سمحت دمشق، أمس، بزيارة مفتشي وكالة الطاقة الدولية لمفاعل سوري في حمص في إطار تحقيق الوكالة حول الادعاءات عن برنامج نووي سوري، بدأ الحديث عنه بعد الغارة الإسرائيلية على موقع الكبر في دير الزور.

وقال مصدر مسؤول في فيينا، حيث مقرّ الوكالة الدولية، إن ’المفتشين أجروا الزيارة كما كان مخططاً’، وإن سوريا سمحت بها منذ وقت، من دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل.

وشملت الزيارة موقع مفاعل حمص. وكان المفتشون الدوليون قد لاحظوا خلال زيارتهم مفاعل حمص في 2004 وجود مئات الكيلوغرامات من الكعكة الصفراء، وذلك بحسب ما كشف تقرير للوكالة.

وهذا التفتيش جزء من تحقيق تُجريه وكالة الطاقة الدولية منذ فترة حول ادعاءات للاستخبارات الأميركية تقول إن سوريا تعمل في موقع آخر على بناء مفاعل نووي من أجل إنتاج البلوتونيوم العالي التخصيب، وذلك بهدف إنتاج قنبلة نووية.

وقد نفت سوريا هذه المزاعم الأميركية، وأكّدت أنّها لا تملك أي طموح نووي عسكري، ووافقت على السماح لمفتشي وكالة الطاقة الدولية بزيارات تفتيشية لبعض المواقع.

وفي الشهر الماضي، أعطت سوريا موافقتها للمفتشين الدوليين على زيارة مفاعل حمص لتنقية حمض الأسيد، حيث يُنتج اليورانيوم المركّز، أو الكعكة الصفراء.

ورأت الوكالة في التجاوب السوري خطوة إيجابية، على الرغم من أن الولايات المتحدة الأميركية قالت إن هذه الزيارات غير كافية لدحض المزاعم التي تتحدث عن أنشطة نووية عسكرية سورية، ولذلك، فإن السماح للمفتشين بزيارة مفاعل حمص قد لا يكون كافياً بالنسبة إلى الدول الغربية. ولا سيما أن سوريا لم تعط موافقتها على طلبات سابقة للوكالة الدولية بزيارة موقع في الصحراء ينظر إليه بريبة، وتعدّ زيارته أساسية لإزالة الشكوك حول نشاطات سوريا.

وتدّعي تقارير الاستخبارات الأميركية أنّ كوريا الشمالية صمّمت مفاعلاً لسوريا وضعته في دير الزور بقصد إنتاج وقود نووي.

وقد وجد المفتشون آثار يورانيوم في حزيران 2008، لم تكن سوريا قد أعلنت أنها ضمن نشاطاتها، وهو ما أثار شكوكاً لدى الوكالة، إلّا أن سوريا تؤكد أن اليورانيوم هو من بقايا الصواريخ التي قذفتها الطائرات الإسرائيلية أثناء إغارتها على موقع دير الزور، وهو ما قاله وزير الخارجية وليد المعلم في أكثر من مناسبة.

وتخضع جميع النشاطات النووية السورية الى برنامج تفتيش وكالة الطاقة، وقد نفت دمشق كل هذه المزاعم، وطلبت من الهيئة الدولية التركيز بدلاً من ذلك على ’اسرائيل’، التي تملك أسلحة نووية من دون أن تعلن ذلك.