الكاتب : سها مصطفى

أمام إعلان الحكومة السورية توجهها نحو عقد مؤتمر للحوار الوطني بدت الدعوات من الداخل لدحض المؤتمر متوازية مع الخارج، برفض الحوار قبل وقف العنف، دون تحديد سببه ومصدره.

هذه الدعوات المصدرة من الداخل نحو الخارج تبدو أكثر تماهيا مع مواقف المعارضة الخارجية وإن ناقضتها برفض المشاركة في مؤتمر انطاليا، لكن هذه الدعوات ومن على أثير الفضائيات تبدو جاهزة للبيع مباشرة، معلنة موقفا مسبقا من أي حراك داخلي لامتصاص الأزمة، رغم أن المؤتمر الأخير الذي يحمل صفة الحوار يتم رفضه من قبل معارضة، لم تعترف بعد وربما لم ترى أو لم ترغب برؤية سقوط ضحايا من الطرفين سواء مدنيين او رجال أمن رغم إصرارها على تمايزها عن معارضة الخارج التي يطالب جزء كبير منها بالتدخل الغربي.

ولم يكن آخرهم برهان غليون الذي وجه عتبا على شاشة روسيا اليوم عن وقوف روسيا في وجه مصالح الشعب السوري كما يقول، علما أن روسيا رفعت الفيتو في وجه جملة من مشاريع القرارات التي تتدخل في الشؤون السورية عبر مجلس الأمن بخاصة بعد تجليات ملامح المشهد الليبي، علما أن غليون سبق له أن رفض المشاركة في مؤتمر انطاليا.

المؤشر الأخير يعد دلالة على أن المعارضة هذه تضع سقفا محددا في وجه أي حوار، ومن حق المعارضة ذلك، ولكن يفترض بالسقف الأخير أن يكون واقعيا ولايستند على معطيات انتهاز الواقع الحالي لتصفية الملفات القديمة التي لم تطوى بعد أمام استحقاق أهم ممثلا بالوطن، احد هذه البيانات المصدرة عن المعارضة قادم من فرنسا من إعلامي ومستشار سابق للنائب الاقتصادي الدردري، البيان يقرأ الواقع السوري من جانب واحد ولا يتخطاه وللمفارقة بقي البيان الأخير نخبويا...حتى أن قلة من المثقفين وقعوه من منطلق شر أهون من شر!

ولكن وبالنتيجة هذه الدعوات تبدو دونكيشوتية في حرب طواحين الهواء، بخاصة عندما تسأل المعارض هل شاركت في المظاهرات التي تدعي أن الأمن السوري يقمعها...الإجابة ستأتي ممهورة بالنفي، مرة أخرى سيكون السؤال هل شهدت حادثة قمع المتظاهرين من قبل الدولة، الإجابة حتى الآن مع من التقيناهم كانت أيضا ممهورة بالنفي...

الأكثر أن هؤلاء المعارضين الذين يحملون الدولة مسؤولية كل قطرة دم تنزل، يعترفون بأنهم لا يمثلون الشارع السوري ولايمثلون امتدادا لما يحدث اليوم، أو حتى وزنا في القوى السياسية المعارضة، إذن عن أي رفض للحوار يتحدث هؤلاء...؟!