الكاتب : أحمد مغربي

ريما فقيه: فازت هذه اللبنانية بلقب ملكة جمال أميركا. ولم تؤثر فيها صورة لرقصة تعرٍ انتشرت على الانترنت، عقب نيلها اللقب. وتفاخرت كثرة من الصحف الفنية بأن الملكة فقيه فازت بلقب «الأكثر إثارة» بعد منافسة صعبة على مواقع الإنترنت مع عارضة الأزياء كيم كارديشيان (مشهورة أميركياً كرمز للإثارة)، وهي أميركية من أصول أرمنية تمتاز بجمال شرقي أيضاً، كما تميل الى الامتلاء أكثر من فقيه!

> إيجا فاجاللا أجوكول: اسم غريب؟ لكنه البركان الذي ثار في إيسلندة وعطّل حركة الملاحة في 3 قارات، وهزّ البورصات وأثّر في المناخ، وأدى الى انهيارات كبرى في أوضـاع شـركات الملاحة الجوية، وأوقف مسار الحياة اليومية لملايين المسافرين. ثورة بـركان وحـيد كـانـت كـافـية لتهزّ العالم! في ختام العام، ضربت عاصفة ثلجية الأماكن التي تأثّرت بثورة البركان الإيسلندي. هل من علاقة بين الحدثين؟

> ويكيليكس: اجتاحت هذه الكلمة الإعلام والألسن، قبيل ختام العام. وتقول رواية شائعة ان ضابطاً أميركياً يعمل خبيراً في المعلوماتية، إسمه برادلي ماننغ، وفّر للهاكر المتفوّق في الكومبيوتر، هو الأسترالي جوليان أسانج، منفذاً إلى شبكة أميركية تستخدمها وزارات أميركية مثل الدفاع والخارجية والاقتصاد. ومن هذا المنفذ، استطاع أسانج استعمال مهارته في الكومبيوتر، إضافة الى فريق من الـ «هاكرز» الشباب، لسحب مئات آلاف الوثائق المتعلقة بحربي العراق وأفغانستان، وعمل الديبلوماسية الأميركية عالمياً، وأساليب عمل الشركات الأميركية وغيرها. ونشر أسانج كثيراً من هذه الوثائق التي حملت اسم «تسريبات ويكيليكس». ربما لا يصدّق البعض هذه الرواية، فيرون في التسريبات شأناً آخر.

> تقاعد: هزّ إصلاح نظام التقاعد فرنسا، وأعاد إليها صورة تظاهرات 1968، وترافقت الاحتجاجات مع تغيير في موازين السياسة في فرنسا، ما أدى الى تغيير جذري في حكومة فرانسوا فيّون، إذ خرج بعض رموز اليسار فيها، على شاكلة وزير الخارجية برنار كوشنير، فمالت دفّتها إلى اليمين. المفارقة أن هذه الخضّة السياسية ترافقت مع الذكرى الأربعين لرحيل الجنرال شارل ديغول، الذي أطاحته تظاهرات عام 1968.

> فيضان ونيران: بسبب توقف تيار هواء نفّاث في أعالي الهواء الجوي، توقّفت حركة توالي الفصول عن الدوران، في بعض مناطق الكرة الأرضية. توقّف طقس صيفي فوق روسيا، مجتذباً هواء حاراً من منطقة خط الاستواء، فصارت موسكو ملتهبة. ثم اندلعت حرائق امتدت الى حدودها مع أوكرانيا، وهددت منشآت نووية. في المقابل، ثبت طقس شتاء غزير فوق باكستان، وأحدث كارثة فيضانات ضربت عشرة ملايين شخص، ما زال معظمهم مشرداً.

> «مرحباً أيها الوزير... إنّه الشيب»: بهذه العبارة خاطبت هيلاري كلينتون نظيرها الإيراني عندما وصل الى مسافة قريبة منها، في مؤتمر «حوار المنامة عن الأمن الإقليمي». لم يرد منوشهر متكي. وابتعد. وقالت كلينتون انـهـا أحـست بغصة منه. ثم استطردت لتقول انها لن تترشح للرئاسة، لأنها لا تريد للشيب الذي غزا بوضوح شعر أوباما أن يضرب شعرها.

