لم يُفاجئ أمير قطر أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني أحد عندما اقترح إرسال قوات عربية إلى سورية، فترتيبات الدوحة لمرحلة ما بعد المراقبين ماتزال قائمة على مساحة من التصورات المتداخلة التي ترى فيها بعض المصادر العربية نوعا من دعم التداعيات القائمة حاليا.

واقترح الأمير القطري نشر قوات عربية في سوريا "لوقف القتل" حسب تعبيره، ونقلت شبكة "سي بي أس" الأميركية عن أمير قطر حمد آل ثاني قوله، في حديث إلى برنامج "ستون دقيقة"، الذي تبثه الشبكة اليوم الأحد، رداً على سؤال عمّا إذا كان يؤيّد تدخّل دول عربية في سوريا، "من أجل وضع ينتهي فيه القتل، يجب إرسال بعض القوات لوقف القتل".

وتفاصيل هذا الاقتراح القطري لم تضح بعد، لكن التقارير القادمة من واشنطن تؤكد أن ما قاله حمد يتم التحضير له جديا من خلال التحركات الأمريكية الأخيرة في المنطقة، فبغض النظر عن واقعية هذا الحل لكنه يعتبر حسب نفس التقارير محاولة تجاوز الاختناق الدبلوماسي في مجلس الأمن تجاه سورية، حيث هناك سيناريو من ثلاث خطوات أساسية للتعامل مع مسألة القوات العربية:

أولا – يتم إعادة التركيز على ما يسمى الجيش السوري الحر من خلال "تعويم" بعض الأسماء وربطها بالتحرك السياسي لـ"المجلس الوطني"، وهو ما تم فعلا من خلال اتصالات جرت خلال الأيام الماضية بين المجلس وأحد "الضباط السوريين" الموجودين في تركية الذي أعلن انشقاقه وهو مصطفى أحمد الشيخ، ولا تبدو الغاية من هذا الأمر عسكرية بقدر كونها اعطاء نوع من الشرعية لأي تدخل عربي قادم من خلال هذه "التركيبة" التي ستجمع المعارضتين السياسية والعسكرية.

الثاني – الضغط على الجامعة العربية لاتخاذ مثل هذا القرار وهو ما تقوم به اليوم الدبلوماسية الأمريكية، سواء عبر المباحثات في واشنطن حيث توجه أكثر من مسؤول خليجي إليها، أو من خلال الزيارات التي قام به مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان أو حتى وليام برينزمساعد وزير الخارجية الأمريكية.

الثالث – يأخذ هذا السيناريو بالاعتبار عدم الوصول إلى اتفاق نهائي بشأن مثل هذا التدخل، وهو ينتقل إلى مسألة الدعم اللوجستي في المناطق الحدودية السورية كما تفعل تركية اليوم، فالقوات العربية في هذه الحال ستتعامل من خلال لبنان والاردن لتقديم الدعم العسكري للمعارضة المسلحة أو حتى إعادة تشكيل هذه المعارضة من خلال هاتين الدولتين، وترى هذه التقارير أن المواجهة التي حدثت بين أمين عام الأمم المتحدة وبعض القوى اللبنانية كانت مرنبطة بهذا الأمر لأن إمكانية تواجد قوات عربية في لبنان يتطلب على الأقل الحد من تواجد حزب الله في المناطق المقرر أن يصلها في البداية خبراء عسكريون.

تطلعات هذا السيناريو ربما تتناقض مع الكثير من التوازنات أو الواقع القائمة اليوم على الأرض لكنها في المقابل ستخلق مناخا جديدا للصراع الدائر، وهي بلا شك ستحرج الروس والصينيين في حال قامت بعض الدول العربية بدعم مثل هذا الاقتراح، وحسب مصادر غربية مطلعة فإن دفع اقتراح إرسال قوات عربية سيشكل اختبارا عميقا لموقف بكين وموسكو حيال الأزمة السورية، حيث من الممكن أن يدفع هذا الأمر المواجهة الدبلوماسية الحالية في مجلس الأمن إلى أقصاها.

يذكر أن حمد بين أيضا لشبكة سي بي أس الأمريكية ان "الجزيرة" سببت لحكام قطر "الكثير من المشاكل مع قادة في الدول العربية"، واعتبر بأن القناة القطرية مؤثرة جداً في المنطقة ومنحت صوتاً للمحتجين المطالبين بالإصلاح والتغيير.

مصادر
سورية الغد (دمشق)