دخلت الاحتجاجات الشعبية في سورية أسبوعها السابع وواصل الاتحاد الأوروبي تدخله في الشأن السوري من خلال سياسة العقوبات، حيث تطرح اليوم أمام سفراء الاتحاد أسماء 17 شخصية سورية، ليشملها حظر السفر وتجميد الأرصدة في بلدان الاتحاد.

يأتي ذلك فيما ترددت أمس أنباء عن مقتل 13 متظاهراً برصاص قوات الأمن في مدينتي حمص وحماة، أمس، استناداً إلى أقوال لناشطين حقوقيين. فيما أعلنت مصادر رسمية مقتل ضابط وتسعة عناصر من الشرطة في حمص.

وذكر الناشط نجاتي طيارة لوكالة فرانس برس ان ’قوات الامن استخدمت النار لتفريق المتظاهرين’، وأضاف ان ’عدة تظاهرات جرت في مدينة حمص الا ان قوات الامن استخدمت النار لتفريق المتظاهرين في احداها عندما وصلت الى باب دريب’ في مركز المدينة.

كما أشار الناشط الى ’وجود عشرات الدبابات التي انتشرت في الاحياء التي تقع على اطراف مدينة حمص مثل بابا عمرو ودير بعلبة والستين في حي عشيرة’.

وفي دمشق قال نشطاء إن عناصر الأمن هاجموا المحتجين في مسجد الحسن لمنعهم من التظاهر عقب صلاة الجمعة . وردد المتظاهرون هتافات تأييد لمدينة درعا.كما تم اعتقال رياض سيف، حسب ما أفاد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال رئيس المرصد رامي عبدالرحمن إن ’الأجهزة الأمنية اعتقلت المعارض البارز رياض سيف بعد صلاة الجمعة في محيط جامع الحسن في حي الميدان’.

وفي ريف دمشق، تظاهر الآلاف في بلدة سقبا على الرغم من حملة اعتقالات شهدتها البلدة خلال الأسبوع الماضي. وبحسب وكالة فرانس برس طالب المتظاهرون بالإفراج عن المعتقلين.

وقال الحقوقي حسن برو للوكالة إن تظاهرة خرجت في القامشلي. وأضاف أن ’أكثر من 3 آلاف شخص خرجوا في منطقة عامودا’ . وأشار إلى ’مظاهرة شارك فيها نحو ألف شخص في منطقة الدرباسية’.

وقال نشطاء إن ما لا يقل عن 3 آلاف متظاهر احتشدوا في محافظة إدلب، وتظاهر آلاف آخرون في مدينة بانياس، وخرجت مجموعة من السيدات إلى الشوارع في مدينة جبلة .

من جانبه، قال اللواء رياض حداد مدير الإدارة السياسية في الجيش السوري لـ فرانس برس ـ إن ’وحدات الجيش تتابع خروجها تدريجياً’ من مدينة درعا، مشيراً إلى أن ’الوحدات استمرت بالخروج خلال ليل الخميس’. وأشار إلى ’ارتياح كبير لدى الأهالي بعد مجيء الجيش لأنه نشر الأمن’، لافتاً إلى أن ’القناصة كانوا يطلقون النار على الناس من الأسطح’.وأكد أن السلطات قامت بالقبض على نحو 600 شخص في درعا منذ دخول الجيش في 25 نيسان.

قانون أحزاب عصري

وفيما تستمر المظاهرات بالخروج إلى الشوارع السورية رغم قرار وزارة الداخلية حظر التظاهر ’تحت اي عنوان كان’، أكد الرئيس بشار الأسد أن التعليمات التنفيذية لقانون التظاهر السلمي ستصدر في اليومين المقبلين، و خلال لقائه مجموعة من الشباب السوري أكد الأسد أن قانون الأحزاب الذي يجري العمل عليه في سوريا سيكون قانونا عصريا، وأن معالجة الاستقطاب الحاصل في المجتمع تكون عبر الحوار الوطني الشفاف.

