نستطيع ان نقول ان هناك ثلاثة عوامل تحدد مقدار رضا الشعوب عن الانظمة الحاكمة لها , وبمقدار توفر هذه العوامل الثلاثة
http://www.souriaalghad.net/index.php?inc=show_menu&dir_id=42&id=27241
نستطيع ان نقول ان هناك ثلاثة عوامل تحدد مقدار رضا الشعوب عن الانظمة الحاكمة لها , وبمقدار توفر هذه العوامل الثلاثة
http://www.souriaalghad.net/index.php?inc=show_menu&dir_id=42&id=27241
الكاتب : ظافر الجنابي
حين نقارن بين احداث تاريخية , لاينبغي ان يغيب عن البال اختلاف الظروف والاحوال المحيطة بكل حدث تاريخي , والتي تفسر لنا اذا ما احسنا فهمها المسار الذي اتخذته الاحداث في كل حالة.
مانراه امامنا هذه الايام هي احداث تاريخية غير مسبوقة , نحن نشاهد التاريخ يصنع امام اعينا في ايام قليلة , وما حصل في تونس ومصر , وما يحصل في اماكن اخرى هي صفحات كانت تنقص تاريخنا , صفحات يحق لنا ان نفخر بها , وينبغي علينا ان نسجلها كملاحم خالدة تلهم الاجيال معاني الحرية والتضحية والثورة والارادة الشعبية .
لكن في كل الاحوال لاينبغي – في مقام التحليل – ان ننساق مع العواطف المجردة , دون محاولة التفكير الهاديء الذي يحلل الاحداث ويقارن بينها ويحاول التوصل الى نتائج و معطيات تساعدنا على محاولة فهم ما يجري من احداث تبدو احيانا عصية على الفهم , او على الاقل يصعب على التفكير ملاحقتها وفهمها بسبب تلاحقها وسرعتها .
نستطيع ان نقول ان هناك ثلاثة عوامل تحدد مقدار رضا الشعوب عن الانظمة الحاكمة لها , وبمقدار توفر هذه العوامل الثلاثة , بامكاننا ان نحدد مقدار رضا الشعوب و امكانية ثورتها .
هذه العوامل الثلاثة نستطيع ان نحددها بما يلي :
العامل الاول : هو مقدار الحريات والتمثيل السياسي الذي تمنحه الانظمة لشعوبها .
العامل الثاني : هو العدالة الاجتماعية بين الطبقات المختلفة من الشعب , ومقدار تمتع جميع الافراد بالحد الادنى المطلوب للحياة الكريمة , ويلحق به مقدار التهميش الذي تتعرض له فئات اجتماعية محددة على اساس عمري او جغرافي او اثني .
العامل الثالث : مقدار استجابة النظام الحاكم لتطلعات الشعوب المتعلقة بالكرامة الجمعية والقيم العليا للشعوب .
وبمقدار استجابة الانظمة الحاكمة لهذه العوامل الثلاث , يتحدد مقدار رضا شعب عن النظام الحاكم له , وامكانية ثورته لتغيير النظام , فاذا طبقنا هذه العوامل الثلاث على نظام مبارك مثلا , سنجد انه كان فاشلا على المستويات الثلاث , وهذا واضح من خلال احداث بارزة , توضح لنا هذا الفشل مثل تزوير انتخابات مجلس الشعب الذي يوضح الفشل على مستوى الحريات والتمثيل السياسي , وازمة الخبز على مستوى العدالة الاجتماعية , وتعامل نظام مبارك مع غزة في اطار فشله في الاستجابة لتطلعات الشعب المتعلقة بالكرامة الجمعية والقيم العليا , لذلك كان من المحتم ان يسقط هذا النظام ان لم يكن اليوم , ففي فترة لاحقة .
امر اخر نلاحظه في ثورتي مصر و تونس هو التلاحم الوطني والتجانس بين مختلف الفئات والطوائف المكونة للشعب , وهذا التجانس لايتعلق فقط بعدم وجود اختلافات طائفية – كما في حالة تونس – مثلا , ولكنه يتعلق بمقدار تجاوز هذه الاختلافات , وعدم التوقف عندها في سبيل غاية وطنية اكبر رغم ان هذا لا يعني ان هذه الاختلافات والفوارق لايمكن ان تتفجر في مرحلة قادمة .
