رفضت القيادة الفلسطينية يوم أمس الخطة التي أعدها وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، والقاضية بإقامة دولة فلسطينية على ’حدود مؤقتة’، ووصف الدكتور صائب عريقات الخطة بأنها ’تعيسة وتافهة’، فيما أعلنت حركة حماس أن الخطة تمثل ’محاولة بائسة’ لإخراج إسرائيل من ورطتها الدولية.

وقال عريقات الموجود خارج مناطق السلطة الفلسطينية بحسب صحيفة ـ القدس العربي ـ ’هذه الخطة تعيسة وتافهة، ونحن نرفضها جملة وتفصلاً’.

وأكد عريقات أن إسرائيل تهدف من وراء مثل هذه الخطط تمرير حملات ’علاقات عامة، تهدف من خلالها إلقاء الكرة في الملعب الفلسطيني’.

الرفض الفلسطيني يأتي بالتزامن مع كشف 1600 وثيقة تشير إلى تقديم السلطة الفلطسينية تنازلات كبيرة لإسرائيل إضافة إلى عدم ممانعتها الاعتراف بيهودية الدولة لكن في السر.

و بحسب صحيفة القدس العربي ذكر مصدر في وزارة الخارجية في تل أبيب أن ليبرمان قام بإعداد خريطة لدولة فلسطينية في ’حدود مؤقتة’ ونقلت صحيفة ’هآرتس’ عن المصدر قوله ان إعداد هذه الخريطة جاء ’تحسبا لاحتمال حدوث اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية المستقلة في شهر أيلول من العام الحالي’.

وذكر ان الخطة جاءت أيضاً اعتقادا من الوزير ليبرمان بأنه يتعين على إسرائيل إطلاق مبادرة سياسية لـ ’التخفيف من الضغوط الدولية الممارسة عليها’.

وأوضح المصدر السياسي أن الخريطة تنطوي على تجميد الوضع القائم على الأرض مع إدخال تعديلات بسيطة عليه.

ووفق المصدر تقوم الخطة على السماح للفلسطينيين بإقامة دولة على 42 بالمئة من أراضي الضفة الغربية، على أساس أن تكون هذه الدولة مقامة على أراضي مناطق اAب و اB’، وفق اتفاقية أوسلو للسلام، حيث تمثل ما مجموعة 42 بالمئة من أراضي الضفة الغربية.

ووفق اتفاقية أوسلو للسلام تصنف أراضي اAب بأنها خاضعة بشكل كامل للسيادة الفلسطينية، في حين تخضع المناطق اBب إدارياً للسلطة، ويظل الكم الأكبر من مساحة الضفة مسجلا تحت مسمى مناطق Cبب التي تخضع للإدارة الإسرائيلية بشكل كامل.

وتقوم الخطة على إضافة مساحة أخرى لهذه الدولة التي وضعها ليبرمان على الورق من خلال جعلها تمتد لـ 50 بالمئة من أراضي الضفة.

ووفق ما كشف المصدر الإسرائيلي فإن الخطة تقوم على أساس إنشاء شبكة طرقات لربط المناطق الفلسطينية المتمثلة في مناطق اAب و اB’، بحيث تجعلها منطقة جغرافية واحدة.

من جهته علق الدكتور عريقات على الخطة بالقول إن إسرائيل ’تريد من ورائها القول انها تطرح الخطة للسلام وان الفلسطينيين يرفضونها’.

وأعاد عريقات تأكيد السلطة على رفضها لأي حل سياسي مع إسرائيل يقوم على أساس القبول بدولة على ’حدود مؤقتة’.

وشدد عريقات على أن إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود العام 1967 ’قادمة لا محالة’، وأن إسرائيل لا تستطيع مهما فعلت أن تغير خارطة الجغرافيا.

وطالب المسؤول الفلسطيني إسرائيل بوقف كامل للاستيطان في الضفة الغربية ومدينة القدس، والالتزام بمتطلبات عملية السلام ’حتى تعود مجدداً عملية المفاوضات المباشرة’.

من جهته قال فوزي برهوم، المتحدث باسم حركة حماس في تصريح صحافي أن حركته تعتبر خطة ليبرمان عبارة عن ’ترحيل وإزاحة أزماتهم الداخلية باتجاه مناكفات سياسية من أجل تقطيع الوقت لصالح الكيان الصهيوني’.

وقال ان الخطة تمثل تأكيدا على ’حالة الحرج الذي يسببه الحراك الدولي في دعم حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967’.