رفضت الرئاسة اليمنية مطلب المعارضة القاضي بإعلان الرئيس علي عبدالله صالح جدولاً زمنياً لتنحيه خلال عام، معتبرة ذلك ’انقلاباً على الدستور والديمقراطية’.

كما جددت الرئاسة التأكيد على التزام صالح الثابت بعدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر أن تشهدها البلاد في شهر أيلول ،2013 في وقت أجل فيه علماء الدين مؤتمراً صحافياً كان من المقرر عقده، أمس السبت، في منزل الشيخ عبدالمجيد الزنداني لإطلاع الرأي العام على النتائج التي توصلوا إليها في اللقاء الذي جمعهم بالرئيس صالح بشأن مبادرة المعارضة بتنحيه عن السلطة .

وأوضح مصدر مسؤول في مكتب رئاسة الجمهورية أن النقاط الخمس التي قدمتها المعارضة يكتنفها الغموض والالتباس، خاصة النقطة الرابعة التي تطالب بتنحي الرئيس خلال عام .

وأشار إلى أن هذه النقطة تتناقض تماماً مع مطلب آخر يطالب بانتقال سلمي وسلس للسلطة بالاستناد على ما التزم به الرئيس بخصوص عدم التمديد وعدم التوريث وعدم ترشيخ نفسه في الانتخابات القادمة، وأكد المصدر بحسب صحيفة ـ الخليج ـ الإماراتية ـ أن تلك التفسيرات المتعسفة تمثل عملية انقلابية مكشوفة على الديمقراطية والشرعية الدستورية’، مؤكداً أن الدستور هو مرجعية الجميع حاكماً ومحكومين، وأن أية محاولة للخروج عن الدستور أمر لا يمكن القبول به لما ينطوي عليه ذلك من مجازفة خطرة تهدد أمن وسلامة الوطن، وتمثل تدميراً لعمل المؤسسات الدستورية، وتجاوزاً لإرادة الشعب المالك الحقيقي للسلطة والتي يقررها عبر صناديق الاقتراع .

واعتبر المصدر أن الانتقال السلمي والسلس للسلطة لا يتم عبر الفوضى وإنما عبر الاحتكام لإرادة الشعب المعبر عنها من خلال الانتخابات ليختار من يريد حاكماً له بعيداً عن أي أعمال عنف أو شغب أو تدمير، مجدداً التأكيد على موقف الرئيس صالح بشأن عدم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة وعدم التوريث وتمسكه بما ورد في مبادرة علماء اليمن ذات النقاط الثماني .

من جهة ثانية، تزايدت الضغوط على النظام بعد إعلان العديد من قيادات الدولة والحزب الحاكم انسحابهم احتجاجاً على طريقة تعامل السلطة مع المعتصمين المطالبين بإسقاط النظام، حيث أعلن يوم أمس نائب وزير الشباب والرياضة حاشد الأحمر استقالته من منصبه، كما انضم إلى المستقيلين من حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم كل من النائب البرلماني علي العمراني، وهو إحدى الشخصيات القبلية المؤثرة في محافظة البيضاء، حيث طالب النظام بإعادة الأموال التي نهبها طوال 33 عاماً من الحكم، وإعادتها إلى خزينة الدولة، قائلاً في خطاب ألقاه أمام الشباب المعتصمين أمام جامعة صنعاء إن: ’من احتكر الحكم طوال هذه الفترة الطويلة، ظن أنه احتكر الحكمة والخبرة والقدرة، ونقول له الآن حان الوقت للتغيير المنشود، ويكفي ما سفك من دماء اليمنيين طوال خمسين عاماً’، كما تمنى أن ’ينضم الرئيس صالح إلى قائمة الرؤساء السابقين’،

إلى جانب ذلك أعلن في العاصمة صنعاء عن تشكيل الشباب لثورتهم تحت اسم ’ائتلاف شباب اليمن الحر’، وأكد بيان صادر عن الائتلاف أن ’الائتلاف الجديد يرتكز على القيم السلمية والحفاظ على استقلالية ثورة الشباب عن الحزبية الضيقة، متعهدين بحماية ثورة الشباب والوحدة الوطنية وبناء مجتمع العدالة والمساواة والتنمية الشاملة، وذلك في إطار عدد من الأهداف أبرزها إسقاط النظام الحالي سلمياً، والحفاظ على مسار ثورة الشباب بعيداً عن الحزبية، وإقامة دولة مدنية ذات نظام برلماني وصياغة عقد اجتماعي ’دستور’ يستوعب آمال وتطلعات اليمنيين ويحدد هوية النظام السياسي ويضع القواعد الرئيسة ليحقق أهدافه ويضمن الاستقلال التام للقضاء والفصل بين السلطات’.

في أثناء ذلك ابتكر أهالي مدينة تريم أسلوباً جديداً لإسقاط النظام، حيث قرروا بعد أسبوع كامل من الاحتجاجات الغاضبة التي نفذها الآلاف منهم للمطالبة برحيل الرئيس صالح، اللجوء إلى وسيلة ضغط أخرى تتمثل في إعلانهم امتناعهم عن تسديد فواتير الماء والكهرباء حتى يسقط النظام .