كشف رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي فور إعلان تكليفه أمس، أنه سيجري اليوم الأربعاء زيارات إلى الرؤساء السابقين، وسيجري ابتداءً من غد الخميس استشارات التأليف، آملاً أن ’نشكّل حكومة تكون على مستوى طموحات اللبنانيين’، وقال :أنا واثق بأن الخروج من هذا الوضع الدقيق يتطلب إجراء أمور غير تقليدية، وللمؤسسات دورها الجامع، وكذلك التمسّك باتفاق الطائف. مضيفاً ’أكرّر أن يدي ممدودة للجميع من خلال الحوار لوضع حدّ للتجاوزات، وانطلاقاً من هذا لا أرى مبرراً لرفض فريق سياسي للحوار’، موجّهاً ’دعوة صادقة لتجاوز كل الخلافات والارتقاء بالإرادة الوطنية’ .

في غضون ذلك، ألقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة لمناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين في احتفال أقيم في بعلبك، تناول فيها الأوضاع في المنطقة والمستجدات على الساحة اللبنانية لأن المرحلة دقيقة وحساسة وهي بحاجة إلى تصرف مسؤول وفعل مسؤول وكلام مسؤول.

وذكر نصرالله أن المشروع الأمريكي كان يستهدف تحطيم هوية لبنان عام ،1982 فكان أن خرجت المقاومة الإسلامية من بعلبك. وقال ’نطمح جميعا إلى عبور هذه المرحلة الدقيقة، وقد لجأنا إلى الخيارات الدستورية في مواجهة القرار الظني الذي سيستهدف المقاومة، فكانت الاستقالة من الحكومة، ثم كانت النتيجة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة الجديدة’.

وتابع نحن نتفهم كل المشاعر لأنه كان هناك أعصاب مشدودة وتوتر سياسي وإعلامي ونفسي، لكن معركة الاستشارات النيابية كانت قوية جداً، وقد تدخل فيها كثر من العالم، ومنها نائب الرئيس الأمريكي بايدن الذي اتصل برئيس إحدى الكتل النيابية للتصويت إلى جانب الرئيس الحريري .

وقال: نحن لسنا طلاب سلطة ولا حكومة بل نحن حركة مقاومة نذرنا أنفسنا للدفاع عن البلد وعن كرامة اللبنانيين والعرب، ونريد منكم فقط شيئين، أولاً: ’حلّوا عنا’، فلا تتآمروا علينا ولا تقتلونا ولا تطعنونا بالظهر، وثانيا: اهتموا بالناس واخدموهم خصوصاً في المناطق المحرومة.

وأضاف نصر الله: أكبر كذب وأكبر تزوير هو اتهام ’حزب الله’ بأنه يريد أن يسيطر على الدولة والحكومة وأن يفرض رئيس وزراء وأن يمسك بالبلد. نحن دعمنا ترشيح الرئيس نجيب ميقاتي وندعوه إلى تشكيل حكومة شراكة وطنية وحكومة إنقاذ وطني، واللبنانيون اليوم أمام فرصة حقيقية للمّ الشمل، لا غالب ولا مغلوب، فتعالوا نلتقِ في إطار حكومة واحدة.

وكرر نصر الله تأكيده أن هناك تحولات كبرى ستحصل في المنطقة وهناك خطر ’إسرائيلي’، والشعب الفلسطيني والمقدسات في أعلى درجات الخطر، ولأننا نقرأ ما يجري في المنطقة، ومن 2005 أنتم ذهبتم إلى واشنطن وقدمتم التزامات ومن حينها وأنتم تتآمرون على المقاومة’، متهماً ’طاولة الحوار بالتآمر لنزع سلاح المقاومة لنستسلم، واليوم يأتي مشروع المحكمة الدولية وسيفشل’، ملمحاً إلى أن ’بعض أوساط المعارضة تتهمنا بعدم الرغبة بالوصول إلى السلطة’، وقال ’أكبر تزوير هو اتهامنا بالوصول إلى السلطة’.

ودعا نصر الله ميقاتي إلى ’تشكيل حكومة إنقاذ وطني’، وقال ’لا غالب ولا مغلوب وتعالوا نتعاون ونلتق في إطار حكومة واحدة، وأي رفض لدخول الحكومة يعني أن السلطة لطرف واحد’، مشدداً على أن ’الأمر يتوقف على اللبنانيين، لأنه إذا لم نعط ميقاتي فرصة النجاح فإلى أين تريدون أخذ البلد’، وقال ’العالم مش فاضي لكم، الكل عنده هموم كثيرة’.

جنبلاط :الشارع سلاح قاتل

وفي ردود الفعل على عمليات التخريب التي حدثت أمس في طرابلس، أبدى رئيس ’جبهة النضال الوطني’ النائب وليد جنبلاط استياءه مما حصل من تحركات في الشارع، معتبراً أنها تناقض ما سبق ونادى به الحريري لناحية الاحتكام للمؤسسات والدستور والقبول بنتائج اللعبة الديمقراطية ورفض لغة الشارع .

واعتبر جنبلاط ألا فائدة من هذه التحركات، واستبعد أن تؤثر في الجولة الثانية من الاستشارات، ولفت إلى أنه لدى الحريري مسؤولية وقف ما يحصل، والتوجه إلى أنصاره للقبول بنتائج اللعبة الديمقراطية . ودعا للدخول في محاولة إنتاج حكومة إنقاذية جديدة تحمي البلد، مؤكداً ألا أحد يريد إلغاء أحد ولا أحد يستطيع إلغاء أحد . وقال ’الشارع سلاح قاتل’.

كما استنكر رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون الاعتداء على الإعلاميين، لافتاً إلى أن الكاميرات تنقل ما يقوم به المتظاهرون وإذا كانوا يخجلون من تصوير ذلك فلا يقوموا به .

وكانت شوارع بيروت وعاصمة الشمال طرابلس شهدت أمس تحركات سميت ’بيوم الغضب المستقبلي’ احتجاجاً على تكليف نجيب ميقاتي عوضاً عن سعد الحريري لتشكيل الحكومة اللبنانية