أكد الرجل الثاني في «المجلس الأعلى للثورة الاسلامية» عمار الحكيم اصرار المجلس على اقرار «إقليم الجنوب والوسط» في الدستور الدائم، منتقداً مخاوف العرب السنة والموقف الكردي، ومتوقعاً أن تحسم لجنة صوغ الدستور القضايا الأساسية وتؤجل تفاصيل معينة.

وانتقد الحكيم، نجل زعيم «المجلس الأعلى» محسن الحكيم في تصريحات الى «الحياة»، مطالبة الأكراد بـ «تقرير المصير»، وهي احدى المسائل العالقة في الدستور، لأن «علينا أن ننشد فكرة العراق الموحد».

ورأى أن ثروة العراق «يجب أن تكون لجميع العراقيين وليس ملكاً لهذه الفئة أو تلك»، متخوفاً من «النزعات الانفصالية» لدى بعض الأطراف.

وأعرب عن «استغرابه» من أن يكون «هناك اقليم في كردستان معززاً للوحدة الوطنية وآخر في الجنوب مفتتاً لها. فهذه نظرة احادية الجانب».

وعزا مطالبة «الائتلاف العراقي الموحد» الشيعي بـ «العدالة في توزيع الثروة» الى وجود «مناطق عامرة في العراق نتمنى أن تزداد اعماراً، وأخرى تعيش الخراب والدمار، ما يعني أن الوضع ليس عادلاً»، مشيراً الى أنه «عندما ننتقل من جنوب العراق الى منطقة أخرى، نشعر بأننا في بلاد ثانية». وقال: «نشعر بأن أخوتنا السنة في الحكومة والجمعية الوطنية ولجنة صوغ الدستور، قلقون من أن تكون لكل العراق فرص متكافئة، الأمر الذي يدعو الى الاستغراب».

واعتبر أن «كون الشيعة مستهدفين أمر لا يحتاج الى نقاش. فهناك بيانات رسمية تصدر على مواقع على الانترنت تذكر بأن الحسينية استهدفت لأنها حسينية وأن هؤلاء الأطفال مستهدفون لأنهم شيعة».

وشدد على أن العراق شهد «تطوراً خطيراً في الشهور الماضية، فكان الشيعة يستهدفون بعد سقوط النظام لكن قيل وقتها أن الهدف هو الاحتلال والتعاون مع المحتل. نذبح بسيف التعاون مع الاحتلال وعناوين من هذا القبيل، وكنا نعرف جيداً أن الدوافع طائفية. بعد ذلك تطور الموقف ليعلنوها بصراحة أن المستهدف هو الشيعة. وهذا ما لا نشك فيه».

انتقاد سورية

ووجه انتقادات مبطنة الى سورية، مشيراً الى أن عليها «بذل مساعيها ولعب دور ايجابي لمنع الدعم اللوجيستي والمالي والمقرات ومعسكرات التدريب العسكري ومراكز التعبئة الفكرية والعقائدية... اذا أراد شخصاً ما أن يسحب عشرة آلاف دولار في العالم العربي، يُسأل لماذا وأين سيصرفها؟ فهل يمكن أن يتم كل هذا العمل بمعزل عن معرفة الحكومات». وقال أن «التكنولوجيا العالية تحمل اليوم الى العراق ونرى تطوراً في العبوات والأساليب... هذه العقول أين تدربت؟ هل يأتيها الالهام من السماء أم أن هناك خبرة اقليمية ودولية في خدمة هؤلاء؟». وأكد ضرورة «بناء العلاقات على أساس التوازن والتكافؤ ولا نرضى بأن تكون أي دولة قاهرة في علاقتها أو مستعلية في الوضع العراقي وتستثمر الظرف الصعب الذي يمر به العراق في اتجاه معين».

التناقض الايراني

وأشار الى التناقض بين التصريحات المتتالية من المسؤولين الايرانيين للاهتمام بمساعدة العراقيين ودفع العملية السياسية، والتقارير الأمنية عن تهريب أسلحة وعبوات متطورة من ايران، قائلاً: «أنا أصدق المؤسسة الأمنية العراقية».

ومن جهة ثانية، أكد الحكيم: «نسمع كالآخرين عن نشاط اسرائيلي في العراق. لا نملك معلومات دقيقة، لكن لا يمكننا أن ننفي، فقد يأتي شخص بجواز من دولة أوروبية أو غيرها ويحمل جوازاً اسرائيلياً. نحذر الناس من بيع الأراضي لأوساط مشبوهة في انتماءاتها».

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)