بناءً على تعليماتٍ من حكومتي، أنقل إلى عنايتكم ما يلي:
تتابع ميليشيات قسد التابعة للاحتلال الأمريكي انتهاكاتها الممنهجة بحق الأهالي في المناطق التي تتواجد فيها في محافظة الحســكة وجوارها، شمال شرق سوريا.
وكنا قد وضعنا معاليكم مراراً بصورة الاعتداءات التي ترتكبها هذه الميليشيات الإرهابية والكيانات اللاشرعية المرتبطة بها ضد المواطنين والمنشآت المدنية والمرافق الخدمية والممتلكات العامة والخاصة ونهبها لمحتوياتها، وكذلك قيامها وقوات الاحتلال الأمريكي بسرقة الآثار والنفط والغاز من الأراضي السورية وتهريبها إلى خارج سوريا. وفي هذا السياق، وقبل أيام، قامت ميليشيات قسد وقوات الاحتلال الأمريكي مجدداً بسرقة كميات كبيرة من القمح والنفط الخام، وتسيير 60 قاطرة محملة بالقمح السوري من قرية البتراء، و 40 صهريجاً محملاً بالنفط الخام من قرية حمزة بيك في شمال شرق سوريا إلى ما يسمى بـ ”كردستان العراق“ عبر معبر الوليد غير الشرعي. ويأتي هذا كله في الوقت الذي يعاني فيه الشعب السوري من آثار التدابير القسرية الانفرادية واللاشرعية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي عليه، والتي تحول دون حصول السوريين على الغذاء والدواء والتجهيزات الطبية والوقود والكهرباء.
كما سبق وأطلعناكم برسالتنا المؤرخة 16 أيلول/سبتمبر 2020 (A/75/249–S/2020/908) على قيام ميليشيات قسد بالاعتداء بالقوة على المدارس وتحويلها إلى مقرات أو مستودعات عسكرية وسجون ومراكز لتحصيل الإتاوات، وتهديد الطلاب والأهالي وترهيب الكوادر التدريسية والإدارية لفرض مناهج تعليمية تخدم مصالحها وتضر بالطلاب وبمتابعتهم لتحصيلهم العلمي، مستفيدةً بذلك من الدعم الذي توفره لها قوات الاحتلال الأمريكي.
وقد شهدت الأيام الأخيرة قيام ميليشيات قسد العميلة للاحتلال الأمريكي بفرض حصار خانق على مدينة الحسكة، حيث قامت هذه الميليشيات بنصب العديد من الحواجز لمنع دخول وخروج الآليات إلى مركز المدينة وتقييد حركة الأهالي فيه، الأمر الذي أدى إلى نقصٍ كبير في المواد الغذائية، وفي مقدمتها الخبز والطحين، والمحروقات وسلع أساسية أخرى، وأجبر الأهالي على السير مسافات طويلة للوصول إلى أماكن عملهم والمرافق الصحية والتعليمية.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل قامت هذه الميليشيات بإطلاق النار على المدنيين الذين تظاهروا احتجاجاً على الحصار الخانق الذي استمر لحوالي الأسبوعين، وللمطالبة بالعودة الكاملة لمؤسسات الدولة إلى شمال شرق سورية. وبتاريخ 3 شباط/فبراير 2021، قامت ميليشيات قسد باختطاف السيد محمد توفيق الصغير، مراسل قناة الإخبارية السورية في القامشلي، واحتجازه وتلفيق اتهامات باطلة بحقه. وبطبيعة الحال، ما كان لهذه الميليشيات القدرة على ارتكاب هذه الجرائم لولا الدعم والرعاية اللتان توفرهما لها قوات الاحتلال الأمريكي.
وتطالب حكومة الجمهورية العربية السورية مجلس الأمن والأمين العام بإدانة الممارسات الإجرامية والإرهابية التي ترتكبها ميليشيات قسد، ومطالبة الإدارة الأمريكية بوقف دعمها لهذه الميليشيات الانفصالية العميلة لها وإنهاء الاحتلال، والعمل على إطلاق سراح الصحفي المحتجز بشكل فوري وغير مشروط.
وآمل إصدار هذه الرسالة كوثيقة من وثائق مجلس الأمن.