سورية وخطوات الجامعة العربية لتدويل ازمتها والعقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران الى جانب النقاش الواسع حول تسديد ضربة عسكرية لمنشآتها النووية، شكلت محور اهتمامات مراكز الفكر والابحاث الاميركية الاسبوع الحالي؛ كما تطرق احدها الى المخاوف من الهجمات الالكترونية على مواقع اسرائيلية على الشبكة العالمية. ايضا، كان الاهتمام بنتائج الانتخابات البرلمانية المصرية وتداعياتها المستقبلية على المشهد السياسي برمته.
Washington Institute
في الشأن المصري، بذل معهد واشنطن جهودا ملموسة لمعالجة حيثيات الانتخابات
المصرية وانعكاساتها على المستقبل السياسي في المنطقة، اذ تناول ما اسماه التحديات الاساسية التي سيواجهها البرلمان بتركيبته الجديدة، وهي: "التدهور الاقتصادي ... والصراع الداخلي بين الاخوان والسلفيين." وفي بُعد اتفاقية كامب ديفيد والتصريحات المتكررة للاخوان المسلمين عن عزمهم الالتزام بنصوصها وما ترتب عليها من تدابير وتحالفات في الاقليم، حذر المعهد من اتخاذ التحسن الاقتصادي الطفيف في مصر كنقطة انطلاق للهجوم على المعاهدة وربما دفع الاخوان المسلمين انتهاج "موقف يحاكي المطالب الشعبية" بتجميد العمل بالاتفاقية والغائها. وقال "ان استمرار ادارة الرئيس اوباما المضي في حوار الاخوان المسلمين، وتنبيههم الى خطورة هذا المسعى – بالنسبة لمصر والعلاقات الثنائية معها ولاستقرار المنطقة – ينبغي ان يشكل اولوية" في سلم السياسات الاميركية نحو مصر.
Brookings Institution
كما تناول معهد بروكينغز العلاقات المستقبلية مع مصر في ظل صعود الاخوان المسلمين الى مراكز السلطة، قائلا "خلاصة الامر، ما يحدث في مصر حاليا يربك التوقعات ويهوي بفرضيات تأثرها بالاجواء الديموقراطية على انها كانت سابقة لاوانها في افضل الاحوال، وفي اسوأها بانها كانت خاطئة ومضللة كأداة قياس للسياسة الاميركية (والاسرائيلية) المعتمدة. الانتخابات الحرة التي اجريت ادت الى توليد نزعات واقعية (براغماتية) مدهشة في المشهد السياسي المصري. القوى الرئيسة ادركت انها بحاجة لكسب التأييد الاميركي لمساعيها. ففي زمن يشهد تراجعا للنفوذ الاميركي المفترض في الشرق الاوسط، سرعان ما نجد انفسنا امام آفاق اخرى في الديموقراطية المصرية – الاكبر عددا والاقوى عسكريا ونفوذا ثقافيا وأهم حليف جيو-اسراتيجي في العالم العربي."
Center for American Progress
وقد اثنى مركز التقدم الاميركي على الرئيس اوباما لسرعة تجاوبه مع التطورات
المتبلورة في مصر العام المنصرم، وقال "بعد انقضاء عام على المرحلة الانتقالية في مصر، افلحت ادارة اوباما في احداث توازن في سياستها للتعامل مع الاوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية المعقدة الناتجة عن مسار التحول الانتقالي." وحثت الادارة على "المحافظة اليقظة لموازنة الاهتمام بمصالحها الامنية الرئيسة مع الاستمرار في بسط نفوذها خلال المرحلة السياسية الانتقالية المستمرة في مصر ... آن الاوان للولايات المتحدة البدء في عملية مراجعة لاستراتيجيتها الشاملة نحو مصر، على غرار ما قامت به ادارة اوباما سابقا في افغانستان في نهاية عام 2009."
