شهدت عدد من المحافظات السورية أمس احتجاجات شعبية محدودة، بالرغم من قرار وزارة الداخلية بمنع التظاهر، وأكد ناشطون حقوقيون أن المئات خرجوا للتظاهر في حمص في حين تظاهر عشرات الطلاب في جامعة حلب.

من جهتها صعدت واشنطن لهجتها على لسان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي نددت بما سمته ’العنف المستمر’ الذي تمارسه الحكومة السورية، ودعت دمشق إلى إطلاق ’عملية سياسية جادة’ لانهاء الاحتجاجات.

على صعيد آخر، أكدت مصادر مطلعة انه تم عزل رئيس قسم الأمن السياسي في بانياس الرائد امجد عباس بعد ظهوره في شريط فيديو يقمع المحتجين في المدينة التي شهدت أحداث دامية خلال الأسبوعين الماضيين.

ونقلت وكالة فرانس برس عن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن السلطات عزلت عباس تمهيداً للتحقيق معه وإحالته إلى القضاء .

وقال إن ’الرائد ظهر في شريط الفيديو الذي تم بثه في 12نيسان وظهرت فيه قوات الأمن تعتدي على أهالي سكان البيضا’ المجاورة لبانياس.

عناصر ’مخربة’ تهاجم المساجد في حمص

وفضت قوات الأمن، أمس، اعتصاماً نفذه عدد من الطلاب في جامعة حلب، مطالبين بالحرية والإصلاح وإطلاق عدد من زملائهم المعتقلين . وتظاهر المئات من طلاب المعاهد المتوسطة في محافظة درعا، مطالبين بالحرية وبالقصاص ممن تسبب بمقتل عدد من أبناء المحافظة .

وفي حمص ذكرت وكالة الأنباء السورية سانا ان قيادة شرطة محافظة حمص طلبت ’من كافة المواطنين التقيد بقرارها المتضمن إنهاء العمل بتشكيل اللجان الشعبية ولجان الأحياء، والاكتفاء بدور إعلام قيادة الشرطة عن أي مخالفة حقيقية تخل بالأمن، وذلك حفاظاً على السلامة والمصلحة العامة’. وأكدت الشرطة أنه ’سيتم تأمين حفظ الأمن بقوى فاعلة على كافة الطرقات’، منوهة ’بتعاون ودور ابناء المحافظة وريفها لما قدموه لتحقيق الأمن والطمأنينة إبان الأحداث الماضية’.

وبحسب سانا ’أقدمت مجموعة من العناصر المخربة فجر أمس على مهاجمة مسجد خالد بن الوليد في حمص، وقامت بكسر الباب الرئيسي للجامع في محاولة للاستيلاء على الإذاعة بهدف بث الفتنة والتحريض’.

وفي رد على دعوة الداخلية لعدم التظاهر، صدر بيان باسم ’أهالي حمص’ أكدوا فيه على استمرارهم بالتظاهر السلمي وتمسكهم بمطالبهم.

وقال البيان ’نحن السوريين الحمامصة لم نعلن تمردا مسلحا ولسنا سلفيين، ونعلن أننا ما زلنا على مطالبنا التي عرفتموها من خلال تظاهراتنا السلمية ومن خلال اعتصامنا السلـــمي البريء’.

وأضاف البيان ’لا مطالب لنا إلا الحرية والديموقراطية والمجتمع المدني ورفع حالة الطوارئ ومكافحة الفساد والتعددية الحزبية والسياسية ومحاسبة كل من تلطخت يداه بدماء السوريين وقام بإطلاق الرصاص على المعتصمين والمتظاهرين العزل والعدالة والمساواة على أساس المواطنة وإسقاط أي معيار آخر’.

محافظ جديد لحمص

في الغضون، أصدر الرئيس بشار الأسد اليوم المرسوم رقم (159) القاضي بتعيين غسان مصطفى عبد العال محافظاً لمحافظة حمص بعد أن تم إقالة المحافظ السابق محمد إياد غزال.

وكانت الحكومة السورية أقرت يوم الثلاثاء سلسلة من مشاريع القوانين تقضي بإنهاء حالة الطوارئ التي ظلت سارية المفعول منذ نحو نصف قرن وإلغاء محكمة أمن الدولة العليا.

واقترنت هذه الخطوات بتشريع جديد يلزم السوريين بالحصول على اذن حكومي للتظاهر بعد ان اقر المجلس مشروع قانون تنظيم حق التظاهر السلمي على الآراضي السورية.

بريطانيا تنصح رعاياها بمغادرة سوريا

دولياً، قالت واشنطن انها تشعر بالقلق بوجه خاص بشأن الوضع في حمص، حيث تشير تقارير متعددة إلى وقوع أعمال عنف وسقوط قتلى ومصابين بين المدنيين والأفراد الحكوميين على السواء’، لكنها أشارت بحسب تصريحات وزيرة خارجيتها إلى انه يصعب التأكد من ذلك من مصادر مستقلة بسبب عدم السماح للصحافيين بدخول المنطقة، داعية دمشق للسماح ’بدخول الإعلام بحرية’ للتحقق من حدوث أعمال العنف. وأضافت أن على الحكومة السورية ’وقف العنف والبدء في عملية سياسية جدية’.

بدورها نصحت بريطانيا رعاياها بمغادرة سوريا. وقالت وزارة الخارجية، في بيان، انه نظرا الى ’تدهور الوضع في سوريا على الصعيد الامني’ فقد تم ابلاغ الرعايا البريطانيين بأن ’عليهم التفكير في مغادرة سوريا عبر الرحلات التجارية’. كما طلبت من ’البريطانيين الذين لا يزالون في سوريا ان يتوخوا بالغ الحيطة وأن يتنبهوا جيدا الى امنهم، ولا سيما في الاماكن العامة وعلى الطرقات، وتجنب الحشود والتظاهرات’.

وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ وصف حزمة المشاريع التي قدمتها الحكومة السورية بأنها ’خطوة في الاتجاه الصحيح ... بيد أنها جزء واحد فقط من حزمة أوسع من الاصلاحات اللازمة’.

ودعا السلطات السورية إلى ’فعل المزيد كي توفر للشعب السوري تقدما سياسيا حقيقيا بدون تأخير’.