في معرض حوار أجراه التلفزيون السوري حول الدراما التلفزيونية السورية … لا ادري ما الذي حدا بالمخرج السوري المجيد سليم صبري بالخروج عن كل موضوع الحوار ليتكلم عن الغزو الثقافي والهجمة التي تواجهنا الآن والتي تسعى من ضمن ما تسعى إلى تغيير أخلاقنا مكتشفا ( للمرة المليار ) أن علينا الدفاع عنها عبر الدراما أيضا !!!!

لطالما صدمني هكذا نوع من التهويل … تغيير أخلاقنا ؟؟؟؟؟؟ ماذا يعني ؟؟؟؟ طيب ما دام الأمر كذلك من هم ومن يساعدهم ؟ على افتراض أخلاقنا من النوع الممتاز فلا فساد ولا مفسدون، ولا كذبة ولا هم يكذبون، ولا رشوة ولا مرتشون، ولا نهب ولا ناهبون، حتى أن منظر السير في البلد يبيض الوجه، ولكن هكذا نوع من الأخلاق لا يريد من احد عن يدافع عنه فهو صلب ومتين ولا يستطيع احد أن يخترقه مهما كانت التوابل التي تزين الغزو الثقافي.. إذاً لماذا التهويل ؟ خصوصا أن من مهام الفن والدراما منه هو التغيير في كل شيء فإذا كنا ضد التغيير فلماذا هناك فنانون ؟ وإذا كانت الدراما بحد ذاتها مستوردة أي غيرت في أدوات تقديم الفن ( وهي تتضمن تغيير في أخلاقنا ) فلماذا نقبل بها ؟؟؟

عندما يكون البيت نظيفا والشارع متسخا ( هذا مثال عربي بامتياز ).. هل هذه أخلاق النظافة ؟ وإذا لم يكن ذلك صحيحا، فهل تغيير الأخلاق يكمن في توسيخ البيت أم في تنظيف الشارع ؟ ليس بمقدورنا في وضعنا الأخلاقي الحالي أن نقرر ما هو غزو وما هو فتح أي ماهو ضار أو ما هو نافع فنحن لسنا من منتجي مولدات الأخلاق ( ليس بمعناها الشعبي ) فمنتج التلفون هو من يحدد أخلاقياته ومن ثم يطورها وكذا البقية الباقية من منتجات التي نستطيع اعتبارها مولدات للأخلاق وإمامنا حلين إما أن ننظف الشارع كي نتسق مع أخلاقيات النظافة الغازية، أو نوسخ البيت كنتيجة من نتائج اتساخ الشارع، وعلى الحالين لا يوجد شيء ( ينبكى ) عليه ………. إلا نحن