واصلت ايران أمس تحدي الاسرة الدولية واوروبا عبر مواصلة عملها لاستئناف نشاطات نووية حساسة على الرغم من التهديد بوقف الاتحاد الأوروبي ممثلا في بريطانيا وفرنسا والمانيا مفاوضاته معها ونقل ملفها النووي الى مجلس الامن•

ففي رسالة شديدة اللهجة أبلغت كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا ’’ثلاثي الاتحاد الأوروبي’’ إيران بأن استئناف الأنشطة النووية سينهي المفاوضات بشأن المسألة النووية وحثتها على عدم اتخاذ خطوات من جانب واحد•

وقال ’’الثلاثي’’ الأوروبي وخافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في خطاب أرسل إلى حسن روحاني كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين إنه إذا استأنفت إيران الأنشطة المجمدة في الوقت الراهن فإن المفاوضات ستبلغ نهايتها ولن يكون امامهم خيار سوى اتباع مسارات اخرى للعمل•

وجاء ذلك في الوقت الذي اكدت فيه طهران تصميمها على استئناف انشطتها النووية ، وقال الرئيس المنتهية ولايته محمد خاتمي الذي يغادر منصبه اليوم ان القرار اتخذ وأن العمل بدأ• وأعلن متحدث باسم الحكومة الايرانية أنه لا رجعة في قرار استئناف النشاط في محطة ’’اصفهان’’ لتحويل اليورانيوم وتخصيبه ، وابلغت ايران وكالة الطاقة الاحد قرارها اعادة تشغيل المصنع الذي يفترض ان يحول معدن اليورانيوم المركز الى غاز ثم ادخاله في اجهزة الطرد المركزي لانتاج اليورانيوم المخصب•

اما المفاوض الايراني علي آغا محمدي فقد اكد ان استئناف التحويل ليس عملا موجها ضد الاوروبيين معتبراً الاوروبيين شركاء لطهران • واكد ان الايرانيين لا يريدون مواجهة مع الاوروبيين وطريق المفاوضات ما زالت مفتوحة• وقلل آغا من اهمية استئناف نشاطات التحويل مؤكدا، خلافا لما يقوله الاوروبيون، ان التحويل ليس تخصيبا لليورانيوم•

واتهمت ايران في الرسالة التي سلمتها الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاثنين الاتحاد الاوروبي بانه يريد ان يفرض عليها التخلي نهائيا عن تخصيب اليورانيوم ’’كامر واقع’’ بدون اي مقابل، لتبرير قرارها استئناف نشاطات التحويل، كما اتهمت فرنسا وبريطانيا والمانيا بانها خضعت ’’للضغوط الاميركية’’ لحرمان الايرانيين من ’’حق ثابت غير قابل للتصرف• واكدت ايران في الرسالة انها تعتزم استئناف نشاطات التخصيب بحذ ذاتها في الامد المتوسط لكنها مستعدة لمواصلة المناقشات مع اوروبا من اجل استئناف للنشاطات يتم التفاوض حوله•

وفي باريس، اعلن رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دوفيلبان أن طهران يجب ان تلتزم بالاتفاقيات المبرمة وتتوقف عن تخصيب اليورانيوم والا سيتم نقل ملفها النووي إلى مجلس الأمن، وصرح وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ان الملف النووي الايراني ’’خطير جدا’’ و’’يمكن ان يشكل بداية ازمة دولية كبيرة’’•

وفي برلين ، أكد المستشار الالماني جيرهارد شرودر ان قرار ايران استئناف انشطتها النووية يمثل تهديدا وحث طهران على تغيير اتجاهها• وقال شرودر للصحفيين في برلين ’’انه موقف اعتبر انه يمثل تهديدا’’ مضيفا ان ايران يجب ان تعرف انها لن تنجح في بذر الخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا وثلاثي الاتحاد الاوروبي • والمح إلى ان ايران يمكن ان تتعرض لضغط اقتصادي لكنه لم يشر الى احتمال ان تفرض الامم المتحدة عقوبات عليها•

وأعرب المدير العام للوكالة الدولية محمد البرادعي عن قلقه ودعا طهران إلى مواصلة التفاوض مع الاتحاد الاوروبي وعدم اتخاذ أي خطوات من شأنها أن تعرض عملية التفاوض للخطر في هذه المرحلة الحرجة•

وفي موسكو، نقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر من الوكالة الذرية الروسية قوله إن روسيا ستبقي على دعمها للبرنامج النووي الإيراني على الرغم من قرار طهران استئناف تخصيب اليورانيوم• وتبني روسيا محطة كهرباء تعمل بالطاقة النووية في مدينة بوشهر الإيرانية المطلة على الخليج•

وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن استئناف تشغيل مفاعل أصفهان قد يستغرق أسبوعا، وقالت المتحدثة باسم الوكالة إن الفنيين التابعين لنا في الموقع ولكن هناك حاجة لبعض الوقت لنقل معدات الرقابة إلى أصفهان•ويفترض ان تقوم الوكالة بنزع الاختام التي وضعتها بنفسها على مصنع تحويل اليورانيوم في اصفهان عندما علق عمله في نوفمبر الماضي• وذكرت صحيفة واشنطن بوست إن تقريرا جديدا للمخابرات الأميركية يقدر أن ايران أمامها نحو عشر سنوات قبل ان تملك القدرة على انتاج قنبلة نووية•

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)