حذرت المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان من المساس بأمن البلاد، وقالت إن ما تشهده سوريا هو مشروع فتنة، مشيرة إلى خطبة الشيخ يوسف القرضاوي الأخيرة التي وصفتها بأنها مثيرة للفتن . وقالت شعبان خلال لقاء مع إعلاميين، أمس، ’الآن الصورة واضحة أمامنا، ما هو موجود في سوريا هو مشروع فتنة للنيل من عزة سوريا ومكانتها ووحدتها وقوتها ومواقفها’ .

وأعربت عن أسفها لأن ’الإعلام يلعب دوراً تجييشياً ضد سوريا ويحاول ألا يظهر التظاهرات الضخمة التي تؤيد وتحيي الرئيس بشار الأسد’.

وقالت إن ما قاله الشيخ القرضاوي في خطبة الجمعة في قطر ’دعوة للفتنة وإن هناك انزعاجاً كبيراً من أقواله’، مضيفة ’ليس لرجل دين أن يثير فتنة بأي منطق قرآني أو إيماني وهذا ليس من مهمات رجل الدين على الإطلاق’ . وقالت إن القرارات التي أعلنت عنها القيادة السورية الخميس الماضي هي ’مشروع إصلاحي سوف يشهد هذا الأسبوع بعض الخطوات التنفيذية، وكل الأمور على الطاولة وقيد البحث ولا يوجد أي شيء محرم’ .

وحول ما حدث، في منطقة الصنمين بمحافظة درعا جنوب دمشق، قالت شعبان ’قدمت مجموعة لا تزيد على عشرين شخصاً إلى قسم شرطة وأخذت الأسلحة ثم تقدمت إلى فرع مخابرات وأخذت الأسلحة ومن ثم توجهت إلى مركز للجيش وبدأت إطلاق النار، ومن الطبيعي في هذه الحالة أنه عندما تأتي مجموعة مسلحة مهاجمة، أن يدافع الجيش عن نفسه’ .

وتطرقت شعبان إلى الأحداث التي جرت في اللاذقية، موضحة أن ’مجموعة من مخيم الرمل ويؤسفني أن أقول إنه من الإخوة الفلسطينيين هاجموا وكسروا المحال التجارية في مدينة اللاذقية وبدأوا بمشروع فتنة’.

وأشارت إلى أن رجال الأمن تصرفوا بشكل ممتاز ولم يقبلوا باستخدام أي عنف، خرج أحد المتظاهرين يحمل سلاحاً فقتل رجل أمن واثنين من المتظاهرين وقد بثها التلفزيون السوري.

وأضافت شعبان ’تأكد لنا أن هناك مشروع فتنة في سوريا وذلك لأسباب سياسية، ففي عام 2005 لم يتمكنوا من أن يجعلوا سوريا تركع أو تغير هويتها ومواقفها، وأرى في هذا المشروع اليوم مشروعاً بديلاً لاستهداف مواقف سوريا ووجودها وكضلع مقاوم وكبلد إقليمي مهم في الشرق الأوسط الجديد’ . وتابعت ’أحداث عام 1979 بدأت باغتيال شيخ سني وشيخ علوي في اللاذقية كانا ذاهبين إلى صلاة الفجر وقيل للسنة إن العلوية قتلوا الشيخ السني وقيل للعلوية إن السنة قتلوا الشيخ العلوي’.

وحذرت شعبان أن البلاد تمر بمرحلة دقيقة وحساسة، وهذا هو الشكل الجديد من أشكال الاستهداف’ ضد سوريا، وشددت الشعب السوري ’ضد المذهبية والعرقية . . وسيتجاوز هذه المحنة وسينكشف من هو وراءها’ . وقالت إن ’الوحيد الفرح بما يحدث في سوريا هي ’إسرائيل’ وأعضاء الكونغرس الذين يجيشون ضدها’ .

إلى ذلك، قال سكان من مدينة درعا إن آلاف المشيعين في قرية طفس قرب البلدة الواقعة جنوب سورية، أشعلوا النيران في مقر محلي لحزب البعث، ومركز للشرطة. واطلقت قوات الأمن السورية الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجين الذين نظموا اعتصاما في البلدة

إلى ذلك، أفرجت السلطات السورية أمس عن 264 معتقلاً سياسياً، في خطوة ترجمت على أنها بداية لتطبيق سلسلة من الإجراءات التي أعلنت عنها السلطات السورية مؤخراً .

وقال رئيس اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا عبدالكريم ريحاوي بحسب صحيفة الخليج الإماراتية إن 14 من بين المفرج عنهم من الأكراد، ومعظمهم أمضى ثلاثة أرباع فترة الحكم الصادرة بحقه وكشف ريحاوي عن تعليق وشيك لقانون الطوارئ في سوريا، وأشار إلى أن جلسة البرلمان السوري التي ستعقد اليوم الأحد من المتوقع أن تناقش الإجراءات السياسية التي اتخذتها السلطات السورية الخميس .

وأوضح أن أي خطوة في مجال إطلاق الحريات وإلغاء قانون الطوارئ وغيرها تعتبر إيجابية، لكنها تبقى ناقصة ما لم يتم إغلاق ملف الاعتقال السياسي . وعزا ظهور شعارات طائفية في عدد من المدن السورية إلى التدخل الخارجي لشخصيات دينية في الوضع السوري، مندداً بأي توظيف ديني لتأجيج الموقف في سوريا .

وطالب الناشط السياسي المحامي هيثم المالح السلطات بإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي وتبييض السجون في سوريا .