في الحالة التونسية مثلا , نجد ان تونس هي بلد متجانس تماما من الناحية العرقية والطائفية مع غالبية عظمى عربية مسلمة سنية على المذهب المالكي , ولكن حتى هذا لاينفي امكانية حدوث انشقاقات على اسس ايدلوجية بين الاسلاميين والعلمانيين , كما حصل قبل ذلك في الجزائر التي تشارك مصر في صفة التجانس العرقي والطائفي , والتي حصلت فيها اسوأ المذابح بين اسلاميين وعلمانيين , وفي مصر مع غالبية عربية مسلمة سنية واقلية قبطية تم تجاوز هذا الانقسام , كما تم تجاوز الانقسام الايدلوجي ليكتب لنا ملحمة تاريخية تثير الاعجاب .
اذا الاختلاف الطائفي والاثني والايدلوجي يفرق بيننا بمقدار ما نعلق عليه من اهمية , وبمقدار ما نركز عليه , وتقل اهميته حين نتجاوزه في سبيل غاية اكبر تتعلق بانتماء اوسع واشمل .
اذا مضينا مع محاولة ملاحظة الانقسامات في دول اخرى تشهد انتفاضات , نجد ان ليبيا مثلا هو بلد متجانس تماما من النواحي العرقية والطائفية وربما حتى الايدلوجية , لذلك هناك فرصة كبيرة للنجاح , والاختلاف الذي يخشى عليه في الحالة الليبية هو اختلاف على اسس عشائرية او مناطقية ربما .
في اليمن , ورغم الانقسام بين السنة في الجنوب والشيعة الزيدية في الشمال , فان هذا الانقسام تم تجاوزه فيما يبدو , لاننا نلاحظ الاحتجاجات في الجنوب والشمال , في صنعاء وعدن , لذلك هناك فرصة لا بأس بها في ان تحقق هذه الاحتجاجات هدفها في اسقاط النظام.
في البحرين نجد ان هناك انقسام طائفي , ونجد ان المحتجين ينتمون بشكا اساسي الى الطائفة الشيعية , لذلك فان نجاح هذه الاحتجاجات في تحقيق اهدافها , سيبدو كانه انتصار لطائفة على اخرى , وهذا ما يقلل من حظوظ هذه الحركة في النجاح .
حالة البحرين تشبه الى حد ما الحالة العراقية , فعقب هزيمة نظام صدام في الكويت عام 1991 , اندلعت في العراق انتفاضة شملت معظم المحافظات العراقية , ولكن هذه الانتفاضة رفعت شعارات طائفية ما ادى الى اثارة مخاوف السنة ودفعهم الى الوقوف الى جانب نظام صدام , الامر الذي ادى الى انقاذ هذا النظام وبقائه لسنوات اخرى , مع ملاحظة ان الاحتجاجات في البحرين لاترفع اي شعارات طائفية .
العلاقة بين الشعوب والانظمة علاقة معقدة , وهي الان دخلت مرحلة جديدة شبت فيها الشعوب عن الطوق , وخرج المارد من قمقمه , ما يفرض وجود قواعد جديدة تحكم هذه العلاقة , لعل ابرز ملامحها وجوب مبادرة الانظمة الى العمل على محاولة الاستجابة لحاجات الشعوب وتطلعاتها , وادراكها ان القبضة الامنية لم تعد كافية في الحفاظ على الانظمة وضمان استمرارها .
بقلم تييري ميسان
تييري ميسان: أهمّ خبير جغرافيا سياسية على الإنترنت عالمياً
البنتاغون يُدبّر انتصار اوكرانيا في مُسابقة الأُغنية الأوروبية لعام ٢٠٢٢
موقع شبكة فولتير الإلكتروني يقاوم!
بقلم أمير سعيد إيرواني, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم سيرج مارشان,تييري ميسان, شبكة فولتير
بقلم أمير سعيد إيرواني, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم البابا فرنسيس, شبكة فولتير
شبكة فولتير
بقلم تييري ميسان, شبكة فولتير