> حزب الشاي: على غير توقع، اقتحم حزب غير تقليدي مشهد الحياة السياسية في الولايات المتحدة، كاسراً التجاذب التاريخي بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري. لا خطاب سياسي، ولا زعيم تاريخي، ولا تنظير مطوّل. مجرد لقاءات على كأس شاي، فيها القليل من التفكير والكثير من المشاعر البدائية و...العنصرية أيضاً! تحدثت وسائل الاعلام الأميركية عن تفوّق الوسائل التقليدية في التواصل (المصافحة، الجلوس في حيّز مكاني، التلاقي المباشر بين الناس، الحديث مع استعمال نبرات الصوت وتبادل النظرات وغيرها)، على الوسائل التقنيّة المتطوّرة، مثل الإنترنت وشبكاتها الاجتماعية ورسائل «تويتر». ولم يفت البعض أن صعود أوباما الى الرئاسة ترافق مع صعود قوي في دور الإنترنت في السياسة وصنع ممثليها ورموزها، ما يعني أن فوز «حزب الشاي» الكاسح شكّل ضربة للشبكة الإلكترونية العالمية، وعودة للأساليب القديمة ومعطياتها. هل يمثّل «حزب الشاي» نوعاً من ردّ الفعل على الجديد، وهل يشي بنوع من صراع أجيال وثقافات وذائقات؟ هل ينجح في ترسيخ قدمه في الحياة السياسية الأميركية، فيكسر الثنائية الحزبية فيها؟

> فيسبوك: لا يتوقف الأمر عند الرواج الساحق لهذا الموقع، ولا على الانتقادات المريرة التي توجّه له، ولا حتى على تكرار الأحداث المثيرة التي تتصل به، بل إن هذه السنة صورت حكاية نشوئه وظهوره على يد مؤسسة مارك كروزنبرغ. وحمل اسم «شبكة اجتماعية». وسجّل أول فيلم سينما عن الإنترنت ورموزها. صوّرت السينما كثيراً رموز الصحافة والمال والسياسة والسينما والمسرح والأدب والموسيقى وغيرها، ثم جاء دور الإنترنت. هل نرى فيلماً عن بيل غيتس قريباً؟ وماذا بعد عالم الإنترنت؟ مؤسس أول شركة تديرها الروبوتات باستقلالية مثلاً؟ في أواخر السنة، خدم «فيسبوك» الأمن السويدي، ومنع مذبحة في وسط استوكهولم، لأن الشخص الذي نفّذ العملية الفاشلة لفت الأنظار إليه بنوعية صفحته على «فيسبوك».

> الذهب: ليس كل ما يلمع ذهباً، لكن الجنون بالمعدن الأصفر عاد ليضرب أميركياً وعالمياً. باعت كثيرات من نساء أميركا حليهن التي تضاعف سعرها بسرعة، في ظل الأزمة الاقتصادية. ومع ارتفاع سعره الى مستويات تاريخية تجاوزت 1400 دولار للأونصة، ارتفعت أصوات تنادي بجعله جزءاً من مرجعية النقد العالمي، بعد ان أُزيل عن موقعه كمعيار للعملات منذ ستينات القرن العشرين. هدأ جنون الذهب، مع تصاعد مؤشرات التعافي اقتصادياً في غير دولة غربية، خصوصاً الولايات المتحدة الأميركية.

> بقعة تلوّث: ربما تبقى صورة الرئيس أوباما سابحاً مع عائلته في مياه خليج المكسيك غير آبه بالمياه التي لوّثها النفط، من أبرز صور 2010. تسبب التلوّث في انهيارات مالية كبيرة في شركة «بي بي» البريطانية، وبخروج أوباما عن اللياقة الرئاسية واستعماله عبارة مثل «أريد ركل بعض المؤخرات» عند حديثه عن تسرّب كميات هائلة من النفط أعقبت انفجار منصة نفط في خليج المكسيك. أدت البقعة أيضاً إلى إصدار تشريعات متشددة بشأن التنقيب عن النفط في مياه البحار الأميركية، وكذلك استُعمِلت في الترويج للاستغناء عن النفط، والاعتماد على الطاقة الخضراء.