Washington Institute
بينما ابدى معهد واشنطن تحفظا واعتراضا على سياسة الرئيس اوباما للتعامل مع مصر، وعبر عن تشاؤمه بالقول "الحقيقة الماثلة بعد انقضاء اثني عشر شهرا تفضي بتقويض الامال والتوقعات الايجابية المعوّل عليها. اذ تتجه مصر نحو نظام ديني متشدد، بدلا من نظام ديموقراطي ليبرالي. فادارة اوباما المربكة عجزت عن اتخاذ اجراءات تحد من الكارثة المرتقبة ... بعد انقضاء عام على الثورة المصرية البطولية، لم تستطع واشنطن تحديد عناصر مرموقة مؤيدة لها في القاهرة، بل حصدت اوجاعا بالمقابل. وعوضا عن التصدي مباشرة لتلك الاوجاع، آثرت ادارة اوباما ولوج المسارات التي تحظى بأقل قدر من المعارضة."
وفي سياق متصل، حث المعهد المذكور الولايات المتحدة انتهاج سياسة اكثر تشددا نحو الحكومة المصرية الوليدة، قائلا "رسالة واشنطن للزعامة المصرية الجديدة ينبغي ان توضح بأن استمرار الدعم الاميركي – المباشر وغير المباشر – مشروط بالمحافظة على (معاهدة) السلام مع اسرائيل والحفاظ ايضا على صيغة التعددية السياسية وحقوق الاقليات. العلاقة الاميركية مع مصر ينبغي تحديدها وفق ما سيقوم به حكام مصر الجدد نحو القضايا المذكورة، وليس عبر هديل اصوات الناطقين الرسميين الذين يجيدون الانكليزية للصحافيين الاميركيين والديبلوماسيين والسياسيين الزوار."
Heritage Foundation
في الشأن السوري، اعربت مؤسسة هاريتاج عن امتعاضها من سياسة الرئيس اوباما نحو سورية متهمة اياها "بالتخلف عن متطلبات الزمن الراهن." واوضحت المؤسسة ان لدى الولايات المتحدة "مصالح حيوية تتمثل في الحد من التهديدات الارهابية التي تستهدف الاميركيين وحلفائهم، واحتواء ايران، وتدعيم الاستقرار الاقليمي ... وينبغي عليها المساعدة في الاطاحة بنظام الاسد الذي رفض بعناد ملحوظ الدعوات للاصلاح والحلول الوسطية السياسية مع المعارضة. يتعين على واشنطن العمل مع الاطراف الاخرى من الحلفاء الاوروبيين وتركيا والدول العربية الصديقة لتصعيد وتيرة العقوبات على نظام دمشق، وتقديم العون ذات الطبيعة الانسانية للمعارضة السورية. لكن ينبغي على واشنطن التحفظ عن القيام بتدخل عسكري مباشر، الذي من شأنه ن يخلق صعوبات اكثر بكثير مما يقدم حلولا." واوضحت المؤسسة انه "يتعين على ادارة اوباما تركيز الجهود لتسريع سقوط نظام الاسد عبر انتهاج وسائل غير عسكرية، لكن دون ان تؤدي الى كبح جهود المعارضة للدفاع عن نفسها ضد نظام مفترس."
Foreign Policy Research
بينما اصدر معهد ابحاث السياسة الخارجية دراسة اوضح فيها طبيعة اللاعبين في الخريطة السياسية السورية وتفنيد الادعاءات والمزاعم الرائجة بشأن مكوناتها وامكانياتها. وجاء في الدراسة انه من الضروري النظر الى المعارضة ليس كجسم موحد متناسق بل كونها تحتوي على عدة توجهات واقطاب ايديولوجية، يتصدرها الاسلاميون والعلمانيون. وطالبت الدراسة النظر الى احتمالات تبلور حركة معارضة تحظى بالقبول والتي ينبغي عليها التوجه لتنظيم قطاعات اخرى من الشعب السوري بالانضواء تحت لوائها، وانتهاج خطاب سياسي جامع واعتماد آلية تنسيق بين مختلف القوى المعارضة في ظل غياب نية التوحيد بينها جميعا.
