طالب وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم الدول الغربية بالكف عن التدخل في الشأن الداخلي السوري، منددا بردود فعل تلك الدول اتجاه خطاب الرئيس بشار الأسد الأخير حول الأحداث في سورية.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده المعلم في مقر الوزارة بدمشق حول الأحداث الجارية في سورية، قال أول من أمس ألقى الرئيس الأسد خطابا تاريخيا رسم لنا كسوريين معالم المستقبل، ورؤية الإصلاح التي يتطلع إليها شعبنا.

وأضاف ما يزعجني أن هناك ردود فعل صدرت من خارج حدودنا من مسؤولين أوروبيين معروفين بعضهم لم يقرأ الخطاب، وهذا مؤشر أن لديه مخطط يريد السير به هدفه زرع الفوضى والفتنة في سورية بعضهم قال إن الخطاب غير كاف، كيف يكون غير كاف وقد نص على تعديل.

تابع الدستور بما في ذلك المادة الثامنة، اليس الدستور هو الاطار الذي يرسم الحياة السياسية للمجتمع وزاد نستمع تصريحات تنتقد خطاب الأسد، ونقول إن في خطاب الاسد أمور جديدة عديدة وهامة فالحديث عن الدستور من حيث التعديل للمادة الثامنة أو تغييره بكامله أستغرب أن لا يروه واستطرد المعلم قائلا ’بعضهم قال إنه جاء متأخر ..بعضهم قال إن الأسد لم يذكر في خطابه من هي الفئات المدعوة لمؤتمر الحوار الوطني مع أنه قال كل السوريين يجب أن يشاركوا في الحوار.

واوضح المعلم، ان مشروع قانون التعددية الحزبية وضع على موقع التشاركية في مجلس الوزراء، وخلال ثلاث ساعات دخل أكثر من 9 آلاف مشترك، وقبله عرض مشروع الانتخابات، وقبله مشروع قانون الادارة المحلية، وهناك لجنة لإعداد قانون جديد للإعلام، بالإضافة إلى القوانين والمراسيم التي صدرت قبل أشهر قليلة وقال ’لذلك أقول لهم كفوا عن التدخل بالشأن السوري ولا تثيروا الفوضى ولا الفتنة فالشعب السوري بروحه الوطنية العالية قادر على صنع مستقبله بعيدا عنكم.

وقال المعلم مع الاسف لم يأتينا مسؤول اوروبي واحد ليناقش معنا ما يجري، اعتمدوا على معلومات من خارج سورية وبدأوا بسلسلة عقوبات واليوم يستهدفون لقمة العيش للمواطن السوري وهذه توازي الحرب.

واضاف أنا كوزير خارجية أقول بصراحة، سننسى أن أوروبا على الخارطة وسأوصي قيادتي بتجميد عضويتنا في الاتحاد من أجل المتوسط، وكنا قد جمدنا حوارنا من أجل الشراكة الأوروبية، وسنتجه شرقا وجنوبا وبكل اتجاه يمد يده لسورية فالعالم ليس أوروبا فقط وسوريا ستصمد كما صمدت عام 2003.

واعتبر المعلم، انه باستطاعة السوريين الوصول معا إلى القواسم المشتركة أيا كانت الاختلافات وجهات النظر أو المشارب فيما بينهم.

وقال عندما نقف معا على أرضية مشتركة فإنه ليس لأحد خارج اطار العائلة السورية أن يملي أو يطلب ولذلك فإن الشأن السوري شأن داخلي واي تدخل خارجي نرفضه ولسنا بحاجة له لأننا نتحرك ونستظل بالمصلحة السورية الجامعة.

و أوضح المعلم ان الرئيس الأسد طرح توجه نحو مناقشة مشاريع القوانين التي وضعها في طريق تحقيق الاصلاح، مشيرا الى ان هذه القوانين ستكون موضع بحث ودرس من قبل أعضاء مؤتمر الحوار الوطني المطلوب، فضلا عن أن الدستور تعديلا أو إعادة كتابة سيكون موضع بحث.

وقال هذه كما أرى ممارسة ديمقراطية حقيقية بامتياز ومن شأنها أن تفتح الأبواب لكي نكون شركاء في عملية بناء مستقبل الوطن. وهو ما عبر عنه الاسد ، مشددا على انه يجب عدم تجاهل ذلك تحت أي ذريعة كانت.

وأضاف سنقدم نموذجا ديمقراطيا غير مسبوق صنعه السوريون بأيديهم وعبر حوارهم الوطني، ستكون هناك عدالة اجتماعية ومساواة أمام القانون ومحاسبة للمقصرين.

وتابع نقول لأوروبا وغيرها عدم التدخل بالشأن السوري وإذكاء الفتن، ونقول للأصدقاء في العالم شكرا.. ونقول للأصدقاء الذين أداروا ظهرهم للخطاب أن يراجعوا أنفسهم في إشارة الى المسؤولين الأتراك.

