جاء في استطلاع للرأي اجرته منظمة "بابليك أجندا" بالتعاون مع مجلة "فورين افيرز"، ان الاميركيين قلقون من توجه السياسة الخارجية لبلادهم ومن النظرة الى بلادهم في الخارج، واعتبر معظمهم ان حكومتهم تسرعت في خوض الحرب. واظهر الاستطلاع انه "على النقيض من الاعتقاد السائد ان الشعب الاميركي لا يعرف ولا يأبه لصورته في الخارج، ترى غالبية قوية" ان صورة الولايات المتحدة تتضرر في الخارج، وان "غالبية كبيرة قلقة من ذلك".

وقال نحو 63 في المئة من الذين شملهم ان اتهام الولايات المتحدة بالتسرع في خوض الحرب له مبرره، وابدى ثلاثة ارباعهم قلقهم من خسارة الثقة في الخارج ومن تزايد الكراهية للولايات المتحدة في الدول المسلمة. كما ابدى 82 في المئة قلقهم من الخسائر الاميركية في العراق والتي يعتبرونها مرتفعة جدا.

ولاحظ "ان تفكير الرأي العام حتى الآن، هو مزيج غير مريح من القلق البالغ، وعدم الثقة المتزايدة في السياسة الحالية، وعدم وجود توافق في الآراء في شأن ما قد تفعله البلاد ايضا".

واجري الاستطلاع الذي شمل 1004 اميركيين بين الاول من حزيران و13 منه. ومنظمة "بابليك أجندا" لا تبغي الربح وهي متخصصة في ابحاث السياسة العامة بالتعاون مع مجلة "فورين أفيرز" التي تصدر عن مجلس العلاقات الخارجية. ومولت الاستطلاع "مؤسسة فورد"، وهو الاول في سلسلة تهدف الى ايجاد "مؤشر للسياسة الخارجية" يقيس الفكر الاميركي في ما يتعلق بالسياسة الخارجية على المدى الطويل.

ورفض رئيس المنظمة دان يانكيلوفيتش ان يصف نتائج الاستطلاع بانها توبيخ لادارة الرئيس الاميركي جورج بوش، لكنه قال: "هناك بالتأكيد حال من عدم الرضا، احساس باننا لسنا على الطريق الصحيح". ولفت الى ان "الاميركيين يشعرون عموما بالانزعاج من نوع علاقاتهم مع بقية العالم وخصوصا مع البلدان الاسلامية". واضاف: "ان نتائج الاستطلاع كشفت شكوكا كبيرة في الادارة الحالية لبلادنا. ولكن لاتوافق على الطريق الواجب سلوكها".

ومع ان الاستطلاع ركز على العراق وعلاقات الولايات المتحدة مع الدول الاسلامية، فانه كشف ايضا ان مشاكل الهجرة غير المشروعة واسناد اعمال اميركية الى شركات في الخارج لخفض التكاليف، تثير ردود فعل قوية لدى الجمهور.

ولم تول القيادة السياسية هذه القضايا اهتماما يذكر، لكن الاستطلاع افاد ان المواقف "وصلت الى نقطة قلق الناس فيها اقوى من ان يمكن تجاهلها".

وقال نحو 64 في المئة ممن شملهم الاستطلاع ان الحكومة الاميركية يجب ان تولي اهمية اكبر الطرق الديبلوماسية والاقتصادية لمكافحة الارهاب، في حين قال 72 في المئة ان اظهار احترام اكبر لوجهات نظر الدول الاخرى وحاجاتها سيعزز امن البلاد.

لكن الاستطلاع ابرز ان الرأي العام الاميركي اظهر ايمانا قويا بالولايات المتحدة كقوة في اعمال الخير الانسانية، واشاد 83 في المئة بمساعدة بلادهم لدول اخرى خلال الكوارث الطبيعية.

مصادر
النهار (لبنان)