> أطفال وفضائح وكهنة: طارد شبح فضائح الإساءة جنسياً لمئات الأطفال، الكنيسة الكاثوليكية، كما عكّر صفو معظم جولات البابا بنديكتوس السادس عشر، سواء في أميركا اللاتينية أم في بريطانيا. وتآزر كثــيرون مع مجموعات اعتادت مناوأة الكنيسة الكاثوليكية، على شاكلة مثليي الجنس. وعندما صدر كتاب «نور العالم» الذي يؤرخ لحياة البابا، حملت صفحـــاته حـــديثاً «ثورياً» عن إمكان السماح باستــخدام الواقي الذكري في بعض الحالات الخاصة. لم يحدد البابا تلك الحالات، ما زاد من غموض التحوّل المفاجئ في موقفه من التشدد في معارضة الواقي الى التسامح حياله.

> أسطول الحرية: عقدت تركيا عزمها على مساندة ثلاث سفن، أبرزها سفينة مرمرة، سعت لشق طريق بحري الى غزة، وكسر الحصار عن القطاع. أعلنت اسرائيل أنها لا تقبل بهذه الخطوة، ثم كلفت اسطولها التصدي لهذه السفن واقتحامها والسيطرة عليها. أوقع الحادث قتل وجرحى في صفوف ركاب سفن «أسطول الحرية». تمسّكت تركيا بأن تعتذر إسرائيل لتركيا، وأن تدفع تعويضات للقتلى الأتراك. أدى الحادث إلى تعزيز شعبية تركيا في كثير من الأوساط الشعبية العربية.

> «خوش آمديد» و «ميرحبا»: سارت عبارة «خوش آمديد» (ومعناها «أهلاً وسهلاً» بالفارسية) على شفاه كثيرة، عند زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الى بيروت. واستعملت في نكات شفوية، وأخرى تناقلتها ألياف الإنترنت. إتّضح أنها تنطق بالفارسية «خوش آومديد». وبعد أيام، حلّت كلمة «ميرحبا» على الألسن ولوحات الإعلانات في الطرق، عند استقبال رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان في لبنان. وتذكّر كثيرون رواج عبارة «شكراً قطر» في أعقاب التوصّل الى «اتفاق الدوحة» الذي مكّن من تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان.

> الليدي غاغا: على رغم ان الأخبار السياسية تقدمت على أخبار المشاهير، بالنسبة الى جمهور الإنترنت، نجحت الليدي غاغا في جعل نفسها ظاهرة متميّزة. وتقدّمت على ملكة بريطانيا في تصنيف للنساء الأكثر قوة. انطلقت شهرة هذه المغنية الاستعراضية عام 2006، مع أغنية «بويز، بويز، بويز» (ترجمتها: شبان، شبان، شبان). وتستخدم كثيراً من أساليب الإثارة الجسدية، سواء في أشرطتها المصوّرة أم حفلاتها الحيّة. إسمها ستيفاني جيرماناتو. إختار المنتج الموسيقي روب فوساري لقب «ليدي غاغا» لها، اقتباساً من إسم فرقة روك أميركية مشهورة. في 2010، أطلقت ألبومها الثاني «وحش الشهرة» (حمل إلبومها الأول عنوان «الشهرة»)، وتحدّث عن الجانب المظلم من الشهرة، وعن حياة الفنان الذي يصبح فريسة للشهرة، على عكس الصورة التي تراود الأخيلة عن المشاهير. ونظراً لخروجه عن المألوف، حقّق البوم «وحش الشهرة» نجاحاً مدوياً في أوساط الشبيبة. وفي العام عينه، حازت الفنانة جائزة «أفضل أغنية مصوّرة»، إضافة الى 7 جوائز من مسابقة «أم تي في للموسيقى»، منها جائزة «أفضل فيديو كليب راقص» لشريط أغنيتها «رومانسية سيئة». ربما ليس غريباً أنها تثقل جسدها بالأوشام، لكن هناك شيئاً غير مألوف فيها. فقد وشمت يدها اليسرى بأشعار تتحدث عن السلام، من تأليف الشاعر الألماني المعروف راينر ريلكه، الذي تركّز أشعاره على القلق واستحالة التواصل وعدم التصديق، بل تعتبره فيلسوفها المفضّل!