ونفى المعلم نفيا قاطعا ان يكون هناك تدخل إيراني او من حزب الله اللبناني في الأحداث التي تجري على الأرض في سوري مضيفا هناك دعم سياسي إيراني ومن حزب الله لسورية من أجل تجاوز هذه الأزمة وهناك دعم للإصلاحات التي أعلنها الرئيس ولكن لا يوجد أي دعم عسكري على الارض.

وقال وزير الخارجية والمغتربين السوري انه لن يكون هناك حظر جوي على سورية او تدخل عسكري اتجاه على خلفية مواقف الدول الغربية من الأحداث التي تجري فيها معربا عن اطمئنان بلاده للموقف الروسي و الصين.

وقال المعلم أؤكد أنه لن يكون هناك حظر جوي على سوريا، وأؤكد أنه لن يكون هناك تدخل عسكري في سورية كفاهم فضائح في ليبيا، ليبيا بلد نفطي وسيعوضون.

وأضاف من حسن الحظ أن سورية لا يوجد فيها نفط يعوض تكاليف العملية... هم مسؤولون عن ضياع 18 مليار من النفط العراقي.

وردا على سؤال حول تصريحات رئيس الوزراء الروسي فلاديمر بوتين وان كان يفهم منه تحول في الموقف الروسي قال المعلم أنا شكرت الأصدقاء الذين وقفوا الى جانبنا ونعلم أن الكثير منهم يتعرض للضغط حتى في مصالحهم.

ومع ذلك يقفون موقفا مبدئيا نقدره عاليا وهذا يفسر لماذا لم يطرح مشروع القرار (مشروع قرار إدانة سورية في مجلس الأمن.

وأضاف لا أريد أن أبالغ في هذا الموضوع، لكن نحن مطمئنون للموقف الروسي والصيني والبرازيلي ولبنان وجنوب افريقيا وكلها بلدان نقدر صداقتها لسورية.

و حول الموقف الفرنسي من الاحداث في سوريا، قال المعلم لا ننسى أن فرنسا ضمت إليها قبل أشهر جزيرة مايوت والعائدة لجمهورية جزر القمر العربية فلذلك لن أتوقف كثيرا عندما يوزع آلان جوبيه حقيبته على هذا الزعيم أو ذاك، هذا الرجل مازال يعيش في أوهام الحقبة الاستعمارية لفرنسا ولن يكون له أي تأثير في الشأن السوري.

وردا على سؤال حول ما يتردد في بعض التقارير الصحفية عن اتصالات سورية إسرائيلية قال المعلم انفي نفي قاطع مثل هذه الاتصالات ...إسرائيل هي العدو الذي يحتل الجولان ويشرد الشعب الفلسطيني ويحتل الضفة الغربية ومزارع شبعا وكفار شوبا، شبابنا وشباب فلسطين الذين حاولوا عبور الحدود أرادوا أن يقولوا انه ليست هناك عملية سلام، والحقوق يجب أن تؤخذ كما سلبت

وأضاف إسرائيل ستبقى العدو طالما الاحتلال قائم، وإسرائيل تستغل ما يجري من أحداث وقد بدأت إقامة جدار عازل بالجولان تحت أنظار وسمع أولئك الذين يدعون حرصهم على السوري.

ودعا المعلم السوريين المطالبين بالتغيير للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني.وأضاف أقول للسوريين المطالبين بالتغيير تعالوا الى الحوار الوطني الجامع لنا وامتحنوا جدية وإرادة القيادة السورية أما أن تجلسوا خارج قاعة الحوار وتحرضوا على التظاهر والفتن فهذا عمل غير مجدي ولا يخدم سوى أعداء سورية، كونوا شركاء في صنع المستقبل هذه هي الديمقراطية في أحلى صورها.

وان كانت الدعوة إلى مؤتمر الحوار الوطني تشمل حركة الإخوان المسلمين المحظورة، ومطالبة بعض أطراف المعارضة في الداخل بضرورة وقف ما تسميه العنف وانتشار الجيش قال المعلم إذا كانوا يطالبون بوقف العنف فليوفوا العنف، لا يوجد جيش يستدعي العنف ضد شعبه، إذا كانوا حريصين على وقف العنف فليوقفوه.

وأضاف كل السوريين مدعوين للمشاركة وليختاروا من يأتي ويشارك وهناك لجنة ستضع الأسس الكاملة للحوار، هذا المؤتمر هو الذي سيحدد الآليات والمشاركين وكل شيء.

أما حول المهجرين،فقال : أنا لدي ما يثبت أن الخيام نصبت قبل أسبوع من دخلوا الجيش السوري إلى جسر الشغور وأن هناك من المسلحين من أجبر العائلات على الهجرة.