المعلومات القادمة من العاصمة البحرينية تؤكد أن الثورة البحرينية دخلت في مجال جديد، حيث شكلت قوات درع الجزيرة حاجزا سياسيا فرض استقطابا في الحدث داخل المنامة وشطل تداعيات سياسية على المستوى الإقليمي على الأخص ما بين طهران والرياض.

وحسب الوكالات فإن ثلاث أشخاص قتلوا وجرح العشرات في البحرين صباح الاربعاء في عملية امنية لفض اعتصام دوار اللؤلؤة وسط العاصمة المنامة من آلاف المحتجين الذين كانوا يعتصمون فيه منذ عدة أسابيع.

كما اعلنت زارة الداخلية ان شرطيا ثانيا دهس امس الثلاثاء من قبل متظاهرين في جزيرة سترة جنوب المنامة، توفي متاثرا بجراحه. ووصلت قوات الامن الى الدوار الذي يقع بالقرب من مرفأ البحرين المالي على متن حافلات وناقلات اشخاص مدرعة، وهاجم رجالها المحتجين المعتصمين في الدوار حيث احرقوا الخيام التي كانوا يستخدمونها واستخدموا الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

وقالت وكالة رويترز للأنباء إن المحتجين هربوا من الدوار بسياراتهم الخاصة متجهين الى ضواحي المنامة والقرى المحيطة بها. ورد المحتجون على هجوم الشرطة بالقاء القنابل الحارقة، وشوهدت اعمدة الدخان ترتفع فوق الميدان. كما حلقت الطائرات العمودية في سماء الميدان، وشوهدت الدبابات وهي تتجه الى المكان، بينما ذكرت بعض التقارير إن الجيش استخدم الجرافات لـ"تطهير" المنطقة وازالة نقاط التفتيش التي اقامها المحتجون.

وسيطرت القوات على محيط دوار اللؤلؤة بعد نحو ساعة من بدء عملياتها، واتجهت بعد ذلك لـ "تطهير" مرفأ البحرين المالي (حي المال والاعمال في العاصمة المنامة) من المحتجين. وقال مراسل لوكالة الانباء الفرنسية إنه سمع اصوات اطلاق نار في شوارع الحي الفرعية، ولكن لم يبد المحتجون الذين سيطروا على الحي يوم الاحد اية مقاومة تذكر.

وقال الشيخ علي سلمان، الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية المعارضة، "إن الحكومة تتصرف مثل الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يستخدم القسوة المفرطة ضد ابناء شعبه". داعيا المحتجين إلى عدم التصدي لقوات الامن.

واعلنت حالة الطوارئ في البحرين الثلاثاء لمدة ثلاثة اشهر، فيما استدعت المنامة سفيرها لدى طهران احتجاجا على موقفها من ارسال قوات خليجية الى البحرين. بينما حثت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الجهات المتصارعة في البحرين الى توخي الهدوء وضبط النفس.

واعلن وزير الداخلية عزم السلطات على "فض كل المخالفات التي اطلقت شرارة الفتنة" فيما بدأت الشرطة فتح الطرقات التي يغلقها المحتجون المطالبون باسقاط الحكومة بحسب مصدر امني.

وغداة وصول القوات الخليجية السعودية والاماراتية الى البحرين للمساعدة في ارساء الاستقرار، اعلن ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة حالة "السلامة الوطنية"، اي الطوارئ لمدة ثلاثة اشهر، بحسب مرسوم مكلي نشرته وكالة انباء البحرين.

وتشهد البحرين منذ 14 فبراير شباط حركة احتجاجية مطالبة باسقاط الحكومة والاصلاح السياسي، فيما تدعو الاصوات الاكثر تشددا بين المحتجين الى اسقاط النظام. ويقول بعض المحللين السياسيين إن القرار السعودي بالتدخل العسكري في البحرين يعني ان الاسرة الحاكمة في المنامة قد تجاهلت المناشدات الامريكية بالتحاور مع المحتجين.