الكاتب : ظافر الجنابي

’انا من يافا واريد ان اذهب الى يافا فدلوني عليها’ ,هذا ماقاله شاب فلسطيني استطاع اختراق حدود الجولان المحتل ليصل الى بلدة ’مجدل شمس’.

ضربة معلم ما قام به الفلسطينيون في سوريا ولبنان من تظاهر على حدود البلدين مع الاراضي المحتلة , فهذه الخطوة اعادت الروح مرة اخرى الى مطالب اللاجئين الفلسطينيين في كل مكان بحق العودة , ذلك الحق المقدس الذي تكفله لهم كل الشرائع ولقوانين والمواثيق والمعاهدات , بعدما كاد هذا الحق أن يصبح في طي النسيان , وبعدما ظن البعض أن من حقهم التنازل عن هذا الحق او المساومة عليه .

هي ضربة معلم , لانها اخرجت القضية من الثلاجة التي وضعها فيها السياسيون , ونفثت فيها من حرارة الشباب وحماسه .

هي ضربة معلم , لانها اعادت الجماهير العربية الى ميدان الصراع العربي الصهيوني , بعدما اصبحت القضية الفلسطينية حكرا على الحكومات والاحزاب والسياسيين , فلم يتقدموا بها خطوة واحدة بل تراجعوا أشواطا بعيدة , عسى أن تنجح الجماهير فيما فشلت فيه الحكومات .

هي ضربة معلم , لانها ادخلت الى الحلبة سلاحا جديدا بعدما عجزت اسلحة الجيوش العربية عن تحرير الاراضي العربية المحتلة , عسى ان تنجح الجماهير العزلاء فيما فشلت فيه الجيوش المدججة بالسلاح.

هي ضربة معلم , لانها استلهمت روح الثورة والشباب بالمعنى الايجابي , لان الشباب حين ثار , فهو انما ثار على الظلم بدليل صرخة ’الفيسبوك على كل ظالم’ , لان الظلم وان لم يكن واقعا على الشخص ذاته , فهو مؤلم وبغيض وبشع , وان من اعظم الظلم واوضحه مايتعرض له الفلسطينيون منذ اكثر من 63 عاما من تهجير وتشريد واحتلال واضطهاد , وان كل الدلائل تشير الى ان الشعوب قد سئمت واقع الظلم المدعم بقوة السلاح وزيف الاعلام ولم تعد تطيقه , وان الشعوب قد بلغت حدا اصبحت فيه مستعدة لبذل الارواح في سبيل القضاء على الظلم , وان العصر القادم لابد ان يكون عصرا للعدل والحق.

هي ضربة معلم لانها تعيد توجيه الجهود نحو العدو الخارجي , وحين تتوجه الجهود نحو الخطر الخارجي المحدق بالبلاد , يميل الناس الى تناسي خلافاتهم الداخلية.

هي ضربة معلم , لانها تعيد التذكير ان اي تغيير في الخريطة الاقليمية , قد يؤدي الى عواقب لايعلم احد نهايتها , لذلك ينبغي على الجميع الحذر قبل محاولة تغيير الوضع القائم.

نتياهو يقول ان تجمع الفلسطينيين عند حدود بلادهم مطالبين بالعودة هو ضد حق اسرائيل في الوجود , وبما ان حق الانسان في العودة الى بلده وبلد ابائه واجداده هو حق ثابت لايمكن لاحد ان يجادل فيه , فهذا يعني ان وجود اسرائيل مناف للحق .