عشية المناورات التي وصفت بالـ(الكبيرة) و(غير المسبوقة) التي تجريها قوات الاحتلال الاسرائيلية شمال أراضي 48 والخط الخضر تلقفت بعض وسائل الإعلام الاسرائيلية أنباء وتسريبات تتحدث عن (تنسيق) أميريكي اسرائيلي يجري في الكواليس منذ بعض الوقت بهدف إصدار (تقرير) ما يتناول الغارة التي شنها سلاح الجو الاسرائيلي على الأراضي السورية اواسط السنة الماضية.

فقد أوردت صحيفة (هآرتس) يوم أمس، خبرا مفاده ان ثمة اتصالات تجري على قدم وساق بين حكومة اولمرت وشخصيات بارزة في الإدارة الأميركية الحالية في سبيل التنسيق حول الطريقة المثلى للإعلان عن تفاصيل (الهدف) الذي يزعم ان المقاتلات الإسرائيلية قد (دمرته) شمال سوريا في أيلول الماضي.

وقد تقاطعت هذه النباء التي نشرتها الصحيفة الاسرائيلية مع تقارير كان التلفزيون الإسرائيلي قد سبق إلى بثها من أن وفداً مؤلفا من عدد من مستشاري أولمرت قد قام بالاتفاق مع مسؤولين في البيت الأبيض على تعجيل البت في هذا الموضوع تمهيداً لجلسة خاصة تخطط لجنة أمنية في الكونغرس الأميركي عقدها قريبا.

وعلى الرغم من أن القناة العاشرة أعلنت لمشاهديها أن فريق مراسليها لم يجد أثراً لأي موعد من هذا القبيل, بعد اتصالات كان أجراها ذلك الفريق مع أطراف برلمانية وحكومية أميركية، غير ان وسائل إعلام اسرائيلية أخرى ذهبت ابعد من ذلك في تأكيدها للخبر, فأعلنت أن الجلسة المشار إليها قد تقرر عقدها في السابع عشر من نيسان الجاري, الأمر الذي دفع بعض المحللين إلى تفسير هذا التعارض بالأنباء بأن الجلسة قد تكون جلسة سرية وغير مفتوحة للجمهور او الاعلام., غير مستبعدين ان تكون حكمة تل أبيب قد سحبت بالفعل أي اعتراض لديها لكشف النقاب عما جرى في تلك الغارة الاسرائيلية المثيرة للجدل, وذلك نزولا عند رغبة واشنطن التي قد تجد انه من المفيد لها في الوقت الراهن ان (تفضح) ما تعتقد انه (علاقات كورية شمالية مع دمشق), وإن كان لاحراج الكوريين الشماليين بشأن نشاطاتهم النووية أكثر منه للضغط على السوريين.

وكانت الغارة التي شنتها طائرات حربية اسرائيلية على أراض سورية أيلول الماضي قد أثارت خلافا شديدا بين المؤسستين السياسية والعسكرية في تل أبيب بشأن نشر التفاصيل المتعلقة بها, إذ كان رأي أركان الجيش والمخابرات الإسرائيليين أن إعلان هذه التفاصيل قد يزيد من تأزم الأوضاع المتفاقمة أصلاً مع دمشق, ناهيك عن انه قد يخنق بعض القنوات التي لا تزال مفتوحة للمفاوضات بين الطرفين.

وذكرت (هآرتس) في هذا السياق أن (المعلومات) المشار إليها سيكشفها مسؤولون نافذون في ادارة الرئيس بوش, مشيرة إلى ان مستشاري رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، يورام تربوبيتش وشالوم ترجمان قد التقيا الاسبوع الماضي في واشنطن مع مستشار الامن القومي الاميركي ستيفان هادلي إضافة إلى مسؤولين في سي آي إيه وذلك بعلم وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الذي يعتقد أن كشف تفاصيل الهجوم السنة الماضية سيعزز من قوة الردع الاسرائيلي التي تضررت إبان حرب تموز على لبنان, وأن عملية النشر تلك كفيلة بدفع دمشق إلى الحد من اتصالاتها مع كل من طهران وبيونغ يانغ.

وكشفت (هآرتس) عن أن اولمرت كان راغبا ينشر هذه التفاصيل في الذكرى الستين لتأسيس الكيان، بهدف تعزيز موقفه السياسي الداخلي.

مصادر
سورية الغد (دمشق)