> «عايزة اتجوّز»: مذكّرات إلكترونية على «فيسبوك» للمصرية غادة عبد العال، تتحدث عن دخول الفتاة عامها الثلاثين، الذي تصفه الثقافة السائدة بأنه «رقم الرعب» بالنسبة الى الفتيات، لأنه ينذر بانتهاء السنوات التي تكون فيها الفتاة مرغوبة في مشاريع الزواج، إضافة الى التحوّلات التي تغيّر في جمالها وجسدها وقدرتها على الإنجاب. تحوّلت هذه المُذكرات الى مسلسل تلفزيوني رمضاني (إخراج رامي إمام، وبطولة هند صبري) حاز جماهيرية واسعة، كما انتقد باعتبار أنه ظل أسير النظرة الذكورية العربية التي ترى ان الفتاة يجب ان تبقى في الموقف السلبي في العلاقة مع الجنس الآخر، منتظرة دوماً قدوم «فارس الأحلام».

> مشروع نووي: فجأة، هبّت زوبعة من المشاريع النووية في الدول العربية، امتدت من الأردن الى موريتانيا، مروراً بدول الخليج العربي واليمن. وقعت اتفاقات نووية عن الاستعمال السلمي للطاقة الذرية، بين دول عربية من جهة، وفرنسا والارجنتين ودول الاتحاد الاوروبي من الجهة الثانية. ترافق الأمر مع تغيّر في النظرة العالمية الى الذرة، من كونها طاقة محفوفة بالمخاطر، الى اعتبارها طاقة نظيفة، يزيد في أمانها استخدام مفاعلات من الجيل الرابع أو الخامس.

> ديون سيادية: طفا هذا المصطلح مع أزمة اليونان التي شارفت حدّ الإفلاس، إذ لم تعد الحكومة قادرة على الإيفاء بديونها. وتكرر المصطلح عينه مع أزمة إرلندا «المدهشة»، إذ انتقلت هذه الدولة، في إغماضة عين، من النموذج عن الدولة التي تحقق نجاحاً اقتصادياً قوياً بالاعتماد على العولمة وتكنولوجيا المعلوماتية، لتصير دولة مدينة الى العنق، وعاجزة عن إعطاء صدقية لسندات الخزينة التي تصدرها. وشارفت البرتغال وإسبانيا على الوقوع في هوّة مماثلة. وسأل البعض بصوت عالٍ: هل يصمد اليورو أم يتحوّل الى ذكرى؟ في هذه الأزمات، ظهرت قوة العملاق الألماني اقتصادياً في أوروبا، وأعادت القوة الى المحور الفرنسي - الألماني بوصفه القاطرة الأساسية للاتحاد الأوروبي. وتلى ذلك إنشاء صندوق لدعم الديون السيادية في أوروبا.

> فوفوزيلا وجابولاني: «فائقة الإزعاج»، «تشبه طنين أسراب مليونية من الذباب»، «تمنع اللاعبين من التركيز»، «يجب منعها في الملاعب». تلك عينة من الأوصاف التي أطلقت على الزمامير التي حملها الجمهور في مدرجات كأس الفيفا لكرة القدم في جنوب أفريقيا. تحدث البعض عنها بلهجة عنصرية. وطلب آخرون منع انتقالها الى الملاعب الأوروبية. وسرعان ما ظهرت في استراليا والولايات المتحدة. ربما كانت «فوفوزيلا» ظاهرة عابرة، لكن الكرة التي لُعِبت في تلك الكأس الكروية سجّلت أنها الأولى التي لا تُستخدم خيطان في صنعها، وأنها مصنوعة من 3 قطع. وشبهها البعض بالطابة التي تلعب بها كرة القدم الشاطئية، وبكرة اليد. واستشاط غيظ بعض اللاعبين من ارتداداتها ومساراتها غير المتوقعة. ونسب إليها فشل بعض حراس المرمى في منع كرات من معانقة الشباك. وقيل انها عززت الميول الهجومية في كرة القدم. لننتظر الكأس المقبلة كي نشهد مصير هذه الكرة المثيرة.

