بعد أسبوع من المواجهات الدامية بين قوات الأمن اليمني وأنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، من جهة، ومتظاهرين يطالبون بإسقاط النظام من جهة أخرى، أطلت الفوضى برأسها في اليمن، حيث سقط في هذه المواجهات العديد من القتلى والجرحى في العاصمة صنعاء، عدن، تعز وحضرموت، في وقت تؤكد فيه صنعاء أنها تسيطر على الأوضاع في البلاد، وأنها لن تسمح بانزلاقها إلى مربع الفوضى، وقال الرئيس علي عبدالله صالح إن أجندة خارجية تقف وراء الأحداث التي تشهدها البلاد، في حين انسحب 10 نواب من الحزب الحاكم احتجاجاً على المواجهات الدامية في البلاد .

وقال الرئيس صالح في كلمة ألقاها في المؤتمر التأسيسي لمنظمات المجتمع المدني الذي عقد في صنعاء، إن ’هناك أجندة خارجية ومؤامرة ضد اليمن وأمنه واستقراره’، ووصف الأحداث التي تعيشها البلاد بأنها ’أعمال تخريبية’، وقال ’هذا عمل تخريبي وراءه أجندة خفية ومتآمرون فشلت مشاريعهم، فقد فشل مشروعهم في عام 1994 وبقيت آثاره ناراً تحت الرماد، والآن جاءت حمى الفوضى والضنك عبر القنوات الفضائية، وبدأوا يتحركون ويتبنون أعمال التخريب ويدفعون بعناصرهم التخريبية المأجورة لقطع الطرق في عدة مناطق، ويحركون مسلحين إلى المنصورة وإلى الشيخ عثمان، وبدأوا يكسرون داخل مدينة عدن لصالح من يسعون الوصول إلى السلطة عن طريق العنف والتخريب’.

من جهته، أسف مجلس النواب في بيان لسقوط ضحايا وتدمير بعض الممتلكات الخاصة، كما عبر عن رفضه المطلق لتلك الأفعال والأعمال الخارجة على القانون وأي أفعال تؤدي إلى إقلاق السكينة العامة والإخلال بأمن واستقرار الوطن . وأعلن عشرة نواب من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم عزمهم الانسحاب من كتلة الحزب الحاكم وتشكيل كتلة مستقلة والتقدم بمبادرة تحمي البلد من الانهيار، ومن أبرز النواب عبدالعزيز جباري، عبدالكريم الأسلمي وعبدة بشر .

في الأثناء، أعلن حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) انحيازه للشارع المطالب بإسقاط النظام، وقال الأمين العام للحزب محسن بن فريد في مؤتمر صحافي بعدن إن الحزب يؤيد بشكل كامل ومطلق الدعوات الاحتجاجية بإسقاط النظام الحاكم في اليمن، مطالبا الرئيس صالح بتسليم السلطة حقناً للدماء . كما أكد نزول جميع قياداته وفي جميع المحافظات إلى الشارع حتى يتم إسقاط حكم الرئيس صالح، وهذا أول موقف لحزب معارض يتبنى الانحياز إلى الشارع .

تزامن ذلك، مع استمرار تدهور الأوضاع في محافظة عدن، بعدما انسحبت قوات الشرطة من شوارع المدينة وحلت محلها قوات الجيش التي نشرت العشرات من الدبابات على مداخل المدينة والميادين الرئيسية فيها . وقال سكان إن المدينة أصبحت مشلولة بعد أن أغلقت المرافق والمؤسسات الحكومية أبوابها، بخاصة بعد أن تم إحراق العديد من مراكز الشرطة ومرافق حكومية عدة، كما حاصر موظفو هذه المرافق والمؤسسات قياداتها مطالبين بتقديمهم للمحاكمة بتهمة الفساد .

وفي العاصمة صنعاء أكدت مصادر في ’حركة شباب 3 فبراير’ الطلابية أن طالباً قتل وجرح تسعة آخرون في أعنف اشتباكات تقع بين الطلاب ومسلحين يرتدون زياً مدنياً في ساحة جامعة صنعاء الجديدة وشارع العدل .

وأشارت المصادر إلى أن أشخاصاً يحملون أسلحة نارية أطلقوا النار في الهواء بعد أن سيطر الطلاب على ساحة الجامعة عقب صدامات بالأحجار والعصي ومطاردة الموالين للرئيس صالح حتى ساحة الزراعة، فيما أغلقت المحال التجارية بجوار جامعة صنعاء أبوابها خلال الصدامات. وندد عشرات الصحافيين أمس في صنعاء بالاعتداءات التي استهدفت الصحافيين المحليين ومراسلي وسائل الإعلام الخارحية في العاصمة اليمنية خلال الأيام الماضية وحملوا السلطة مسؤولية هذه الاعتداءات .