تصاعدت المطالب بفرض حظر جوي على ليبيا لمنع قدوم المزيد من المرتزقة، ولحماية المدنيين من الضربات الجوية للنظام، في حين نفذت كتائب تابعة ’للعقيد’ معمر القذافي حملة اعتقالات للمناوئين له في طرابلس، وفي البريقة (غرب بنغازي) تمكن الثوار من استعادة السيطرة على المدينة بعد معارك كر وفر.

وأطل القذافي، يوم أمس، مجدداً ليعلن خلال احتفال أقيم في طرابلس لمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لإعلان قيام ’سلطة الشعب’، رفضه التنحي عن السلطة، حيث إن الشعب هو المسؤول عن السلطة، وإن النظام الليبي هو نظام ’سلطة الشعب’ وليس نظام رئيس أو حكومة أو حزب، نافياً وجود تظاهرات في ليبيا، غير تلك المؤيدة له.

وألقى القذافي مسؤولية ما حدث في ليبيا على ما وصفه بأنه ’خلايا صغيرة نائمة تتبع لتنظيم القاعدة’.

وقال إنه مستعد لبحث تغيير دستوري وقانوني من دون اللجوء إلى السلاح أو الفوضى، وأنه مستعد حتى للتحدث مع ’القاعدة’.

وحذر القذافي من أنه إذا دخلت الولايات المتحدة أو قوى أجنبية ليبيا فستواجه حربا دامية، متحدثاً عن مؤامرة لـ السيطرة على النفط الليبي و’استعمار ليبيا’.

كما هدد باستبدال شركات النفط الغربية العاملة في ليبيا، والتي سحبت عمالها بسبب أعمال العنف التي تشهدها البلاد، بشركات صينية وهندية.

من جهته، توقع ابن القذافي، سيف الإسلام، أن يقضي النظام على الثورة في بلاده ’في غضون يومين’. وقال سيف الإسلام، في مقابلة مع صحيفة ـ لو فيغاروـ الفرنسية، ’صحيح أن هناك اضطرابات في شرق البلاد... لقد لقي مئات قليلة من الأشخاص حتفهم هناك. وخلال يومين، سيعود كل شيء كما كان’.

هذا وتصاعدت الدعوات لفرض حظر جوي على ليبيا،وحول هذا الموضوع أكد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس تصاعد الأصوات المطالبة بفرض حظر جوي على ليبيا، غير أنه أوضح أن تطبيق هذا الأمر يقتضي أولا تنفيذ ضربة عسكرية ضد دفاعات ليبيا الأرضية.

من جهتها استبعدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إقامة منطقة حظر طيران فوق الأجواء الليبية قريبا.

وقالت كلينتون في جلسة عقدها مجلس الشيوخ ’أعتقد أننا بعيدون عن اتخاذ ذلك القرار’، مرجحة استخدام موارد عسكرية أميركية لدعم عملية نقل المعدات والإمدادات إلى المناطق التي تحتاجها.

غير أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي جون كيري قال إن فرض حظر للطيران ليس أمرا بعيدا، قائلا ’علينا أن نكون مستعدين لفرضه بحسب الضرورة’.

وأضاف في كلمته أثناء الجلسة أن على المجتمع الدولي أن يكون مستعدا لفرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا لمنع الهجمات التي يشنها الزعيم الليبي معمر القذافي على المدنيين.

وكان المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار في ليبيا ويرأسه وزير العدل السابق مصطفى عبد الجليل، قد دعا المجتمع الدولي إلى توجيه ضربات جوية إلى ما سماه قوات المرتزقة التي تعمل إلى جانب قوات القذافي