> سقوط طائرة: افتتح عام 2010 على مأساة سقوط الطائرة الإثيوبية في البحر بعيد إقلاعها في جو عاصف، من مطار بيروت. وبعدها، صار لأخبار سقوط الطائرات وقع خاص في لبنان. واهتزت بولندا بعمق إثر سقوط الطائرة التي كانت تقل رئيسها السابق ألكسندر كاوازنويسكي وأركان حكومته، أثناء هبوطها في روسيا. كالعادة، ظهر من تحدث عن «مؤامرة» (روسية هذه المرّة) في المصرع التراجيدي للرئيس الذي عُرِف بحساسيته من النفوذ الروسي في بلاده، على رغم ان الزيارة جاءت في سياق تحسّن ضخم في العلاقة بين البلدين. جاء الحدث ضمن توتر أميركي - روسي حول استراتيجية «الدرع الصاروخية» التي تشمل نشر صواريخ للحلف الأطلسي في بلاد محاذية لروسيا، مثل بولندا. لم تتوقف أشباح الطائرات وسقوطها عن التواتر خلال العام، بل أضيف إليها نشر نتائج التحقيق عن حادث سقوط طائرة كونكورد أثناء إقلاعها من مطار شارل ديغول في 1998، ما أدى الى وضع نهاية تراجيدية لطائرة الكونكورد. وكادت الطائرة العملاقة «إيرباص إيه 380» أن تلاقي مصيراً مماثلاً، عندما اشتعل محرك في طائرة من هذا النوع تابع لشركة «كوانتس»، بعد مغادرتها استراليا، ما اضطرها للهبوط في سنغافورة. لم يسقط ضحايا نتيجة للحادث، لكن سمعة هذه الطائرات العملاقة تضررت إلى حدّ كبير. وأوقفت بعض الدول تعاملها مع «كوانتس»، وجمّدت صفقات لشراء طائرة «إية 380».

> 2012: أطلقت موجة رعب هستيري إجتاح العالم، بأثر من فيلم هوليوودي متقن، اعتمد على المزج بين معطيات حديثة في العِلم مثـــل النظرية الكمـــومية في الذرات، ومعطيات خــرافية مثل النقوش الأسطورية الموروثة من شعب الـ «مايا»، الذي أباده الأوروبيون أثناء استعمارهم أميركا الجنوبية. حمل الفيلم اسم
«2012»: السنة التي يفترض ان تشهد الأرض نهايتها وانهيار قاراتها واشتعالها من الداخل! وعلى رغم نفي العلماء تكراراً لهذا السيناريو الجهنمي، وهو محض خيال سينمائي، لم يهدأ الرعب الذي رافق الفيلم.

> الأخطبوط بول: تخبّط العالم في حمى الانشداه بكائن بحري متعدد الأطراف، نجح في توقّع نتائج مباريات كأس العالم في كرة القدم في جنوب أفريقيا. وعمد مديرو معهد الكائنات البحرية في «أوبرهاوزن» في ألمانيا، إلى إدخال علبة صغيرة الى المهجع المائي للأخطبوط بول، فيها كرتا غذاء مربوطتان بعلمي المنتخبين المتواجهين. وإذ يأكل الأخطبوط احدى الكرتين، يُفَهم أن المنتخب الذي تحمل علمه سيفوز. كيف سيطر تفكير غيبي على بلاد في القلب من التطوّر في العلم والتكنولوجيا؟ سؤال ربما حمله الاخطبوط الى الموت، بعد وفاته أخيراً.

