استعاد المتظاهرون المعارضون للرئيس المصري حسني مبارك السيطرة على ميدان التحرير بعد مواجهات عنيفة مع مجموعات من مؤيدي مبارك دخلت الميدان بأسلحة بيضاء وعصي، في حين أعلنت مصادر طبية رسمية عن مقتل شخص قالت إنه مجند وإصابة 403 في المواجهات.

وقال شهود إن المتظاهرين سيطروا على أغلب مداخل ميدان التحرير، مؤكدين أنهم لن يغادروه حتى تتحقق مطالبهم بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك، رافضين دعوات من الجيش عبر مكبرات الصوت لإخلاء الميدان فورا.

ونقل التلفزيون المصري عن وزارة الصحة قولها إن 403 أصيبوا بجروح وقتل مجند في القوات المسلحة في تلك الاشتباكات.

وسقط قتيلان على الأقل وعدد من الجرحى في هجوم بالرصاص الحي نفذه من وصفوا بأنهم مناصرون لمبارك فجر اليوم على جموع المتظاهرين في ميدان التحرير.

وأفاد شهود عيان تحدثوا للجزيرة بأن إطلاق النار ما زال متواصلا من جهة المتحف الوطني وميدان عبد المنعم رياض، وأن سيارات الإسعاف دخلت إلى الميدان لنقل المصابين إلى المستشفيات.

وقد استمرت الهجمات طوال ساعات الليل، واستخدم المهاجمون القنابل الحارقة، مما أدى إلى احتراق سيارتين إحداهما للجيش قرب المتحف المصري، بعد أنباء عن استعداد لهجوم على الميدان.

وكان ثلاثة أشخاص قد قتلوا وجرح 1500 آخرون في المواجهات الدائرة بين المتظاهرين المؤيدين والمعارضين للرئيس مبارك في ميدان التحرير.

وقد طالب المحتجون في ميدان التحرير بإمدادات طبية لإسعاف الجرحى.

وتبادل المؤيدون لمبارك والمعارضون له التراشق بقنابل حارقة والحجارة في أحد مداخل ميدان التحرير، بعد ساعات من محاولات مؤيدين للرئيس المصري طرد المحتجين من أكبر ميادين العاصمة المصرية.

وسبب التراشق اشتعال النار في سيارتين في وقت متأخر من الليل قرب المتحف المصري، إحداهما لقوات الجيش المنتشرة في المنطقة لكنها تلزم الحياد خلال الاشتباكات.

وألقى مؤيدون لمبارك القنابل الحارقة والحجارة من فوق ’كوبري أكتوبر’ على المحتجين الذين بادلوهم القذف دفاعا عن مواقعهم في الميدان، الذي اتخذوه قبلة لاحتجاجات الغضب التي بدؤوها في 25 كانون الثاني الماضي.

وكانت انباء ترددت أمس أن حريقاً اشتعل قرب المتحف المصري بسبب قنابل المولوتوف التي ألقاها ’بلطجية’ الحزب الوطني الذين تم القبض على بعضهم، واتضح أنهم من أمناء الشرطة والمباحث.

وقال مدير المواقع الأثرية في مصر -خلال اتصال هاتفي مع الجزيرة- إن الهجوم الذي يتعرض له المتحف الوطني في مصر ’دعمه النظام’، مضيفا أن منطقة سقارة الأثرية تتعرض للنهب، وأن الحراسة محدودة.

في المقابل ذكرت مصادر أن مديرا سابقا في مكتب الرئيس مبارك قال إن هناك خطة موضوعة لتفريق المتظاهرين بأي ثمن، والمنفذون لها من الأمن. في حين نقل عن مسؤول أميركي قوله إن شخصا مواليا لمبارك أطلق قوات مؤيدة له لترويع المحتجين.

وقد شهدت أحياء القاهرة تشديدا في فرض حظر التجول على عكس الأيام الماضية، وذلك لمنع المحتجين من الانضمام إلى زملائهم في ميدان التحرير، علما بأن حظر التجول في الأيام السابقة كان شكليا إلى حد كبير.

وأدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان ما وصفته بالاعتداءات على المتظاهرين المعارضين في ميدان التحرير.

وطالبت المنظمة في بيان السلطات المصرية بالتحرك الفوري لحقن دماء المواطنين ووقف الانزلاق إلى مذابح دامية.

وفي تعليقه على هذه الأحداث، نقلت رويترز عن رئيس الجمعية الوطنية للتغيير محمد البرادعي اتهامه الحكومة باستخدام ’أساليب ترويع’ ضد المتظاهرين.

وحملت الشبكة الدولية للحقوق والتنمية مبارك مسؤولية الدماء التي تسيل، وتعهدت بمقاضاته.

وكان مبارك قد أعلن الثلاثاء -في خطاب له- أنه لن يترشح لفترة رئاسية سادسة في الانتخابات المتوقعة في أيلول المقبل، كما دعا إلى تغيير المادتين 76 و77 من الدستور المصري الخاصتين بشروط الترشح للرئاسة وتحديد مدتها.