في أخطر تطور سياسي وعسكري تشهده منطقة الخليج العربي منذ الاجتياح العراقي للكويت ، قامت الحكومة السعودية أمس بإرسال قوات عسكرية إلى مملكة البحرين.

وقال مصدر رسمي سعودي ان نحو ألف جندي سعودي دخلوا البحرين في ساعة مبكرة من يوم أمس الاثنين لحماية المنشآت الحكومية بعد الاضطرابات الأخيرة.

واكد مجلس الوزراء السعودي الاثنين انه تجاوب مع ’طلب البحرين الدعم’ في مواجهة تهديد امنها، وفي اعقاب جلسة لمجلس الوزراء برئاسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، اعلن وزير الاعلام عبدالعزيز خوجة ان المجلس اكد مجددا على ان دول مجلس التعاون الخليجي ’ستواجه بحزم واصرار كل من تسول له نفسه القيام باثارة النعرات الطائفية او بث الفرقة بين ابناء المجلس ودوله او تهديد امنه ومصالحه’.

واعتبر مجلس الوزراء أن ’اي اضرار بأمن دولة من دول (مجلس التعاون يعد اضرارا بأمن جميع دوله) .. وفي هذا الاطار أكد مجلس الوزراء تجاوبه مع طلب البحرين الدعم في هذا الشأن’.

من جهتها اعتبرت المعارضة البحرينية على اختلاف أطيافها وتشكيلاتها أن الدخول السعودي حرباً غير معلنة من قبل جيش احتلال، وطالبت الأمم المتحدة بتوفير حماية للمدنيين البحرينيين المهددين.

وفي أول تعليق على ذلك أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أمس أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ’تدخل السعودية في البحرين’.وقال صالحي ’إيران لن تقف مكتوفة الأيدي في حال أي تدخل سعودي لإبادة الشيعة في البحرين’، داعيا الحكومة البحرينية لعدم التعامل بعنف مع المحتجين.

وفي تحوّل مثير للموقف الاميركي الذي كان حتى الأمس يدفع الملك في اتجاه الحوار مع المعارضة والاستجابة لمطالبها، أعلنت واشنطن انها أبلغت مسبقاً بالخطوة السعودية ـ الاماراتية وهي لا تعتبرها غزواً من بلد آخر.

واعربت عن املها في الا تؤدي تلك الخطوة الى تعطيل الحوار الداخلي المنشود في البحرين بل الى تسريعه.

ودعا البيت الأبيض الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي إلى ’احترام حقوق’ سكان البحرين.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية تومي فيتور ’نحض شركاءنا في مجلس التعاون الخليجي على ضبط النفس واحترام حقوق البحرينيين والتحرك في شكل يدعم الحوار بدل تعطيله’.

ان يلجأ الى المزيد من التشدد والشروع في اعلان حالة الطوارئ ومنع التجول وبالتالي حظر الاحتجاجات الشعبية التي كانت ولا تزال ورقة الضغط الوحيدة في يد المعارضين.

من جانبه اعلن وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان امس في باريس ان بلاده ارسلت حوالي 500 شرطي الى البحرين لمساعدة سلطات المملكة على اعادة النظام.

وقال الشيخ عبدالله قبل لقائه مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، ’لقد طلبت منا حكومة البحرين ايجاد وسيلة لمساعدتها في نزع فتيل التوتر في البحرين’.

وشلت الحياة في العاصمة البحرينية بشكل شبه تام امس، مع التزام واسع بالاضراب العام الذي دعت اليه النقابات، فيما قام ناشطون معارضون للحكومة باغلاق معظم الطرق المؤدية الى وسط المنامة.

واسفرت المواجهات عن مقتل سبعة أشخاص واصابة العشرات في بداية التحرك. واصيب المئات بسبب القاء الشرطة الغاز المسيل للدموع على المحتجين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.

يأتي ذلك فيما تدور انباء حول انقسام حاد يسود العائلة الحاكمة في البحرين ما بين مؤيد ومعارض لهذا التدخل العسكري، خاصة ان ولي العهد الامير سلمان بن حمد آل خليفة وعد بتنفيذ جميع مطالب المعارضة، رافضا اي تدخل عسكري خارجي لحل الازمة، فيما يفضل جناح اخر بقيادة رئيس الوزراء ورئيس الديوان الملكي خالد بن احمد اللذين يفضلان حل الامور في المملكة بـ’القبضة الحديدية’ حسبما ترى مصادر بحرينية.