو مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي سيُعقد في القاهرة الأحد المقبل، من دون أن يعني ذلك تعليق آمال كبيرة على هذا المؤتمر في ظل الاختلافات العربية الى حد التصادم فيما يتعلق بالملف اللبناني. واعتبرت قناة المستقبل ان كلام المعلم أعقبه رد مفصل من رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري قال فيه أن الوزير السوري لا يكشف سراً عظيماً عندما يعلن أن المفاوض الفرنسي لم يتمكن من تسويق بعض الحلول وذلك لأسباب بديهية تتعلق بعدم قدرة أي مفاوض على تسويق أفكار النظام السوري لدى سعد الحريري أو لدى أي قيادي من قوى الرابع عشر من آذار.

حوارات المرئي في لبنان:

*الشبكة الوطنية للإرسال NBN. البرنامج "مختصر مفيد".

اعتبر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أن مشكلة المعارضة ليست مع فريق الأكثرية بل مع المشروع الأميركي الذي يريد فرض هيمنته على لبنان والإمساك به ليصبح جزءا من المشروع الأميركي في المنطقة، وقال ان نفس وجود المقاومة وفشل التوطين وعدم السماح بتغيير موقع لبنان الإقليمي هو فشل للمشروع الأميركي في المنطقة. ونفى نصر الله ما ردده وليد جنبلاط بالأمس أكثر من مرة حول وجود مشروع دولة لـ"حزب الله" خارج الدولة، وقال مخاطباً فريق الأكثرية وجمهورها "تريدون دولة ونحن نريد دولة، والدولة لا تبنى إلا بالشراكة وعندنا اليوم فرصة تاريخية طالما أننا توافقنا على العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية". وأعلن نصر الله ان الامور عادت الى نقطة الصفر نتيجة التدخل الاميركي، وكشف ان المعارضة ستجري مشاورات خلال الاسبوعين المقبلين لتحسم خيارها وتتخذ الاجراءات المناسبة للتحرك، مشيراً الى ان هذا التحرك سيكون بوسائل مدنية، ورد على سؤال حول احتمال انفلات الامور على الارض بالقول اننا لا نستطيع تقديم ضمانات "لأننا لسنا العامل الوحيد على الارض في هذا المجال". ورأى نصر الله ان تصريحات اسامة بن لادن الاخيرة خدمت حزب الله ولن نفتح سجالا معه، وأعرب عن قلقه في شأن موضوع المخيمات في لبنان وعن خشيته من توريط المخيمات في الداخل، ولم يستبعد حربا اسرائيلية جديدة على لبنان، لكنه لاحظ ان ذلك ليس واضحا في المدى المنظور.

إتجاهات " نشرة سياسية يومية تصدر عن جريدة أخبار الشرق الجديد. يمكنكم الإطلاع على مضامينها باللغتين الفرنسية والإنجليزيةكذلك على موقع الشبكة باللغتين السالفتي الذكر. كما يمكنكم تصفح التقرير الإقتصادي اليومي أيضا "مؤشرات" باللغتين العربية والإنجليزية على موقعنا.