> قطر 2022: اكتسحت موجة من التفاؤل الدول العربية، خصوصاً «دول مجلس التعاون الخليجي»، عندما نجحت قطر في الفوز باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022. زاد من فرح الفوز أن الملف القطري حمل بُعداً مثيراً في العلم والتقنية والبيئة. وتضمّن الملف تشييد ملاعب مغلقة ومُكيّفة الهواء، تعمل بكهرباء تأتي من طاقة نظيفة هي الألواح الشمسية. وحمل الملف القطري مشاريع متنوّعة تصل قيمتها الى مئة بليون دولار. بعد أيام من الفوز، الذي رافقه فوز روسيا بمونديال 2018، تفجّرت فضيحة فساد كبرى طاولت اللجنة التنفيذية لـ «فيفا» بأعضائها الـ22. إنها الصورة المعاصرة لكرة القدم، حيث باتت الأموال محرّكاًَ للعبة التي يتسيّدها لاعبون يجرى تبادلهم في بورصات ذات أرقام مليونية. لقد نأى الزمان بوضوح، عن زمن موت فنان الكُرة البرازيلي غارينشيا فقيراً، على رغم صيته كأسطورة في كرة القدم.

> فتنة مذهبية: كان هذا المصطلح مألوفاً في التغطيات الإعلامية لمجموعة من الاضطرابات والحوادث التي امتدت من الخليج العربي الى لبنان. وفي سياقه، ظهر احتجاج واسع على تناقل محطات تلفزيونية محسوبة على أوساط معينة، أوصافاً غير لائقة عن السيّدة عائشة بنت بكر، زوجة الرسول الكريم. واستعمل المصطلح في وصف أحوال رافقت وقف عمل أحد الدعاة في البحرين، وكذلك الحال بالنسبة الى الخلايا التي ألقي القبض عليها في ذلك البلد أيضاً.

> «شهيد الطوارئ»: تردّدت هذه العبارة على أفواه المصريين، إضافة الى اكتساحها صفحات المهتمين بالشأن المصري على «فيسبوك» والمُدوّنات الإلكترونية، في الإشارة الى مصرع الشاب الاسكندري خالد سعيد في أحد أقسام الشرطة في الإسكندرية. ردّت السلطات الرسمية بإعلانها سعيد «شهيد البانجو» مشيرة إلى أنه قضى إثر ابتلاعه سيجارة «ملغّمة» بهذه المادة. وأصرّ مؤيدو سعيد على أنه أُجبر على القيام بهذا الأمر، إثر تعرّضه لتعذيب جسدي شديد، تسمح به قوانين الطوارئ. سبق هذه الحادثة بشهور قليلة، إطلاق المُدوّن الإلكتروني كريم عامر، الذي تحدّث بصوت عالٍ عن معاملة غير إنسانية في السجون التي قضى فيها 4 سنوات بسبب مقالات نشرها في مُدوّنته الإلكترونية على الإنترنت. وبعد أسابيع قليلة، شهدت مصر انتخابات لم «يبتلعها» الإتحاد الأوروبي، كما غصّت الولايات المتحدة بما رافقها من ملابسات لا تتفق مع الشفافية والنزاهة.

> شهود الزور: كلمتان مرادفتان للمحطة التي وصلت إليها أزمة الإنقسام الوطني في لبنان. استخدمهما طرفا الأزمة بما يشير الى علاقتهما مع التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري. واستعملهما رئيس الوزراء سعد الحريري في سياق وصف التوتر الذي سيطر على علاقته سابقاً مع سورية. وتصرّ المعارضة على استخدامهما لمواجهة القرار الظني المرتقب صدوره عن المحكمة الدولية.

> نساء ورئاسة: وصلت 5 نساء الى سُدّة الرئاسة في بلادهن. إذ خطفت البرازيلية ديلما روسيف الأنظار عندما فازت برئاسة البرازيل، خلفاً لسيلفا دي لولا. وحرصت روسيف على تقدير منجزات دي لولا، إذ تنتمي الى حزبه، مع إظهار عزمها على وضع بصمتها الخاصة في الاقتصاد والسياسة. ووصلت روزا أوتنبايوفا الى الرئاسة في قيزغيزستان، في جو عاصف من الاضطرابات الإثنية والاجتماعية. وتسنّمت النساء الرئاسة أيضاً في سويسرا (دوريس ليوثار)، وسان مارينو (أندريا زافيزاني) وكوستاريكا (لورا ميراندا). وتنحت نساء عن الرئاسة الأولى، لعل أبرزهن ميتشيل باشلييه في تشيلي، وغلوريا أوروريا في الفيليبين. واستمر بعضهن في الإمساك بدفة الحكم، على غرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيسة إرلندا ماري ماكاليس.