Middle East Institute
وفي ذات السياق، اصدر معهد الشرق الاوسط دراسة اوضح فيها الخطوات التي يتعين القيام بها واعتمادها كحلول للازمة السورية، منوها الى ان دور الجامعة العربية قد تعرض للنقد الشديد جراء فشلها التوصل الى حل هناك. وقال المعهد "مهمة المراقبين التابعين للجامعة العربية ... قد فشلت فشلا ذريعا وينبغي عدم تمديدها ... يتحتم على الجامعة العربية الاعلان الرسمي بانهاء مهمتها ورفع الأمر (تلقائيا) لمجلس الأمن الدولي ... فمسودة مشروع اي قرار تتبناه الجامعة العربية وترفعة لمجلس الأمن ينبغي، بالطبع، ان يحظى بدعم الصين، والاهم بكثير، من روسيا ايضا ... عدا عن ذلك، فان الامور تنحدر باضطراد نحو هاوية حرب اهلية واسعة النطاق، الامر الذي لا ترغب رؤيته اي من الاطراف المعنية."
Council on Foreign Relations
في بُعد جدل المواجهة العسكرية مع ايران، اوضح مجلس العلاقات الخارجية ابعاد النقاش الدائر في الاوساط الاميركية المتعددة، قائلا "الانقسام يسود اوساط المحللين حيال المسائل الاساسية بحقيقة اقتراب ايران من صنع قنبلة نووية او مجرد اتخاذها قرار للقيام بذلك ... ينبغي على ايران الموافقة مسبقا التعهد وعدم القيام بتخزين اليورانيوم المخصب بنسب 3.5% او 20% بعد الآن، كذلك الاقلاع عن زيادة اجهزة الطرد المركزية القائمة حاليا من اجل عدم المضي بتصعيد العقوبات ضدها او الاستمرار باغتيال الكفاءات العلمية (مع العلم ان واشنطن تنصلت من اي دور في المشاركة بعمليات القتل)، وعدم المضي ايضا بتخصيب اليورانيوم الى نسبة 20% بعد الآن مقابل الحصول على وقود نووي لمفاعلها بغرض الابحاث العلمية."
Brookings Institute
في الشأن الفلسطيني، اعرب معهد بروكينغز عن اعتقاده بفشل جولة المحادثات الفلسطينية مع الاسرائيليين حول مسائل الأمن والحدود المشتركة. وحث المعهد الادارة الاميركية "تجنب مواجهة ديبلوماسية جديدة ... وان المزيد من مساعي التدخل الاميركي لن توقف سعي الفلسطينيين للحصول على دولة. على العكس، فمن شأنها ارهاق القدرات الديبلوماسية الاميركية، واستنفاذ واشنطن لنفوذها السياسي والاسراع في هبوط وتدني الهيبة الاميركية في مجمل الشرق الاوسط." ونبه المعهد صناع القرار الاميركي الى "ادراك حقيقة ان مزايا (حق النقض) في مجلس الامن تنطوي على مسؤوليات عدة ايضا ... فالافراط باستخدام حق النقض ينطوي عليه تكلفة عالية فيما يخص مصداقية الولايات المتحدة وقدرة هيئة الامم المتحدة التعامل" مع القضايا الساخنة.
JINSA
وانفرد المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي في التطرق للحرب الالكترونية الدائرة " التي تحمل في طياتها احداث اضرار حقيقية في المستقبل" لعمل الاجهزة الأمنية بصورة خاصة، وذلك في اعقاب تعرض عدد من المواقع الاسرائيلية الى هجمات الكترونية شلت فعاليتها لفترة زمنية قصيرة. وحذر بالقول "الزمن الراهن هو الامثل بالنسبة لاسرائيل لتعزيز دفاعاتها الالكترونية ... اذ من شأن هجوم الكتروني مدعوم من اجهزة مركزية في دولة مثل ايران ان يشكل تهديدا حقيقيا لأمن اسرائيل الوطني."