من جهتها ’بينت وزارة الداخلية أن عدد المواطنين الذين سلموا أنفسهم للسلطات المختصة من المتورطين بأعمال شغب بلغ حتى تاريخه 361 شخصاً في مختلف المحافظات وما يزال العديد منهم يتوافد إلى مراكز الشرطة والأمن لهذه الغاية’. وأوضحت الوزارة في بيان لها أمس أنه تم الإفراج عنهم فوراً بعد تعهدهم بعدم تكرار أي عمل يسيء إلى أمن الوطن والمواطن.

إلى ذلك، قال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر إن موظفي إغاثة سلموا أول شحنة من إمدادات الإغاثة لمدينة درعا. وقال المتحدث هشام حسن إن قافلة تضم شاحنتين تحملان مياها نقية للشرب وشاحنتين تحملان أغذية ومواد للإسعاف الأولي وصلت درعا برفقة فريق يضم 13 من خبراء الهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية. وقال حسن ردا على استفسار ’تلقينا الموافقة وتمت الزيارة وسلمت السلع... وعاد الفريق وهو في دمشق الآن’.

بعثة الأمم المتحدة تتوجه لدرعا قريبا

وأفاد متحدث باسم الامم المتحدة أن بعثة انسانية تابعة للأمم المتحدة ستتوجه الى مدينة درعا. وقال فرحان حق ’حصلنا على إمكانية الوصول وستقوم بعثة إنسانية بزيارة درعا خلال الأيام المقبلة لتقييم (الاحتياجات)’.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال إنه أثار مع الأسد قضية احتمال وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان في اتصال هاتفي أول من أمس. وأضاف انه حث الأسد على اتخاذ إجراءات إصلاحية حاسمة قبل فوات الأوان.

الشرع يشارك باحتفال عيد الشهداء

على صعيد آخر،و بعد تزايد الشائعات عن غياب نائب الرئيس السوري فاروق الشرع عن الساحة السياسية السورية، ومن ثم سريان شائعات حول اختفائه، قالت وكالة الأنباء السورية سانا أمس، إن الشرع شارك إلى جانب الأسد وأعضاء الحكومة والقيادة السورية، في الاحتفال الرسمي بعيد شهداء 6 أيار الذي جرى أمس.

وكانت جيهان الشرع، ابنة شقيق فاروق الشرع، قد أدلت بتصريح لتلفزيون الـبي بي سي العربي من برلين، قالت فيه إنها لا تعرف مكان عمها، وناشدت السلطات الكشف عن مكانه.

عقوبات أوروبية جديدة

أما أوروبياً، فتطرح أمام سفراء الاتحاد الاوروبي، اليوم أسماء 17 شخصية سورية، ليشملها حظر السفر وتجميد الأرصدة في بلدان الاتحاد. وإذا كانت الخلافات لا تزال قائمة، حتى الآن، بين الأوروبيين، وتتلخص حول ما إذا كانت العقوبات ستشمل المستوى الأعلى للقيادة السورية، إلا أن الدول الاوروبية الكبرى التي أرادت التشدد، أكدت أنها لن تقف أمام الإجماع الأوروبي على قائمة الـ17 لتسريع إقرار العقوبات.

وعقد أمس في بروكسل اجتماع على مستوى الموظفين التقنيين، لوضع قائمة العقوبات التفصيلية. وقال مصدر أوروبي شارك في النقاشات، إن هنالك ’اتفاقا أوروبيا على قائمة تضم 17 شخصية سورية، سيطبق عليها حظر السفر الى أوروبا وستجمد أرصدتها’.

ورجّح المصدر بحسب صحيفة السفير اللبنانية أن يقرّ سفراء الاتحاد الاوروبي، في اجتماعهم اليوم، قائمة العقوبات التي تشمل حظر تصدير السلاح، وسحب عرض توقيع اتفاقية الشراكة الأوروبية السورية، وإيقاف المساعدات المقدمة للحكومة السورية، بما فيها قائمة الشخصيات التي أعدها الموظفون التقنيون